الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- فوز لموسكو على واشنطن بالمسألة السورية

ألمانيا- فوز لموسكو على واشنطن بالمسألة السورية

11.09.2013
هيثم عياش


هيثم عياش
برلين /‏10‏/09‏/13
أعربت الحكومة الالمانية عن أملها مبادرة نظام سوريا بالاسراع بتنفيذ مقترحات موسكو باتلاف الاسلحة الكيمياوية تحت رقابة منظمة الامم المتحدة للحيلولة دون تنفيذ واشنطن عزمها على تأديب  النظام المذكور جراء اقدامه على استخدام تلك الاسلحة ضد الشعب السوري . واعتبر ناطق الحكومة الالمانية شتيفين زايبرت اقتراحات موسكو بالايجابية وان برلين تنتظر تنفيذ النظام السوري لمقترحات موسكو .
الا أن وزير الدولة السابق في وزارة الخارجية الالمانية لشئون الشرق الاوسط وشمال افريقيا لودجر فولمر الذي شغل هذا المنصب في حكومة سابقة للمستشار السابق جيرهارد شرودر  ، وصف المقترحات الروسية انتصارا لموسكو  على واشنطن مشيرا اثناء محاضرة القاه صباح هذا اليوم الثلاثاء 10 ايلول / سبتمبر بمناسبة مرور اثنا عشر على حوادث 11 ايلول / سبمتبر من عام 2001  الذي يصادف يوم غد الاربعاء ان الولايات المتحدة الامريكية غير صادقة بتأديب بشار اسد وحشدها التأييد الدولي لذلك التأديب زوبعة وفقاعات هوائية وتأجيل مجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / التصويت على عمل عسكري ضد اسد ونظامه حتى يستجيب اسد لمقترحات موسكو تراجع بطيء للعمل العسكري ضد نظام سوريا ومصيره التلاشي مثل تلاشي الدعوة لمؤتمر جنيف الدولي / 2 / حول سوريا لاعطاء المجال لنظام أسد بإفناء شعب سوريا معتبرا سياسة الحكومة الالمانية الحالية  الخارجية  مخزية فالحرب ضد الانظمة الديكتاتورية تساهم باحلال السلام والنام السوري لا يعتبر مجرما بحق شعبه فقط بل مجرما في حق جميع شعوب منطقة الشرق الاوسط واذا ما استمر بطغيانه فان المنطقة المدكورة ستشهد  حروبا اهلية ربما تستمر لسنوات طويلة واذا ما استمر الغرب بتقاعسه عن نصرة الشعب السوري وعدم تنفيذ اي عقوبات عسكرية صارمة ضد اسد فان الخطر يكمن في ظهور منظمات ارهابية لتنتقم من الغرب جراء دعمه لبشار اسد .
والكرة الان في ملعب رئيس النظام السوري فاما ان يستجيب لمقترحات موسكو باتلاف اسلحته الكيمياوية أو سيؤدي الى سحب موسكو يدها من دمشق ولن تقع اي حرب او مواجهة عسكرية اذا ما قام الامريكان بالفعل بتنفيذ عمل عسكري ضد نظام دمشق فالروس وقفوا الى جانب الصرب ضد الكوسوفو الا انه عندما فشلت الجهود الدبلوماسية وأعلنت المانيا اثناء رئاستها الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي / الناتو / عام 1999 الحرب ضد صربيا وقفت موسكو بعيدة عن تلك الحرب ولم تقم بدعم صربيا بالاسلحة وغيرها كما راقبت الاعمال العسكرية التي قادتها فرنسا وبريطانيا والاطلسي / الناتو / ضد معمر القذافي في ليبيا عام 2011  الا ان حربا جديدة تقودها واشنطن ضد نظام دمشق بعيدة في الوقت الراهن فالسياسة الخارجية لامريكا التي يقودها جون كيري تختلف عن السياسة الخارجية لسفلته هيلاري كلينتون وكيري صديق لاسد وكلينتون كان هدفها اعادة مجد امريكا القوية الى المسرح الدولي من جديد .
كما ان مقترحات موسكو لا تعتبر من سكرات الموت حيث يغمى على الانسان الذي يعاني منها ويصحو مرة اخرى فموسكو فقدت بريقها كقوة عظمى وعرض فلاديمير بوتين عضلاته أما العالم دليل واضح على عدم اكتراث العالم بها وواشنطن متعبة من الحرب ومنهارة سياسيا واقتصاديا ولم تعد شرطي العالم بلا منازع كما يعاني الاتحاد الاوروبي من انهيار في سياسته الخارجية منذ الاجتياح الامريكي للعراق الذي بقي دعما من بعض دول الاتحاد  الاوروبي مثل اسبانيا والدانمارك وايطاليا وكانت نتيجة هذا الدعم انهيار تلك الدول اقتصاديا وماليا وشرخ كبير في جسم الاتحاد الاوروبي ولذلك فان الدعوة لتأديب بشار اسدستبقى  صرخة في واد .