الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- هل تصبح المانيا شرطي العالم ؟

ألمانيا- هل تصبح المانيا شرطي العالم ؟

21.06.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏19‏/06‏/14
لم  تلعب المانيا في تاريخها الحديث ما بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية التي تعرضت فيهما للهزيمة بعد ان كادت ان تحتل اوروبا دور شرطي العالم بل كانت سياستها الخارجية سياسة رجل اطفاء الحرائق الا ان الحرب التي وقعت بالبوسنة بداية التسعينات من القرن الماضي أرغمت حكومة المستشار السابق هلموت كول الخروج عن الدستور الالماني الذي ينص على عدم مشاركة المانيا بانزالات عسكرية خارج دول حلف شمال الاطلسي / الناتو / وأرسلت قواتها الى البوسنة لحفظ الامن فيها .الا ان حكومة الاشتراكيين والخضر  تحت رئاسة المستشار السابق  جيرهارد شرودر طرأ تغيرا كبيرا على السياسة الخارجية لالمانيا جراء اعلانها الحرب على صربيا التي كانت تشن حرب ابادة ضد اهالي الكوسوفو ثم تطورت لتشارك مشاركة فعالة بالحرب الافغانية ضد الطالبان تحت غطاء محاربة الارهاب واخراج تلك الدولة من العصور الوسطى . ولما استلم الديمقوراطيون الاحرار  / الليبراليون / السياسة الخارجية لالمانيا من جديد حاولوا إعادت المانيا الى السياسة السلمية بعدم تدخلها عسكريا باي دولة ما ، فنجد وزير الخارجية السابق جويدو فيسترفيليه يصدر أوامره لسفير المانيا لدى مجلس الامن الدولي عام 2012 احتفاظ برلين بصوتها اثناء  التصويت على حظر طيران فوق ليبيا كما  برلين قرار الاوروبيين الذين اتخذوه بالغاء حطر ارسال اسلحة الى سوريا عام 2013  . الا انه ومنذ استلام الديموقراطيين الاشتراكيين السياسة الخارجية لألمانيا من جديد واستلام المسيحيين حقيبة الدفاع بعيد انتخابات خريف عام 2013 الماضي  بدأت الاصوات تطالب بدور رائد لالمانيا لانهاء النزاعات في العالم بتدخلها عسكريا بالدول التي تشهد حروبا ونزاعات عرقية كان آخرها تأكيد وزير الدفاع اورزولا فون در لاين التي أجرت مباحثات بواشنطن يومي الاثنين والثلاثاء المنصرمين 18 و 17 حزيران/يونيو  حول تطورات الاوضاع في افريقيا الوسطى والعراق وسوريا وغيرها مبدية استعداد برلين المشاركة لاطفاء الحرائق بشكل فعال .
ومن خلال التطورات السياسية والامنية التي يشهدها العراق حاليا جراء سيطرة الاسلاميين وغيرهم من فئات الشعب العراقي على الموصل ونينوى ومدن أخرى استياءا من حكومة نوري المالكي المعتصبة التي تنتهج سياسة عنصرية ضد المسلمين السنة في العراق وهيمنة ايران السياسية على النظامين السوري والعراقي ارتفعت الاصوات لتدخل عسكري للحيلولة دون تقسيم العراق علما أن حربا اهلية يشهدها العراق حاليا على حسب تأكيد خبير منطقة الشرق الاوسط والاسلام في جامعة مدينة ماينتس / جنوب / جونتر ماير  بأن العراق يعيش  في حرب اهلية منذ احتلال الامريكيين له وان النظام السوري بدعم من ايران كان وراء اندلاع حرب دينية عرقية جراء إرغامه الشعب السوري الذي بقيت مظاهراته سلمية الطابع من اجل الحرية لاكثر من عام جوبعت هذه الانتفاضة بالقمع والقتل والتشريد  حتى اذا ما بلغ السيل الزبى انتقلت الانتفاضة الى انتفاضة مسلحة فدفاع الشعبو عن نفسها من أسس دستور حقوق الانسان وحقوق الشعوب وارادتها .
ويرى عضو شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني يورجين تريتين انه ليس باستطاعة واشنطن وبرلين من خلالهما تدخلهما عسكريا في العراق وسوريا وقف الحرب الاهلية فواشنطن تقف وراء تهميش المالكي لاهل السنة والجامعة جراء محاباة واشنطن الشيعة على السنة وتشجيعها  سياسة المالكي العنصرية  وعلى برلين ان تكون حذرة من وقوعها برمال العراق المتحركة والحارقة والمطلوب من اجل الحيلولة دون وقوع العراق بقبضة الاسلاميين المساهمة بالتعاون مع السعودية وقطر ودول الخليج الاخرى وتركيا ودول اسلامية لوقف نزيف دماء الشعب السوري والحيلولة دون تقسيم العراق وبالتالي الحيلولة دون وقوع حرب عرقية اهلية بالمنطقة جراء الاعلام والتحريض على الكراهية بين أهل السنة والشيعة .
ومن خلال مقابلة أجرتها معه المحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني رأى احد علماء العراق من الشيعة عامر الصدر ان العداء بين الشيعة والسنة قديم للغاية والتقارب بينهما مستحيل للغاية ايضا وازداد العداء عندما استلم صدام حسين حكم العراق وتحريض زعماء شيعة معارضون لنظام حسين  واشنطن على غزو العراق بحجج كاذبة أشعلت نار الحقد التي كانت تحت الرماد من جديد وتقسيم العراق اصبح امر لا بد منه الا ان التقسيم لن ينهي العداء بين اطياف الشعب العراقي  معربا عن أمله مشاركة فعالة لالمانيا لانقاذ بلاده من خطر التقسيم ووقوعه تحت قبضة اسلاميين متعصبين مضيفا ان ما يجري في بلاده تتمة لما يجري في سوريا ذلك البلد الذي يوجد به عرقيات ومذاهب متعددة فسوريا يوجد بها اسماعيليون ودروز وشيعة وعلويون والكل معرض لخطر الابادة اذا ما انتصر الشعب السوري على نظام أسد فانتصار ذلك الشعب يعني ان منطقة الشرق الاوسط برمته سيطرأ ليها تغيرات بشرية ودينية كثيرة والمطلوب اذا ما تم انتصار الشعب السوري وجود فرق عسكرية دولية يجب على المانيا ان تكون في مقدمتها للحيلولة دون وقوع مذابح جماعية .