الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- هل العلاقات بين ألمانيا والكيان الصهيوني صادقة

ألمانيا- هل العلاقات بين ألمانيا والكيان الصهيوني صادقة

13.05.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏12‏/05‏/2015
يواصل رئيس الكيان الصهيوني رويفين ريفلين زيارته الرسمية الى برلين حيث التقى يوم أمس الاثنين 11 أيار/ مايو الرئيس الالماني يوئاخيم  جاوك ويلتقي هذا اليوم الثلاثاء 12 الشهر الجاري المستشارة انجيلا ميركيل ووزير الخارجية  فرانك فالتر شتاينماير وشخصيات اخرى .
ويطالب اعضاء بالبرلمان الالماني ومعهم سفير الكيان الصهيوني السابق  في المانيا آفي بريمور الحكومة الالمانية توجيه انتقادات صريحة للسياسة التي ينتهجها الكيان الصهيوني  ضد الفلسطينيين ولا سيما تهويد الارضي المقدسة وعدم الاصغاء الى مطالب المجتمع الدولي بوقف سياسة الاستيطان وبالتالي عدم اكتراث حكومة الكيان الصهيوني بتنامي ظاهرة الاضطهاد العنصري بين المستوطنين .
وأوضح بريمور الذي يعتبر أحد منتقدي سياسة بنيامين نتنياهو ان الصداقة الحقيقية تكمن بتوجيه الصديق لصديق انتقادات ونصائح ايضا وعدم وجود انتقادات ونصائح فلا تعتبر الصداقة بينهما حقيقية والاحتفال بمرور خمسون عاما على العلاقات بين المانيا والكيان الصهيوني يجب ان يتخللها الصراحة معتبرا تصريحات رئيس الكيان الصهيوني ريفلين الذي أكد يوم أمس الاثنين 111 الشهر الجاري اثناء كلمة وجهها للصحافيين معارضته قيام دولة فلسطينية  مستقلة ضربة موجعة للحكومة الالمانية والاوروبيين وغيرهم الذين لا يزالون يؤكدون دعمهم للدولة الفلسطينية التي سسيساهم قيامها احلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط وعلى المستشارة ميركيل ووزير خارجيتها شتاينماير تأكديهما لضيفهما استياءهما من هذه التصريحات .
ورأى عضو لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني يان فان أكين موافقة الحكومة الالمانية بيع الصهاينة غواصات عسكرية جديدة بينما تمتنع عن بيع السعودية وغيرها معدات عسكرية انحياز تام للكيان الصيهوني ، مستطردا ،  انه ضد ارسال  أي معدات عسكرية الى دول الشرق الاوسط برمتها فتسليح الكيان الصهيوني بشكل خاص الذي يشن حربا ضد الشعب الفلسطيني يعتبر دعما له مطالبا المستشارة ميركيل توجيه انتقادات لاذعة للصهاينة لسياستهم التي ينتهجونها ضد الشعب الفلسطيني ولا سيما استمرار الحصار المفروض على شعب غزة .
الا أن رئيس جمعية الصداقة الالماني الصهيونية راينهولد روبيه اعتبر تصريحات ريفيلين رفضه الدولة الفلسطينية لاستشعاره بخطر الفلسطينيين وخاصة الاسلاميين منهم على أمن المستوطنين في الكيان الصهيوني مشيرا ان مطالبة بعض اعضاء البرلمان وغيرهم بانتقادات تمارسها الحكومة الالمانية على الصهاينة يؤذي العلاقات ويساهم بازدياد ظاهرة المعاداة للسامية في المانيا واوروبا  معتبرا الغواصات التي تم  بيعها للصهاينة هو من أجل دفاع الكيان الصهيوني عن نفسه على حد أقوالهم .
يذكر ان وفدا من منظمة التعاون الاسلامي برئاسة أمين المنظمة اياد مدني وعضوية وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الاطراف الامير تركي بن محمد بن سعود الكبير   أجرى مباحثات مع وزير الخارجية الالماني  شتاينماير يوم الخميس من 7 أيار /مايو الحالي طلبوا الحكومة الالمانية لما تمتلكه من علاقات قوية مع الكيان الصهيوني توجيه انتقادات لسياسته تجاه الفلسطينيين وتهويد الاراضي القمدسة وحثهم الحكومة الالمانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة اسوة ببرلمان بعض الدول الاوروبية لأن مثل هذه الخطوة ستسكب المانيا المزيد من الشعبية والاحترام من الشعوب الاسلامية .
وتشير وثائق التاريخ الالماني الحديث ان القيصر الالماني فيلهلم الثاني / 1859 – 1941 / وهو أحد قادة الحرب العالمية الاولى كان بمقدمة مؤيدي قيام دولة لليهود على ارض فلسطين فقد اجتمع بالقدس مع مؤسس الصهيونية العالمية تيودور هرتزل عام 1901 عندما زار القيصر المذكور بلاد الشام وأكد له دعمه بقيام دولة لليهود على ارض فلسطين الا انه اشار بأن الوقت لم يحن بعد وطالما الدولة العثمانية على قيد الحياة وبالتالي السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله  على رأس الدولة . وتشير الوثائق بأن سبب اضطهاد اليهود في المانيا واوروبا اثناء الحرب العالمية الثانية يعود لرفضهم الحركة الصهيونية ودولة قومية لهم على ارض فلسطيني فقد اصدر مجلس اليهود الالماني الاعلى عام 1899 بيانا برفض الحركة الصهيونية مؤكدين انتماءهم الى العرق الالماني مع الحفاظ على يهوديتهم ووقاموا باصدار البيان نفسه عام 1914 اثر ظهور الدعايات التي تحث بالهجرة الى فلسطين .