الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - آراء حول استخدام نظام أسد الكيماوي ومواقف أوباما

ألمانيا - آراء حول استخدام نظام أسد الكيماوي ومواقف أوباما

30.04.2013
هيثم عياش


برلين /‏29‏/04‏/13
يعتبر استخدام النظام السوري اسلحة كيمياوية ضد شعبه حديث الساعة في المانيا وبعض دول العالم ولا سيما الولايات المتحدة الامريكية الذي اعلن زعيم البيت الابيض باراك اوباما انه اذا ما استخدم اسد الاسلحة المذكورة فانه يتجاوز بذلك الخطوط الحمراء التي يجب معاقبته عليها بينما طالب وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه  بتصريح للصحافيين يوم أمس الاحد 28 تيسان//ابريل النظام السوري فتح ابواب سوريا على مصراعيها لمفتشي الامم المتحدة للقيام بتحرياهتهم حول حقيقة ما تناقلته دوائر المخابرات وغيرها استخدام بشار اسد للاسلحة المذكورة للقضاء على الشعب السوري .
واستبعد رئيس معهد حقوق الانسان والشعوب في جامعة هومبولدت البرلينية جيرد زايدِل اصدار اوباما أوامره  بارسال فرقة عسكرية امريكية الى سوريا لحماية ما تبقى من الشعب السوري على قيد الحياة مشيرا انه الولايات المتحدة الامريكية لم تعد شرطة العالم وفقدت هذه المهمة منذ سنوات طويلة وتهديد اوباما اسد عبارة عن فقعات هوائية وعرض عضلات لا تحمل اي قوة .
وعزا زايدِل جزمه عدم بقاء مع / المحرر / مساء يوم أمس الاحد 28 نيسان/ابريل اثناء مشاركته بمؤتمر حزب الخضر السنوي بالعاصمة برلين  اي تدخل امريكي بتلك الدولة الى ان الولايات المتحدة الامريكية اصبحت على وعي من عدم تصديقها لتقارير غير مؤكدة فالتقارير التي اثارها معارضون للرئيس العراقي السابق صدام حسين بامتلاكه اسلحة تهدد البشرية نجم عنها احتلال العراق ثبت بعد ذلك عدم مصداقية الشيعة العراقيين وجود اسلحة فتاكة لصدام حسين والتقارير التي تشير الى استخدام اسلحة كيمياوية وان كانت صحيحة فالادارة الامريكية لن تتخل عسكريا في سوريا لانها لا تريد خوض حرب مع روسيا وبالتالي لا تريد ايضا مغادرة اسد لسوريا فالدولة المذكورة تختلف عن العراق لموقعها  الجغرافي والسياسي كما انها لن تتدخل اذا ما تحصل على تعهدات من المعارضة السورية بأن نظام مستقبل بلادهم السياسي علمانيا قحا وبالتالي ابعاد كل من يحمل  فكرا اسلاميا عن المشاركة في حكم الدولة المذكورة . وللخروج من المأزق السوري وانهاء ماساة الشعب السوري رأى زايدِل  ضرورة بذل المجتمع الدولي في مقدمتهم المانيا واوروبا ضغوطا يمارسونها على موسكو وبكين لوقف تأييدهما ودعمها لنظام دمشق مؤكدا ان طهران التي تحمي نظام دمشق ستسحب يدها عنه للمحافظة على دورها بالمنطقة وبالتالي لمبدأ التقية الموجودة في العقيدة الشيعية .
الا ان  رئيس لجان شئون سياسة حقوق الانسان بالبرلمان الالماني توم كونيغز أعلن لـ / المحرر / على هامش مؤتمر الخضر السنوي المشار اليه ان تدخلا عسكريا لواشنطن في سوريا لحماية شعبها يتطلب تفويضا من منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي الذي فقد هيبته أمام العالم والمخاوف التي تثار حاليا باحتمال استلام الاسلاميين مقاليد السلطة في سوريا مبالغ فيها والذي يؤمن باحقية اقرار الشعوب من يحكمها عليه قبول من تفوضه لك الشعوب بحكمها فالكثرية الشعب المصري والتونسي والليبي انتخبوا الاسلاميين لحكم بلادهم والتدخل الغير مباشر للغرب بشئون تلك الدول والتقارير التي تثيرها الصحافة الدولية ضد الاخوان المسلمين وغيرهم وراء عدم استقرار تلك الدول سياسيا واقتصاديا والشعب السوري لم يتحرر بعد من قبضة اسد وعلى المجتمع الدولي مساعدته لانهاء ماساته .
وعزا رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبريخت بولنتس للـ / محرر / صباح هذا اليوم الاثنين 29 نيسان//ابريل فقبل مغادرته العاصمة برلين الى منطقة الشرق الاوسط مع وفد برلماني عدم تدخل محتمل لاوباما بسوريا الى عدم حقيقة التقارير التي اشارت امتلاك العراق لاسلحة ذات دمار شامل  اذ ان واشنطن لا تريد الوقوع باخطاء الماضي من جديد جراء تقارير لاجهزة المخابرات الدولية والامريكية حول استخدام بشار اسد اسلحة كيمياوية ضد شعبه فالمتهم من الناحية القانوينية يبقى متهما الى ان تثبت ادانته او براءته وواشنطن اوباما تريد البقاء بمنأى عن مغارة طائشة بمنطقة الشرق الاوسط . وأكد بولنتس ان استخدام النظام السوري اسلحة كيمياوية وارد وحقيقي لفقدان ذلك النظام الانسانية فمن يقتل الشعب ويدمر المدن والقرى لن يستنكف استعمال الاسلحة الكيمياوية وغيرها من الاسلحة الفتاكة ضد شعبه فنيرون احرق روما وقتل امه وهو يعزف على قيثارته .
الا ان ناطق شئون السياسة الخارجية بكتلة المسيحيين الديموقراطيين فيليب ميسفيلدر رأى ان تدخلا عسكريا لواشنطن وحلف شمال الاطلسي / الناتو / في سوريا ضرورة ملحة لوجود دلائل دامغة لانقاذ الشعب السوري فمقتل اكثر من 100 الف شخص منذ عام 2011 وتشريد اكثر من خمس مليون نسمة وهدم المدن وعدم التمييز بين كنيسة ومسجد واثر يرغم العالم وخاصة الدول الاسلامية التدخل عسكريا لوضع حد لغطرسة نظام سوريا وعلى العالم عدم هز رؤسهم يمنة ويسرة لما يحدث في ذلك البلد والاكتفاء بتصريحات جوفاء ومن يعتقد بان التدخل العسكري سيحرق المنطقة / منتقدا بصورة غير مباشرة وزير الخارجية الالماني فيسترفيليه / يدعم بذلك بشار اسد الذي يبرز عضلاته بين الحين والاخر باحراق المنطقة مؤكدا ضرورة تعاون وثيق لحلف شمال الاطلسي / الناتو / مع الدول الاسلامية لوقف حد لماساة الشعب السوري .
ولن يتدخل الغرب في سوريا كما لن يقوم مجلس الامن الدولي باصدار قرار حظر طيران فوق سوريا وتسليح المعارضة لخشيته على الكيان الصهيوني على حسب رأي الكثير من مراقبي الوضع في الشرق الاوسط .