ألمانيا- هل يتفق الناتو على إنهاء مأساة الشعب السوري بعد عودة وفاقه لسبب أوكرانيا ؟

كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏27‏/03‏/14
نجم عن أزمة اوكرانيا وضياع القرم من الاوروبيين والتهديدات الروسية لاوكرانيا وسعيها لتقسيم الدولة المذكورة عودة الوئام بين اوروبا والولايات المتحدة الامريكية أي ان الشراكة الاطلسية قد توحدت من جديد بعد الخلاف الذي دب بين دول حلف شمال الاطلسي / الناتو / جراء الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 .
فقد اتفق الاوروبيون والامريكان جراء ازمة اوكرانيا والقرم على اتخاذ عقوبات اقتصادية ضد روسيا . فبالرغم من ان هذه العقوبات محدودة وذلك من خلال توضيح للمستشارة انجيلا ميركيل خلال مؤتمرها الصحافي الذي عقدته مع رئيس كوريا الجنوبية بارك جوين هايه مساء يوم أمس الاربعاء 26 آذار/مارس بالعاصمة برلين ان العقوبات الاقتصادية محدودة للغاية وانها تريد استمرار الحوار مع موسكو للحيلولة دون عمل عسكري ينشب بين الغرب والشرق ، رأى المستشار الالماني السابق هلموت شميدت بالعقوبات الاقتصادية غباءا سياسيا يرتكبه الاوروبيون وانهم المتضررون منها وبالتالي فان من يعتقد بالقرار الجماعي لدول حلف شمال الاطلسي / الناتو / بمعاقبة روسيا قد نجم عنه عودة الوفاق بين الاطلسيين فهو مخطئ تماما مدافعا بالوقت نفسه عن الرئيس الروسي فلاديمر بوتين بسياسته التي اتخذها بضم شبه جزيرة القرم الى الحظيرة الروسية وان الاوروبيين وراء تدهور العلاقات مع روسيا لأنهم لم يأخذوا بعين الاعتبار استياء موسكو من تحريش الاوكرانيين على الروس .
ويرى مراقبو اجتماع زعماء الدول الصناعية الذي تم يومي الاثنين والثلاثاء المنصرمين 24 و 25 الشهر الجاري على هامش قمة الأمن النووي الذي عقد في لاهاي ان دول حلف شمال الاطلسي / الناتو / قد اجتمعت من جديد من خلال تضامنها مع اوكرانيا التي أصبح انضمامها الى / الناتو / مسألة وقت قصير للغاية ، وضمها يعني اعلان حرب صريحة ضد روسيا . فبينما كانت مسافة الحدود التي تفصل بين موسكو واقرب دولة عضوة بـ / الناتو / تصل الى حوالي 1800 كلم تصبح بضم اوكرانيا اقل من 700 كلم يعني ان روسيا تشعر بتهديد الناتو / بشكل مباشر أكثر من ذي قبل .
واذا ما بقيت الدول العضوة بالحلف المذكور متفقة على معاداة روسيا وتضامنها مع اوكرانيا وبالتالي اذا ما بقيت الولايات المتحدة الامريكية صادقة مع الاوروبيين فان ذلك سيؤدي الى تشجيع دول / الناتو / الاتفاق على عمل عسكري ضد النظام السوري .
فعلى حسب رأي قائد الجيش الالماني السابق وعضو خطط / الناتو / العسكرية كلاوس ناومان بندوة دعا اليها معهد الانزالات العسكرية السلمية التابع لوزارة الدفاع الالمانية مساء يوم أمس الاربعاء 26 الشهر الجاري بالعاصمة برلين ضرورة استفادة عودة الوئام بين دول / الناتو / واتفاقهم من خلال مشاورات علمية وواقعية إنهاء ماساة الشعب السوري من نظامه بالقوة العسكرية فالسياسة والجهود الدبلوماسية لانهاء ماساة السوريين لم تعد مجدية واذا ما استمر الوضع مما عليه الان فان الشعب السوري سيصبح متطرفا أكثر من ذي قبل وعلى دول / الناتو / إثبات هيبة حلفهم أمام العالم وانه وحده على مقدرة بإنهاء ماساة الشعوب والنزاعات في العالم .
وحسب راي مسئول ملف العلاقات الالمانية الامريكية ناطق السياسة الخارجية لدى المسيحيين الديموقراطيين فيليب ميسفيلدر ان ان ازمة شبه جزيرة القرم ساهمت مصالحة بين دول حلف شمال الاطلسي / الناتو / وتصريحات الرئيس الامريكي باراك اوباما التي أشار اليها اثناء اجتماع الدول الصناعية السبعة في لاهاي مؤخرا بأن على الامريكيين والاوروبيين ان لا يبقوا مكتوفي الايدي أزاء الازمات الدولية وعلى الطرفين المذكورين اثبات مقدرتهما احلال الامن والاستقرار بالعالم وانهاء الحروب الاهلية وماساة شعوب العالم بالقوة ايضا تعتبر رسالة واضحة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان دعمه للنظام السوري لن يستمر طويلا .
وزيرة الدولة السابقة بالخارجية الالمانية كرستين مولر التي تدير حاليا فرع معهد هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية في القدس المحتلة ومعها عضوة شئون السياسة الدفاعية بالبرلمان الالماني سابقا ايلكيه هوف رأتا انه اذا ما أرادت دول / الناتو / من خلال عودة الوئام بينهم إنهاء نظام سوريا بالقوة الاتفاق مع الدول الاسلامية وقوات ردع اسلامية تشرف على سوريا المستقبل ضرورة هامة .
وأعربت هوف عن أملها استمرار الوفاق بين دول / الناتو / واتفاقهم على عمل عسكري ضد نظام سوريا على حد أقوالهم .