الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - الحرب الباردة على القرم

ألمانيا - الحرب الباردة على القرم

03.03.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏02‏/03‏/14
تشغل قضية ارسال الحكومة الروسية / الكرملين / فرقة عسكرية يصل قوامها الى حوالي 2500 شخص الى شبه جزيرة القرم الاوكرانية التي تتمتع بحكم ذاتي واعلان رئيس وزراء القرم اناتولي موحيلوف عدم اعترافه بالحكومة الجديدة في اوكرانيا وموالاته المطلقة لروسيا التي رفضت هي الاخرى الاعتراف بالحكومة الجديدة والتأكيد على أن فيكتور يانوكوفيتش لا يزال الرئيس الشرعي لتلك الدولة . فالمناورات العسكرية تشغل  الحكومة الالمانية والاوروبيين ، فبالرغم من الاتصال الهاتفي الذي أجرته المستشارة انجيلا ميركيل هذا اليوم الاحد 2 آذار/ مارس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، طالبته بضرورة ممارسة برودة الاعصاب وعدم احداث توتر في اوروبا  والسعي للحفاظ على وحدة اوكرانيا ، الا أن هذا الاتصال والاتصال  الذي اجرته معه قبل يوم أمس الجمعة 28 شباط/فبراير لم يفيد . فقد قابل بوتين تهديدات الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي اتصل معه يوم أمس السبت 1 آذار/مارس هاتفيا وحذره من مغبة الاعمال العسكرية التي تجري في جزيرة القرم وتهديدات  اوباما الغاء مشاركته في اجتماع الدول الثمانية الصناعية المقرر عقدها في منطقة سوتشي في وقت لاحق من العام الحالي اضافة الى اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ومعهم  زعيم حلف شمال الاطلسي / الناتو / اندريه فوج راسموسين يوم غد الاثنين ، فقد قابل بوتين هذه التهديدات بالبرودة وعدم الاصغاء، فالرئيس الروسي بوتين لا يخشى الغرب ولا يبالي بتهديدات واشنطن ، ولذلك فان الكثير من السياسيين الالمان في مقدمتهم وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر والرئيس السابق للجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني  روبريخت بولنتس  والرئيس الحالي للجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي ايلمار بروك عقد مؤتمر استثنائي للزعماء الاوروبي بمثابة مؤتمر ازمات للتباحث بشكل ميداني حول تطورات الوضع في اوكرانيا وشبه جزيرة القرم للحيلولة دون تطور الحرب الباردة بين الشرق والغرب على جزيرة القوم الى مواجهة عسكرية حقيقية .
وقد وصف وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اوروبا بانها تعيش بازمة وقوع حرب حقيقية مطالبا القيادة الروسية بتهدئة الوضع وعدم تقسيم أوكرانيا وعلى الاوروبيين السعي للحفاظ على وحدة اراضي تلك الدولة مؤكدا تأييده لتصريحات رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر انه من يريد تقسيم اوكرانيا يسعى لتقسيم اوروبا معلنا ان اوروبا لن تسمح لروسيا التمادي بالتدخل باوكرانيا والتمادي لازعاج اوروبا .
ويعتقد المراقبون السياسيون ان تهديدات الرئيس الامريكي اوباما للروسي بوتين عرض عضلات وفقاعات هوائية لا غير ، فامريكا غير مستعدة لحرب او لعمل عسكري محدود فأوباما لم يهتم بماساة الشعب السوري وتهديداته رئيس نظام تلك الدولة بالويل والثبور لاستخدامه الاسلحة الكيمياوية ضد الشعب السوري بقيت فقاعات هوائية وصرخات في واد كما بقيت واشنطن ومعها اوروبا بدون حراك في ازمة جورجيا عام  2008 فاوروبا كانت وراء تحريض الرئيس الجورجي السابق ميشيل ساكشفيلي بالتحرش بروسيا لضم اوستينيا الى بلاده كانت نتيجيتها انفصال اوستينيا عن جورجيا ولم يتحرك الغرب لصد الهجوم الروسي الذي كاد ان يقضي على استقلال تلك الدولة واعادتها الى الحظيرة الروسية من جديد .
ويرى المراقبون ان التهديدات الاوروبية والامريكية لروسيا مثل تهديداتهم للنظام السوري فالحكومة الاوكرانية الجديدة  ضعيفة وتعتبر عميلة للغرب الذي كان وراء تشجيع المعارضة الاوكرانية بالخروج الى شوارع كييف لمطالبة الرئيس السابق يانوكوفيتش باستقلالية بلاده عن روسيا والتقرب من الاتحاد الاوروبي ، ولما انتهت الاحتجاجات باتفاقية اجراء انتخابات رئاسية مبكرة باوكرانيا وتشكيل حكومة مرحلية بمشاركة المعارضة اعلن الغرب تمسكهم بالاتفاقية التي جرت يوم الجمعة من 21 شباط/ فبراير  وانه لا علاقة له بما أقدم عليه البرلمان الاوكراني بعزل يانوكوفيتش ، وان اوروبا ومعها حلف شمال الاطلسي / الناتو / لن تواجه روسيا اذا ما قامت باحتلال العاصمة كييف . فأوروبا وامريكا اللتين هددتا نظام دمشق بتأديب عسكري   نكصت على عاقبيها وسنكتص على عاقبيها لدعم وحدة الاراضي الاوكرانية الحيلولة دون سقوط كييف باحضان موسكو من جديد .