الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الأوروبيون أغبياء

ألمانيا- الأوروبيون أغبياء

19.04.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏17‏/04‏/14
يبحث وزيرا الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف هذا اليوم الخميس 17 نيسان/ابريل في جنيف الازمة الاوكرانية بمشاركة فعالة من  الاتحاد الاوروبي تحت رئاسة رئيسة شئون السياسة الخارجية بالمفوضية الاوروبية كاترين آشتون .
ويتزامن هذا الاجتماع تكثيف حلف شمال الاطلسي / الناتو / فرقه العسكرية في الدول المطلة على بحر البلطيق التي كانت تابعة فيما مضى للاتحاد السوفيتي بمشاركة المانيا  بسفينة حربية تجوب بحر البلطيق وستة طائرات حربية . وجاء الانتشار الكبي للـ /ناتو / بطلب من ليتوانيا وليتلاند واستونيا اضافة بولندا ورومانيا ، فدول بحر البلطيق الثلاثة العضوة بالاتحاد الاوربي وبـ / لناتو / تخشى من اجتياح روسي لها ، وتخشى بولندا انتقاما روسيا جراء قبولها ورومانيا وجود قواعد عسكرية امريكية  على اراضيها عدا عن قواعد عسكرية للـ /ناتو / .
وتأمل الحكومة الالمانية  من خلال اجتماع جلوس اوكرانيا بمواجهة روسيا واشراف الامريكيين والاوروبيين التوصل لانهاء النزاع بينهما سلميا واقناع موسكو بعدم دعم الانفصاليين الذين يطالبون بانفاصل الشرق عن الغرب الاوكراني .
وكان نائب ناطق الحكومة الالمانية جورج شترايتر ومعه نائبة ناطق وزارة الخارجية سوسن شبلي قد أشارا بمؤتمر الحكومة الصحافي المعتاد يوم أمس الاربعاء 16 نيسان//ابريل ان الحكومة الالمانية تأمل ان يسفر عن اجتماع جنيف مرونة موسكو  لانهاء الاحتقان والتوتر التي تشهده مناطق الشرق الاوكراني والسعي لعدم إشعال فتيل مواجهات عسكرية حقيقية بين اوكرانيا وروسيا وان المناقشات التس ستجري ولاول مرة بين كييف وموسكو تعتبر خطوة ايجابية نحو احتمال التوصل الى صيغ مرضية تنهي التوتر بين الشرق والغرب  ، كما ان برلين تأمل من خلال الاجتماع والمناقشات خروج الروس بقرار المحافظة على وحدة الاراضي الاوكرانية فتقسيم اوكرانيا يعني تقسيم جديد لاوروبا وعلى الروس السعي لعدم اشعال حرب باردة جديدة جراء تقسيم اوروبا من جديد .
وبالرغم من ترحيب الحكومة الالمانية باجتماع جنيف الا أن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير لن يشارك بالاجتماع ، وتنفي الحكومة الالمانية تلك الاشاعات التي تشير رفض موسكو رؤية ممثل عن المانيا بالاجتماع لاتهام برلين موسكو بدعم الانفصاليين بالاسلحة جراء تقارير حصلت عليها من سفارتها بكييف اضافة الى مراقبين من المنظمة الاوروبية للامن والسلام والتنمية .
وبالرغم من الترحيب والامل بنتائج مباحثات جنيف ، الا أن زعيم كتلة التحالف اليساري بالبرلمان الالماني جريجور جيسي ومعه رئيس معهد هيسين للامن والسلام هارالد مولر أعربا عن تشاؤمهما من مباحثات جنيف ، فقد اتهم جيسي واشنطن بوقوفها وراء تشجيع الاوروبيين  كييف على إغضاب موسكو ، فمنذ فشل سعي الاتحاد الاروبي ضم كييف كشريك استراتيجي في تشرين ثان/نوفمبر عام 2013 أسفر عنه اجراء انتخابات رئاسية جديدة قام البرلمان الاوكراني بعزل الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الامر الذي اسفر عنه ضياع شبه جزيرة القرم . وطالب جيسي الاوروبيين بالاتعذار من موسكو ، بينما أعرب مولر عن قلقه ان تصبح المسألة الاوكرانية مثل أزمة العنف في سوريا ككرة قدم بين موسكو وواشنطن فاذا ما فشلت مباحثات جنيف فربما تدعو واشنطن وموسكو اذا ما وقعت مواجهات عسكرية بين اوكرانيا وروسيا الى جنيف / 1 / و2/ وهلم جرا مؤكدا الى وجود مخطط خطير لاشعال حرب بين الشرق والغرب تعود اضراره على الجميع :
هذا ويتوقع خبراء سياسيون يراقبون الوضع بين روسيا واوكرانيا وتدهور العلاقات بين الروس والغرب وبالرغم من اجتماع جنيف هذا اليوم الخيس 17 نيسان/ابريل بين وزيري الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف ومشاركة فعالة من الاتحاد الاوروبي للبحث بكيفية الخروج من المأزق الاوكراني الروسي ان تطول الازمة الاوكرانية لاسابيع واشهر .
