ألمانيا - آراء بعض الصحافة حول التحالف الإسلامي

كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏17‏/12‏/2015
أثار اعلان المملكة العربية السعودية قيام تحالف اسلامي يضم 34 دولة اسلامية ضد تنظيمات الارهاب الدولية اهتمام تعاليق بعض الصحف الالمانية الصادرة هذا اليوم الخيس 17 كانون اول / ديسمبر. وتتفاوت هذه الآراء ما بين الحذر والتفاؤل والتشاؤم ولا عجب في هذا الامر فالسعودية دولة قوية سياسيا واقتصاديا وشريك استراتيجي هام من الصعب ابعادها عن اي دور سياسي وديني في العالم على حد رأي خبير الشرق الاوسط واستاذ علوم الاسلام جونتر ماير من جامعة مدينة ماينتس عاصمة ولاية راينلاند فالتس . بينما اعتبر قائد الجيش الالماني السابق كلاوس ناومان الذي شغل ايضا رئاسة خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو / واحد المعادين للسعودية وتركيا التحالف مقدمة لتحالفات عسكرية جديدة بمنطقة الشرق الاوسط والعام محذرا من السعودية التي اعتبرها في مقدمة الدول الاسلامية التي تدعم الجماعات الاسلامية بالرغم من اعلانها الحرب على تنظيم ما يُطلق عليه بـ /الدولة الاسلامية / ومشاركة تركيا بالتحالف يعتبر مقدمة لحرب تقع بين الشرق والغرب لا محالة .
فصحيفة / فرانكفورتر روندشار / أعربت عن ترحيبها وارتياحها للتحالف الذي اعلنت السعودية قيامه ، فالحرب الذي ستقوده الدول الاسلامية ضد تنظيم اجرامي ارهابي قاتل سافك للدماء لا يبالي بالانسانية تأكيد على براءة المسلمين من هذا التنظيم مطالبة الغرب دعم هذا التحالف ومساعدة السعودية على وضع خطط عسكرية واستراتيجية لتنفيذ الحرب ضد ذلك التنظيم وان لم يقم الغرب بهذه المبادرة فيعني ذلم فقدانهم السعودية والدول الاسلامية .
ورأت صحيفة / كولنر شتات أنتسايغر – اخبار مدينة كولونيا / بالتحالف موجه ضد ايران لأتها استبعدت منه وربما ايضا اعلان حرب على روسيا التي تحتل سوريا مع ايران رسميا موضحة انه منذ إسقاط الطائرات التركية لطائرة عسكرية روسيا في وقت سابق من شهر تشرين ثان / نوفمبر المنصرم ارتفعت نبرات التهديد والانتقادات بين تركيا وروسيا نجم عنه قيام التحالف المذكور مشيرة الى ضرورة استفهام الغرب السعودية من مغزى هذا التحالف والتعاون بينهما اذا ما كان موجها ضد / داعش / وتنظيمات الارهاب الدولية .
واعتبرت صحيفة / تاجيسشبيغل – مرآة اليوم / التحالف فاشلا ، فوجود مصر والسودان في هذا التحالف لن يكون له اي تأثير ونجاح بمحاربة الارهاب . وعزت الصحيفة ذلك الى ان مصر ومنذ الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس المصري محمد مرسي مشغولة بنفسها فهي تعاني من نكسات اقتصادية اضافة الى ارتفاع نبرة الرفض للانقلاب وبالتالي ذبذبة سياسية ينتهجها رئيس حكومة العسكر عبد الفتاح سيسي تجاه السعودية وايران والنظام السوري فالتعامل مع هذا النظام لن يكون صادقا ، أما الحكومة السودانية فقد سمحت لايران محاولة بسط تأثيرها الديني في السودان وافريقيا وبالتالي فان الدولة المذكورة لا تملك جيشا قويا وحاكمها يمارس سياسة النظام الفردي .