الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- وساطة ألمانية بالشرق الأوسط

ألمانيا- وساطة ألمانية بالشرق الأوسط

10.10.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏08‏/10‏/2015
يناقش وزراء دفاع دول حلف شمال الاطلسي / الناتو / هذا اليوم الخميس ببروكسل التدخل الروسي في سوريا  لدعم رئيس نظام  سوريا بشار اسد  وبالتالي دعم موسكو لطهران التي تشارك بشار اسد بقتل الشعب السوري اضافة الى مناقشتهم تطورات الاوضاع العسكرية بالشرق الاوكراني والوضع السياسي والامني في افغانستان بعد سيطرة مفاجئة للطالبان على منطقة قندوس ومشاركة الناتو الجيش الافغاني باسترداد المنطقة مرة اخرى .
ويأتي اجتماع وزراء دفاع / الناتو / وسط ارتفاع نبرة انتقادات الحلف لروسيا جراء اعتداءاتها على تركيا باختراق الطائرات العسكرية الروسية المجال الجوي لتركيا اذ استطاعت طائرات حربية تركية إرغام طائرات روسيةعسكرية اخترقت أجواء بلادهم وإعادتها الى قواعدها كما أرغمت طائرات روسية طائرات امريكية عسكرية مغادرة الاجواء السورية عندما كانت تريد الطائرات الأمريكية الاغارة على مواقع تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / . فالتدخل الروسي في سوريا بحجة المشاركة بالحرب ضد / داعش / هو من أجل حماية بشار اسد ومحاولة يائسة بالسعي مع ايران توسعة نفوذهما بمنطقة الشرق الاوسط عبر سوريا ، فالطائرات العسكرية لموسكو لم تقصف مواقع لـ / داعش / كما تزعم بل تقصف معاقل للجيش السوري الحر وميليشيات اسلامية تدافع عن الشعب السوري ضد نظام اسد استطاعت هذه الميليشيات بالتعاون مع الجيش الحر تحرير مناطق كثيرة في سوريا وتقوم بادارتها ويسعى نظام دمشق بدعم كبير من ميليشيات ما يُطلق عليه بـ / حزب الله / اللبناني والجيش الايراني  استعادتها بزحف بري .
تطورات الاوضاع العسكرية في سوريا وراء وساطة للحكومة الالمانية تريد تنفيذها من خلال مباحثات سيجريها وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في طهران والرياض وعمان ، اذ سيغادر برلين في وقت لاحق من الاسبوع المقبل / 15 تشرين أول/ اكتوبر / الى طهران ومنها الى الرياض ثم عمان للمشاركة فيها باجتماع للمنظمة الاوروبية للامن والسلام والتنمية التي ستستلم برلين رئاستها مطلع عام 2016 المقبل  اذ يريد من خلال مباحثاته مع الزعماء السعوديين والايرانيين تقريب وجهات النظر بينهما ووساطة المانية لإنهاء الخلاف بينهما حول سوريا ومستقبل اسد ، فطهران وموسكو تتمسكان ببقاء اسد على رأس نظامه بينما تؤكد الرياض وانقرة والدوحة بانه لا سلام بسوريا ومنطقة الشرق الاوسط طالما اسد لا يزال في سوريا وعليه التنحي ومغادرة سوريا ، فقد أكد شتاينماير غير مرة واثناء اجتماعه مع نظيره السعودي عادل الجبير ببرلين في وقت سابق من شهر آب /اوجسطس عام 2015 ضرورة مشاركة ايران بانهاء الوضع الماساوي للشعب السوري وبالتالي فان تفاهما بين الرياض وطهران حول سوريا ضرورة ملحة .
الا انه جراء تدفق الالاف من اللاجئين على اوروبا ووصول نسبة السوريين منهم الى 41 بالمائة كان وراء اعلان الحكومة الالمانية ضرورة الحوار مع اسد لوقف تدفق اللاجئين السوريين ، هذا الاعلان أخذ طريقه الى احد أدراج طاولتي دائرتي  المستشارية والخارجية  الالمانية لوقت غير معلوم جراء رفض اعضاء في لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني اضافة الى رئاسة حزب لخضر واعضاء بحزب الديموقرطيين الاشتراكيين  كما ساهم التدخل الروسي في سوريا اختفاء المطالبة بالحوار مع اسد .
وجراء تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لنظيره الامريكي جون كيري  رفض موسكو القوي بانهاء نظام اسد يرى وزير الخارجية الالماني شتاينماير نفسه ليس وسيطا بين الرياض وطهران فحسب بل وسيطا بين موسكو وواشنطن للتوصل الى صيغة مرضية تنهي الوضع الماساوي للشعب السوري .
وعلى حد  رأي الكثير من المراقبين السياسيين والعسكريين ان سوريا لم تعد حربا بالنيابة بين اهل السنة والجماعة التي تعتبر السعودية رائدة مسلمي السنة في العالم وبين ايران التي تريد فرض التشيع وهيمنتها  على منطقة الشرق الاوسط برمته وعلى الخليج العربي عبر سوريا واليمن والعراق   فحسب بل أصبحت ساحة حرب بين روسيا والغرب .