فقد عزا زعيم المنتدى الالماني الروسي الكسندر رار بمناقشة دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية هذا اليوم الخميس بالعاصمة برلين على ضوء اجتماعات جنيف  احتمال استمرار الازمة الاوكرانية الى السياسة التي اتخذها بعض الاوروبيين تجاه روسيا ، فقد اعلن رؤساء برلمان الدول الصناعية السبعة / المانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ومعهم امريكا وكندا واليابان / الغاء اجتماع مؤتمر مع رئيس البرلمان الروسي كان من المقرر أن يتم في وقت لاحق من شهر ايلول/سبتمبر المقبل اي أن الاعلان عن الغاء المؤتمر تم قبل خمسة أشهر من التاريخ المحدد اضافة الى تعزيز حلف شمال الاطلسي / الناتو / فرقه العسكرية بدول بحر البلطيق الثلاثة التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي / ليتوانيا وليتلاند واستونيا / الى جانب بولندا ورومانيا ومشاركة المانية لحماية اجواء الدول الثلاثة المذكورة يوم أمس الاربعاء  16 نيسان/ابريل خلافا للتاريخ المحدد الذي كان مقررا نهاية حزيران/يونيو المقبل .
وأوضح رار ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتني يعي تماما ما ينتهجه من سياسة تجاه الغرب فهو يعرف تماما بان الاوروبيين منقسمون على انفسهم بين المؤيد والمعارض لاحتكاك عسكري مع بلاده  ويعي تماما ان اغلبية الشعب الالماني ونسبتهم قد وصلت خلال آخر استطلاع للجمعية الالمانية للسياسة الخارجية بالتعاون مع المعهد الاوروبي للرقابة السياسية  الى 54 بالمائة يرفضون اي عمل عسكري بين اوروبا روسيا بينما تصل نسبة الرفض بدول الاتحاد الاوروبي الاخرى الـ 27 دولة مع المانيا الى  60 بالمائة بالرغم من وجود نسبة تصل الى 32 بالمائة يرون ضرورة تكثيف / الناتو / فرقه العسكرية بدول بحر البلطيق . وأكد رار ان الغاء اجتماع رؤؤساء برلمان الدول الصناعية وتقديم موعد تكثيف / الناتو / انزالاته العسكرية دليل واضح على عزم الاوروبيين والروس ومعهم الاوكرانيين والامريكان على إطالة هذه الازمة  التي صرفت أنظار الاوروبيين عن ماساة الشعب السوري وما يجري في جنوب السودان ونتائج انتخابات الرئاسة الافغانية اضافة الى أخطار محدقة بافغانستان جراء انسحاب الفرق العسكرية الدولية أواخر عام 2014 الحالي من افغانستان متوقعا عدم وقوع معجزة باجتماع جنيف هذا اليوم تنهي الازمة الاوكرانية بسلام على حد قوله .
ومن خلال استطلاع قامت به المحطة الاولى من الرائي / التلفزيون / الالماني حول تطورات السياسة الدولية رأت نسبة من الالمان وصلت الى 60 بالمائة ضرورة انتهاج المانيا سياسة وسطية بالخلاف بين اوكرانيا وروسيا وعدم مشاركة المانيا بعقوبات اقتصادية  ضد الروس منهم 49 بالمائة  بالشرق الالماني بينما وصلت نسبتهم بالغرب الالماني الى 11 بالمائة وصلت الى 49 بالمائة من بين 60 بالمائة مع الالمان بالغرب الالماني  أي ان شعوب الدول التي كانت تحكمها أنظمة شيوعية ترفض تماما أي سوء للعلاقات مع روسيا بينما وصلت نسبة اتهام الاوروبيين بالغباء بسياستهم التي ينتهجونها ضد روسيا الى 45 بالمائة منهم 31 بالمائة من سكان شرق المانيا ووصلت نسبة اتهام الامريكيين بالتحرش بروسيا وانها وراء الاحتجاجات باوكرانيا ضد روسيا نجم عنها ضياع القرم الى 74 بالمائة منهم نسبة وصلت الى 60 بالمائة لدى الالمان الشرقيين .