الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- واشنطن لا تريد إنهاء مأساة الشعب السوري

ألمانيا- واشنطن لا تريد إنهاء مأساة الشعب السوري

22.09.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏21‏/09‏/2015
تطرقت المباحثات التي جرت مساء يوم أمس الاحد 20 ايلول / سبتمبر بين وزيري الخارجية الالماني والامريكي فرانك فالتر شتاينماير وجون كيري بشكل  مسهب حول الوضع في سوريا والاتفاق الغير معلوم بين كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف حول عزم الكرملين المشاركة بالحرب ضد تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / الاجرامي ، فوزير الخارجية الامريكي كيري لم يبدي بصراحة ما اذا كانت الادارة الامريكية تقبل بقاء بشار اسد رئيسا لنظامه او لا يزال رئيس سوريا الشرعي كما لم يؤكد موقفه ما اذا لاسد مستقبل سياسي في سوريا اذا ما تم انعقاد مؤتمر دولي / جنيف 3 او 4 / للتوصل لانهاء العنف في ذلك البلد الذي راح ضحية الجشع الاجرامي الذي يمارسه اسد ونظامه بدعم كبير من ايران وروسيا وميليشيات شيعية اجرامية اكثر من 400 الف انسان وتشريد اكثر من 19 مليون نسمة وداخل وخارج سوريا ، الى حل سياسي ينهي العنف .
فوزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير كان أكثر صراحة من كيري ، فهو أكد انه من يعتقد لاسد مستقبل في سوريا ومساهمته بالقضاء على ارهاب / داعش / وغيرها واهم تماما فرئيس نظام سوريا وراء ما آلت اليه اوضاع الشعب السوري ووراء العنف والتشريد وهدم المدن فوق سكانها ووراء ظهور الارهاب والتطرف اضافة الى محاولته إحراق منطقة الشرق الاوسط وتفتيت تراب سوريا وقيام دويلات طائفية . وتصريحات شتاينماير لا تعتبر فريدة ووحيدة فرئيس لجان شئون السياسة الخارجية روبرت روتجين أكد بانه لامستقبل لأسد في سوريا ولن يقبله أي شخص يتمتع بعقل نيِّر ومتابع لمأساة الشعب السوري  والإدارة الامريكية  تمارس سياسة الخداع مع الشعب السوري ومعارضته بينما تقوم موسكو بتنفيذ ما تريده فارسال طائرات ودبابات وفرق عسكرية روسية الى سوريا من اجل الدفاع عن أسد ومحاربة الارهاب دليل واضح ان   سوريا سوريا وشعبها ضحية التخاذل الامريكي واوروبا. ويؤكد روتجين ومعه نائب رئيس البرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / الكسندر لامبسدورف ومعهما رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر  ان انهاء العنف في سوريا يكمن بعمل عسكري محدود ينهي نظام اسد ، فبإنهاءه يصبح القضاء على / داعش / سهلا للغاية ويستطيع الشعب السوري وبدعم من المجتمع الدولي ترتيب بيته الداخلي من جديد .
واشنطن لم تكن صادقة مع السعودية وتركيا وقطر ومع الشعب السوري ايضا ، فزعيم الادارة الامريكي باراك اوباما كان قد هدد اسد بالويل والثبور اذا ما قام بضرب شعبه بالاسلحة الكيماوية وتراجع عن التهديد لما تدخلت موسكو وأعلنت موافقة اسد على اتلاف اسلحته الكيمياوية الامر الذي جعل من الرئيس الفرنسي فرانسوا اولند يتراجع عن تنفيذ اي عمل عسكري ضد نظام اسد وأحالت لندن فتوى التدخل العسكري الى البرلمان البريطاني الذي افتى بعدم جواز ذلك مؤقتا بينما وضع اوباما مسألة التدخل عسكريا بين يدي مجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / الذي لم يبدي رايه بشكل صريح ، فعلى حد رأي  رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روتجين انه لا أحد يريد انهاء مأساة الشعب السوري وبمقدرة اوباما الاتصال هاتفيا مع اسد يأمره بالكف عن القاء البراميل المتفجرة على الشعب السوري وينتهي الامر .
وكان وزير الخارجية الالماني شتاينماير الذي قام قبيل بدء مباحثاته الرسمية مع كيري بزارة مخيم للاجئين ببرلين قد أعلن ان استيعاب اللاجئين في اوروبا وامريكا وغيرهما سهلة الا انه يجب العمل على انهاء اسباب تدفق اللاجئين بجميع السبل المتاحة والاتفاق مع السعودية وقطر وتركيا .
هذا وييقوم  نائب المستشارية الالمانية وزير الاقتصاد ريجمار جابرييل العاصمة برلين هذا اليوم الاثنين 21 ايلول / سبتمبر الى الاردن . ويريد جابرييل من خلال زيارته الى الاردن زيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين اذ ان زيارته للاردن ميدانية وذلك للاطلاع على أحوال اللاجئين السوريين . وتأتي الزيارة ايضا وسط مطالب تطالب بوضع مبالغ مالية اكثر في ريع المشرفين على المخميات لتحسين وضعية اللاجئين وتنفيذ خطط تنموية تساعد الشبان بالاندماج بمهنة ما لتحسين وضعيتهم الاجتماعية ومدارس ميدانية لتأهيل الاطفال بالتعليم وذلك لتشجيع اللاجئين بالبقاء بالمخيمات المتواجدين بها وبالقرب من بلدهم سوريا حتى يستطعون العودة اليها في وقت .