الرئيسة \  تقارير  \  ألمانيا - اتفاق أمريكي روسيا على مصالحهما في سوريا

ألمانيا - اتفاق أمريكي روسيا على مصالحهما في سوريا

09.05.2013
هيثم عياش


برلين /‏08‏/05‏/13
كشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم أمس الثلاثاء 7 أيار/مايو اثناء مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الامريكي جون كيري النقاب على مؤتمر دولي سيعقد اواخر أيار/مايو الحالي يجمع اقطابا من المعارضة السورية مع ممثلين عن نظام تلك الدولة لاتخاذ السبل الكفيلة لوقف اراقة دماء الشعب السوري وانهاء الحرب التي يعتقد بعض السياسيين في العالم بانها حرب دينية بين المسلمين السنة والاقليات الشيعية والعلوية في ذلك البلد بعد اعلان حزب الله اللبناني وايران بشكل صريح انضمامهما الى جانب رئيس نظام تلك الدولة بشار اسد .
وقد بثت محطة الاخبارية الالمانية  التابعة للقطاع الخاص في وقت متأخر من منتصف ليلة الثلاثاء / الاربعاء تقريرا مرئيا حول الاعمال العسكرية في ذلك البلد اذ اكد عنصران  من حزب  الله اللبناني وفرقة عسكرية ايرانية في قلب سوريا ان سبب وجود عناصر  الحزب وايران  في سوريا هو للدفاع عن الشيعة والعلويين والحيلولة دون كسب المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا ودول اسلامية تعتبر من حماة اهل السنة والجماعة شعبيتهم بين اهل السنة في سوريا مؤكدان ان الحزب وايران لن تسمحا لاهل السنة استلام مقاليد الحكم في سوريا اذ سينجم عن ذلك انتهاء دور ايران بالعالم الاسلامي واتساع دول الصهاينة بمنطقة الشرق الاوسط / على حسب رايهما / .
وقد عزت صحيفة / زودديتشيه تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا / في تعليقها هذا اليوم الاربعاء 8 ايار/مايو حول  اعلان لافروف وكيري عقد مؤتمر يجمع المعارضة وممثلين عن نظام دمشق الى رئيس ائتلاف المعارضة السورية المستقيل معاذ الخطيب الذي اعلن مرات عديدة استعداده الحوار مع ممثلين عن نظام سوريا لوقف حمام الدم الذي يجري ببلاده مشيرة ان الخطيب يفتقر الى الالمام بالسياسة الدولية وخاصة سياسة الولايات المتحدة الامريكية وروسيا بمنطقة الشرق الاوسط فلو كانت الادارة الامريكية صادقة بمساعدة الشعب السوري لساهمت منذ الايام الاولى لانتفاضته فمن مصلحة الادارة الامريكية بقاء اسد في الحكم ومن مصلحة روسيا بقاء المذكور في دمشق للاحتفاظ بمصالحها .
بينما رأت وزيرة الدولة السابقة بوزارة الخارجية الالمانية كرستين مولر التي تشغل حاليا عضوية لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني وناطقة  السياسة الخارجية لكتلة الخضر ان الاسباب الرئيسية التي جعلت المسالة السورية كرة قدم بين قدمي امريكا وروسيا الى المعارضة السورية التي يعتقد بعض  الاعضاء منها ان انهاء الوضع الماساوي لبلادهم بيد الادارة الامريكية بينما يعتقد اخرون بان موسكو بيدها الحل علما ان الحل لانهاء مأساة الشعب السوري بيد الشعب والمعارضة التي يجب عليها تكريس جهودها انهاء ماساة شعبهم بالاتفاق مع بعضهم البعض .
ونهاية ماساة الشعب السوري من مهام الدول الاسلامية وعلى الدول التي تحمل راية الدفاع عن اهل السنة والجماعة الاتفاق مع ايران التي تحمل راية الدفاع عن الشيعة وعلى الدول الاسلامية عدم الركون الى الغرب الذي يرى ان التغييرات السياسية  التي طرأت على مصر وليبيا وتونس ساهمت بخفض تاثيرهم السياسي بتلك الدول وتغيير سياسي محتمل في سوريا سينهي لا محالة دور الغرب بمنطقة الشرق الاوسط وعلى الكيان الصهيوني السلام على حد رأي هارالد بوك رئيس جمعية الصداقة العربية الالمانية .
ويعتبر وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية الالمانية خبير شئون الشرق الاوسط كريستوف تسوبيل سوريا بدولة منهارة منقسمة اذا ما استمر ركون الدول العربية الاسلامية للقرارات التي ستتخذها واشنطن وموسكو ودول اوروبية اخرى بشأن الوضع السوري وعلى المعارضة التحلي بالواقع الميداني .
وآراء السياسيين المذكورين حول امريكا وروسيا غير مجانبة للصواب فوزير الخارجية الامريكي كيري يعتبر صديقا مقربا لبشار اسد فهو قد زار دمشق  مرات عديدة عندما كان يرأس لجان شئون السياسة الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / فهو يختلف ويتفق مع سابقته بوزارة الخارجية هيلاري كلينتون التي كانت تهدد اسد بالويل والثبور اذا لم يعلن استقالته من منصبه ثم تقوم بتغيير تهديدها مطالبته بالاصلاحات ومنذ استلام كيري ملف الخارجية الامريكية لا يزال يؤكد على حل سياسي سلمي لانهاء مأساة الشعب السوري ولم تبدر منه نبرة تهديد لاسد كما ان الرئيس الامريكي باراك اوباما لن يقوم بتنفيذ تهديده بانتهاج سياسة ردع ضد اسد فنبرة التهديد بالقوة لتجاوز اسد الخطوط الحمراء باستخدامه الاسلحة الكيمياوية ضد شعبه قد  اختفت جراء تقرير من الامم المتحدة عدم وجود دلائل حول الكيماوي ضد السوريين . كما ان آراء السياسيين المكذورين حول رأيهم بالمعارضة السورية واقعي فالشيخ معاذ الخطيب كان اثناء مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين الذي عقد أوائل شباط/فبراير المنصرم يهرول وراء وزيري الخارجية الروسي والايراني لافروف وعلى اكبر صالحي علما ان الوزيرين المذكورين تتقاط من ايديهما دماء الشعب السوري تلك الهرولة وراءهما كانت محل انتقاد للسياسيين ومراقبي الوضع بمنطقة الشرق الاوسط وتصريحاته التي أعادها مرات عديدة باستعداده الاجتماع مع ممثلين عن نظام دمشق كانت وراء اجماع اكثر الدول الاوروبية على دعم آراء الخطيب .
ولن تُحقَن دماء الشعب السوري ولن ينتصر ذلك الشعب على الطاغية أسد اذا لم ينتهج زعماء المعارضة سياسة التوافق وسياسة حازمة تجاه امريكا وروسيا والتاكيد لعاصمتي تلك الدولتين بأن الشعب السوري هو الذي سيقرر مستقبل بلاده السياسي  ومستقبل اسد .