الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- هل تعود إيران شرطيا لواشنطن بالمنطقة مرة أخرى ؟

ألمانيا- هل تعود إيران شرطيا لواشنطن بالمنطقة مرة أخرى ؟

27.11.2013
هيثم عياش


برلين /‏26‏/11‏/13
ساهم توصل الاتفاق الذي بين الاطراف المعنية  بملف ايران النووي  مع ايران فجر قبل يوم أمس الحد 14 تشرين ثان/نوفمبر من خلال اجتماعهم الذي عقدوه في جنيف والذي تم فيه الاتفاق على وقف ايران تخصيبها اليورانيوم لمدة ستة اشهر مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية  عن طهران ردود فعل ايجابية وسلبية لدى بعض اهل السياسة الالمان .
فقد رأى وزير الخارجية الالماني السابق هانس ديتريش جينشر بالاتفاق نجاح للدبلوماسية الغربية ولا سيما الالمانية وبالتالي دليل واضح على تضامن المجتمع الدولي مع بعضهم البعض للحيلولة دون تحقيق ايران بروزها كدولة نووية جديدة في العالم ، مؤكدا أهمية الغرب كسبه ايران لانهاء النزاعات بمنطقة الشرق الاوسط وخاصة الحرب التي يشنها النظام السوري بدعم ايران  وميليشياتها من حزب الله اللبناني والعراقي بمحاربة الشعب السوري وانه يمكن لهذا التقارب اقناع واشنطن طهران بسحب يدها من رئيس نظام سوريا بشار اسد والوقوف باستقلالية تامة من ابادة الشعب السوري معتبرا نجاح السياسة الخارجية لألمانيا التي ساهمت بشكل قوي تضامن الدول المعنية بملف ايران مع بعضها البعض لاقناع طهران بالمرونة وتعاونها مع منظمة برامج الطاقة النووية في فيينا وانه لولا السياسة الالمانية هذه لما تم اقناع طهران قبل يوم أمس الاحد 24 تشرين ثان/نوفمبر .
الا أن عضو معهد هيسين لبحوث النزاعات والسلام فولفجانغ شفارتس رأى بالاتفاق نتيجة الاتصالات الهاتفية التي تمت بين الرئيسين الامريكي والايراني باراك أوباما وحسن روحاني وان الحكومة الايرانية تريد من خلال انفتاحها على العالم من جديد  القيام بدور رائد بمنطقة الشرق الاوسط وان التهديدات بمحو الكيان الصهيوني من خارطة الشرق الاوسط لم تكن في يوم من الأيام جديدة وانما فقاعات هوائية وعلى  حكومة الكيان الصهيوني ان تتحلى بالواقعية والاخذ بعين الاعتبار اهمية السياسة الايرانية الجديدة متوقعا عودة ايران لممارسة دور شرطي الولايات المتحدة الامريكية بمنطقة الشرق الاوسط من جديد فالمثل الايراني يقول ان هناك نوعان من الحماقة أن تتكلم في المكان الذي يجب عليك الصمت فيه وان تصمت بالمكان الذي يجب عليك التكلم فخمس وثلاثون عاما من القطيعة بين واشنطن وطهران كانت حماقة من الجانبين ساهمت هذه القطيعة بتدهور الحالة الاقتصادية في الولايات المتحدة الامريكية ومساعدة ايران بالتدخل بشئون منطقة الشرق الاوسط برمته الداخلية وقد آن الأوان لفتح صفحة جديدة للغرب مع ايران لاهميتها بتلك المنطقة ولكن بكسبها الى جانب المجتمع الدولي من جديد ولا سيما بوقف حمام الدماء الذي يرتكبه النظام السوري ضد شعبه فايران لا تعتبر شريك مباحثات في جنيف / 2 / الدولي لمشاركتها الجرائم التي تُرتكب ضد النظام السوري واذا ما أرادت  واشنطن مشاركة طهران بالمؤتمر المذكور فيجب عليها اقناع طهران انهاء ارتباطها مع نظام أسد  على حد هذه الآراء .