ألمانيا - السيسي شرطي الشرق الأوسط الجديد

كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏17‏/02‏/2015
أعرب عضو لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني ناطق السياسة الخارجية لكتلة التحالف اليساري فولفجانغ جيركيه عن أمله رفض مجلس الامن الدولي طلب رئيس مصر عبد الفتاح السيسي اصدار المجلس المذكور السماح للحكومة المصرية اجتياح ليبيا لتأديبها جراء مقتل واحد وعشرين مصريا من الاقباط . ورأى جيركية بندوة صحافية دعا اليها هذا اليوم الثلاثاء 17 شباط /فبراير بتطورات الاحداث المؤلمة التي تشهدها ليبيا من اضطرابات وعنف بمؤامرة تحاك ضد منجزات ذلك الشعب بانتفاضته على طاغية تلك الدولة الراحل معمر القذافي موضحا ان جريمة قتل الاقباط لا يعني الانتقام من قتل شعب كامل لم يرتكب اي جريمة ورئيس مصر الجديد يريد من وراء تدخله العسكري في ليبيا إشغال الشعب المصري بأمور خارج بلاده من اجل صرفه عن مشاكله الداخلية وتأكيده المجتمع الدولي وقوف شعبه الى جانبه معتبرا طلب السيسي من مجلس الامن الدولي السماح له بالتدخل عسكريا في ليبيا طلبا مباشرا للإدارة الامريكية باستلامه دور شرطي منطقة الشرق الاوسط بأكملها بعد خلو ذلك الدور منذ الاطاحة بشاه ايران ورئيس سوريا الراحل حافظ أسد وعدم مقدرة بشار اسد بأداء هذا الدور .
وكان السيسي قد اشار بمقابلة أجرتها معه مجلة / شبيغيل / في عدده الصادر يوم الاثنين من 9 شباط / فبراير بأنه اذا حقق تنظيم / داعش / انتصارات بشبه جزيرة سيناء وبالشمال الافريقي وبلاد الشام والعراق فان اوروبا ستعيش في حالة خوف دائمة والمطلوب تضامن دولي ضد ذلك التنظيم وما شابهه وتأديب كل حكومة دولة تدعم التنظيم المذكور معنويا وماديا .
يذكر ان هناك شكوك حول صحة الفيلم الوثائقي الذي عرضه تنظيم / داعش / عن تصفية ضحاياهم الاقباط ، اذ يؤكد خبراء الفن التسجيلي والجريمة بأن الضحايا كانوا هادئين نفسيا والذين اقتادوهم كانوا على معرفة كبيرة بفن التمثيل .
حادثة تصفية الاقتباط ان كانت حقيقة او خيالا ، فقد اثارت حفيظة الكنيسة البابوية وغيرها من الكنائس الاخرى اضافة الى سياسيين يعتبرون انفسهم متدينين ، فقد رأى رئيس كتلة المسيحيين الديموقراطيين بالبرلمان الالماني فولكر كاودر بمقتل الاقباط بليبيا تهديد لجميع نصارى مصر ومنطقة الشرق الاوسط واصفا الفيلم الوثائقي الذي عرضه تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / رسالة تهديد واضحة لجميع نصارى العالم مع نصارى مصر والشرق الاوسط مطالبا بموقف قوي للاتحاد الاوروبي ضد ما أطلق عليه بـ / الهمجية البربرية للاسلاميين / الذي اعتبرها بأنها هجمة شرسة ضد العالم الحر . وخرجت مظاهرة هذا اليوم الثلاثاء 17 شباط / فبراير لمنظمة ما يُطلق عليه بـ / الجبهة القومية لحماية الغرب من الاسلام / تطالب بإنقاذ صارى الشرق الاوسط بحملة عسكرية ضد جميع الميليشيات التي تعادي النصارى بتلك المنطقة ، بل حمل أحدهم يافطة تدعو الى حرب صليبية جديدة .
ربما تعرفون أسباب التدخل العسكري في أفغانستان عام 2001 الغير مباشرة ، فالاسباب المباشرة معروفة لديكم وهي تفجير مركز التجارة الدولي يوم 11 ايلول/ سبتمبر من عام 2001 والاعتداء على وزارة الدفاع الامريكية / البنتاجون / واسقاط طائرة ركاب، هذه كلها معروفة لدى الجميع ، أما سببها الرئيسي الغير مباشر ، فربما تذكرون قيام حكومة الطالبان احتجازها لتسع ممرضات من الولايات المتحدة الامريكية ودول اوربية كن يقمن بنشاطات تبشيرية في افغانستان وتم القاء القبض عليهن بالجرم المشهود / كما يقال / فضجت الكنيسة البابوية وطالبت باتخاذ جميع السبل المتاحة لانقاذ الراهبات الممرضات فلما يئست الكنيسة من تحريضها واشنطن وغيرها على انقاذهن جاءت عملية تفجير مركز التجارة الدولي في نيويورك الامر الذي جعل من الرئيس الامريكي السابق / السيء الصيت / جورج بوش ينذر بحرب صليبية اول طلائعها كابول وآخرها عند البيت الابيض وانتهت حكومة الطالبان التي اطلقت سراح الممرضات قبيل سقوط كابول بيد الجيش الامريكي ، ربما تذكرون ذلك . ولكن ربما لا تذكرون او لم يتنامى الى سمعكم بأن الفعاليات الامنية في ليبيا كانت قد ألقت القبض في وقت سابق من عامي 2013 و 2014 على مجموعة من الاقباط المصريين بالتعاون مع طليان / ايطاليا / وفرنسيين كانوا يقومون بحملات تبشيرية بين الليبيين وذلك في مدينتي بنغازي وطرابلس ووضعت الفعاليات الامنية يدها على مطبعة لاولئك الاقباط ينشرون كتبا عن المسيحية ويستهرئون بالاسلام وطلبت الحكومة الليبية من حكومة عبد الفتاح السيسي وضع حد لغطرسة الاقباط الا ان حكومة مصر لم تعر لذلك أذنها . وجاءت مسرحية تصفية الاقباط ان كانوا هم الذين وراء حملة التبشير او غيرهم لتعطي المجال لرئيس مصر السيسي التدخل بليبيا مباشرة ودعم صديقه الوفي خفتر خليفة . ربما لم يتنامى الى سمعكم ما قاله السيسي أمام مؤتمر دافوس للاقتصاد الدولي الذي عقد أواخر شهر كانون ثان / يناير من عام 2015 ، فقد أكد استعداده للعب دور كبير بالحرب ضد الارهاب مؤكدا ان جماعة الاخوان المسلمين ام منظمات الارهاب الدولية . وما طلبه السيسي هذا اليوم من مجلس الامن الدولي السماح له بالتدخل في ليبيا خطوة نحو استلامه منصب شرطي المنطقة .
ورحم الله عمرو بن معد يكرب اذ يقول :
قد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناا نفخت بها أضاءت ولكن انت تنفخ في رمادي
أريد حياته ويريد قتلى عذيرك من خليلك من مرادي