الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- نظرة إلى مؤتمر فيينا السوري

ألمانيا- نظرة إلى مؤتمر فيينا السوري

03.11.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏01‏/11‏/2015
ناقش قبل يوم أمس الجمعة 30 تشرين اول / اكتوبر في العاصمة النمساوية فيينا عشرون وزير خارجية  الوضع في سوريا وكيفية انهاء الحرب التي تجري بتلك الدولة منذ عام 2011 .
جاء انعقاد المؤتمر  جراء  تدفق الآلاف من اللاجئين على اوروبا معظمهم من سوريا والعراق اضافة الى من البلقان وافريقيا وافغانستان وغيرهم من الدول . الا ان اللاجئين السوريين بالرغم وصول نسبتهم من اللاجئين حسب احصائيات الدول التي يمرون بها الى 46 بالمائة منهم 12 بالمائة غير سوريين ثبت ان الاوراق الثبوتية حول شخصيتهم مزورة او انهم يزعمون بانهم سوريون تبين بان الادعاء غير صحيح ، كان وراء اعلان بعض مسئولي اوروبا من بينهم المستشارة انجيلا ميركيل والرئيس الفرنسي فرانسوا اولند ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان اجراء حوار مباشر مع رئيس نظام سوريا  بشار اسد ضرورة ملحة لانهاء الحرب  لوقف تدفق اللاجئين  مع تأكيدهم اي دور سياسي  لاسد  في سوريا المستقبل . وجاء تدخل روسيا عسكريا الى جانب نظام اسد لمقاتلة الشعب السوري ليضع حدا لتلك التصريحات والبحث عن مخرج آخر للازمة السورية ، كانت البادرة الاولى اجتماع مصغر لوزراء خارجية المملكة العربية السعودية وتركيا والولايات المتحدة الامريكية وروسيا ومسئولة شئون السياسة الخارجية بالمفوضية الاوروبية فريدريسا موجيريني تم يوم 24 تشرين اول / اكتوبر في فيينا ايضا كانت نتيجته الفشل لإصرار  موسكو باسد بينما رفضته الرياض وانقرة . كما جاء اجتماع فيينا  الاول  بعد اجتماع مفاجئ تم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس نظام سوريا بشار اسد يوم الثلاثاء من 20 الشهر الجاري في موسكو دون ان يعرف نتائج مباحثاتهما .
مشاركة وزير الخارجية الايراني جواد ظريف في اجتماع فيينا الثاني جاء بجهود الدبلوماسية الالمانية بعد فشل وساطة وزير الخارجية الالماني شتاينماير اثناء زيارته للسعودية وايران اذ لمس ان الهوة بين الدولتين المذكورتين عميقة وواسعة من الصعب تجاوزها وانه لا بد من اجتماع يتم بين وزيري خارجية  السعودية والايرانية باجتماع دولي للبحث بالموضوع السوري . وقد أكد شتاينماير قبيل بدء مباحثات فيينا / 2/ انه لا يعتقد حصول معجزة تصالح بين الرياض وطهران وانتهاء الحرب في سوريا الا انه أعلن ختام المباحثات مساء يوم الجمعة بانه بالرغم من صعوبات المباحثات فانه يأمل خلال الاجتماع الثالث الذي من المقرر أن يعقد بعد أسبوعين في فيينا أيضا بمشاركة المعارضة السورية وممثلين عن النظام التوصل الى حل ينهي الحرب مؤكدا انه لم يُطرق اثناء المباحثات حول مستقبل اسد  بالرغم من تأكيد ايران ضرورة بقاء اسد لمدة ستة اشهر على راس نظامه الى ان يتم اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بسوريا .
نتائج مباحثات  فيينا وصفها الرئيس الاسبق للجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبريخت بولنتس فانها سلبية وايجابية ، اجابيتها جلوس وزيرا الخارجية السعودي والايراني عادل الجبير وجواد ظريف على  طاولة مستديرة وانه لا بد لايران ان تعرف اخطاءها بتدخلها بشئون منطقة الخليج العربي ودعمها الكامل لحرب الابادة التي يشنها بشار اسد ضد الشعب السوري وسلبيتها بانه لن يكون اتفاق علىمستقبل اسد حتى ولو وافقت المعارضة السورية  على مقترحات طهران وموسكو ببقاء اسد لفترة زمنية .
انهاء الحرب في  سوريا ووقف تدفق اللاجئين لا يمكن حله الا بتدخل عسكري في سوريا لانهاء نظام بشار اسد والسعودية لن تتخلى عن الشعب السوري ليس خشية ان تفقد وجهها أمام الشعب السوري وشعوب دول اسلامية عربية وغير عربية بأذعانها  الموافقة على طلب ايران وروسيا بشأن مستقبل اسد بل لوازع ديني فالمملكة العربية السعودية شعبا وحكومة مفطورين على حب الاسلام ونصرة المسلمين . عدا عن ذلك فان تركيا وقطر وفرنسا  تعتبران ان المشكلة الاولى لماساة الشعب السوري تكمن ببشار اسد الذي استعان بايران وروسيا وميليشيات شيعية لمقاتلة الشعب السوري وممارسته سياسة الارض المحروقة واخلاءها من سكانها كانت وراء انتشار الحقد والكراهية  السنة والشيعة وايران طرفا رئيسيا في هذا الحقد .
مؤتمر فيينا الثاني كان فاشلا  على حد تأكيد خبير الشرق الاوسط الرئيس السابق للجمعية الالمانية للسياسة الخارجية باول فون مارتسان الذي كان سفيرا لالمانيا في سوريا والعراق وغيرهما من دول اسلامية واي لقاء ثالث في فيينا سيفشل ايضا مثل فشال مؤتمري جنيف / 1 و 2 / وعلى المجتمع الدولي الاصغاء الى المعارضة السورية فهي صاحبة القرار الاول والاخير .
لن يكون هناك علاقات طبيعية بين السعودية وايران ، فالاخيرة تواصل تدخلها في اليمن وتصب يوميا الزيت على النار وتنشر الفتن ضد السعودية التي ترى ان استعدادها لعلاقات طبيعية مع طهران مرتبط بانهاء تدخلها في سوريا واليمن ودول منطقة الخليج العربي .