الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - أوروبا والسعودية وأمريكا وروسيا

ألمانيا - أوروبا والسعودية وأمريكا وروسيا

15.10.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏14‏/10‏/2015
رأى خبراء السياسة الدولية بمؤتمر امني عقد بمقر وزارة الداخلية الاتحادية بالعاصمة برلين يوم أمس  الثلاثاء 13 تشرين أول / اكتوبر ان دول الشرق  الاوسط تمر بمرحلة حرجة حبلى بمفاجئات وتطورات خطيرة ربما تؤدي الى قيام دويلات جديدة فيها ولا سيما  سوريا  التي تعيش في جو حرب طائفية .
وعزا خبير شئون الشرق الاوسط واوروبا في مجلس / شورى الاطلنطي / في واشنطن ايان برزينزكي عدم استطاعة اوروبا والولايات المتحدة الامريكية انهاء الازمات السياسية والعنف في اوكرانيا والشرق الاوسط الى عدم وجود تعاون قوي بين الجهتين المذكورتين الامر الذي ساهم بابراز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عضلاته تجاه الاوروبيين والامريكيين مستهزئا بذلك قوة اوروبا السياسية والاقتصادية وبالتالي إبطاء أدارة الرئيس الامريكي باراك اوباما  بتنفيذ وعودها بمساعدة الاوكرانيين والشعب السوري ايضا .
التدخل الروسي الى جانب نظام سوريا أدى الى قيام محورين بمنطقة الشرق الاوسط محور روسيا – ايران وميليشيات شيعية اضافة الى الصين في مواجهة محور السعودية – تركيا وقطر ودول الاتحاد الاوروبي التي تساند الشعب السوري ، هذان المحوران كفيلان لزعزعة امن العالم والتوصل به الى نيران حرب اقليمية ربما تمتد لتصبح دولية اذا استطاعت اوروبا والولايات المتحدة الامريكية ان تدعم تلك الدول التي ترى ان ايران خطر عليها مؤكدا ضرورة قيام تعاون وثيق بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية لمواجهة الغطرسة الروسية وايضا جذب روسيا للتعاون من جديد مع حلف شمال الاطلسي / الناتو / للحيلولة دون وقوع العالم بحرب جديدة .
مدير القسم السياسي في وزارة الدفاع الالمانية جيزا فون جراير يرى بالعمليات الارهابية التي شهدتها تركيا مؤخرا الى تطورات الاوضاع العسكرية التي نجمت عن التدخل العسكري الروسي في سوريا ، فموسكو تنتهج سياسة عدائية ضد اوروبا بشكل خاص فالتدخل العسكري بالشرق الاوكراني وسلخ شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا لم يكن ليتم لو كان هناك تعاون وثيق بين الولايات المتحدة الامريكية واوروبا ، والتدخل العسكري  في سوريا الى جانب بشار اسد دليل واضح على ان الادارة الامريكية التي يرأسها باراك اوباما غير مهتمة باوروبا والشرق الاوسط ، عدم الاهتمام كان وراء ما تشهده اوروبا من ازمات تدفق اللاجئين وخطورة وقوع حرب حقيقية بين الغرب والشرق وسوريا اصبحت مرتعا لحرب بين روسيا واوروبا والولايات المتحدة الامريكية وانه لا بد للخروج من الطريق المسدود بوضع خطط تنفيذية تساهم بانفراج دولي .
يان تيخاو من المركز الاوروبي للسياسة الدولي ببروكسل  أعرب عن رأيه ان السعودية وتركيا وقطر ودول اسلامية واوروبية يمكنها انهاء ازمة العنف في سوريا والحديث عن حوار مباشر مع اسد من اجل انهاء ازمة تدفق اللاجئين والعنف في سوريا لن يساهم بتغيير الوضع الحالي فروسيا دخلت في حلبة الصراع على سوريا بشكل رسمي ولا بد من تفاهم سعودي اوروبي امريكي مع روسيا للخروج من الطريق المسدود مؤكدا ان عقوبات اقتصادية جديدة ضد موسكو لتدخلها في سوريا اضافة الى العقبوات الاقتصادية ضد جراء تدخلها في اوكرانيا لن تثني من عزم الكرملين وزعيمه فلاديمير بوتين بالمضي بسياسة عدائية تجاه العالم والمطلوب دبلوماسية ذكية ,
منطقة الشرق الاوسط اضافة الى اوكرانيا والبلقان تعيش في هيجان وفوضى وعنف ، في فلسطين المحتلة إنذار بانتفاضة فلسطينية ثالثة تكون أشد وطأة على الكيان الصهيوني واوروبا مسئولة عن ما يعانيه الفلسطينيون والصهاينة ايضا فسياسة الاستيطان وتهويد الاراضي وابتزاز واثارة المستوطنين المتدينين لشعور المسلمين في فلسطين وغيرها يجب ان لا يمر بسهولة فاوروبا وواشنطن بامكانهما الحيلولة دون وقوع فلسطين بدوامة العنف . اما البلقان فيعيش في أجواء ارتفاع وتيرة القومية وتطرفها ، وسوريا والعراق ترزح تحت تأثير ايراني أدى الى وقوع حرب مباشرة بين الفئات الدينية بتلك المنطقة ، وبدون تعاون مع السعودية وتركيا فان العالم في خطر من ويلات حرب ، ولا بد من ايجاد نظام عالمي جديد بديلا عن نظام جورج بوش / الاب / الذي وضعه بداية التسعينات ، هذا النظام كان وراء وقوع منطقة الشرق الاوسط واوروبا بدوامة العنف على حسب راي هؤلاء الخبراء .