الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - الغرب وراء قوة "داعش

ألمانيا - الغرب وراء قوة "داعش

28.08.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏27‏/08‏/14
رأت نائبة رئيس البرلمان الالماني كلاوديا روت / من حزب الخضر / ان عدم استجابة المجتمع الدولي لمطالب تركيا والمعارضة السورية باصدرا قرار حظر جوي على بعض المناطق التي تشرف عليها المعارضة السورية كان وراء ازدياد ماساة الشعب السوري ووراء تدفق الكثير منهم الى اوروبا وخاصة المانيا وعدم التدخل عسكريا لتأديب رئيس نظام سوريا بشار اسد الذي ارتكب جرائم تقشعر لها الابدان من خلال قتله اكثر من 200 الف شهيد وتدمير المدن وتشريد اكثر من 7 مليون شخصا  ورزعه الفتن بمنطقة الشرق الاوسط يعتبر عدم التدخل دعما لذلك النظام .
جاء ذلك بندوة حول اللاجئين السوريين في المانيا وبروز تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / دعت اليها مبرة المركز الالماني لحماية كرامة الانسان بالعاصمة برلين هذا اليوم الاربعاء  27 آب /اوجسطس الحالي  الذي يشرف على معالجة اللاجئين السوريين الذين فقدوا الكثير من ذويهم اضافة الى ممتلكاتهم معالجة نفسية . واشادت روت بالمركز المذكور الذي يسعى للتخفيف عن مصائب  هؤلاء اللاجئين الذي يصل من ثكالى النساء والايتام من الاطفال الى حوالي 400 شخصا منهم حوالي  245 طفلا شهريا اذ ينتقي للمعالجة اولئك الذين تبدو عليهم امارات الدهشة والفزع اذ ساهم هذا المركز بإعادة الثقة الى نفسيتهم .
وأكدت روت ان دعم الغرب الاكراد لمحاربة منظمة / الدولة  الاسلامية / سيؤدي الى حرب شعواء بين الاقليات العرقية والدينية بمناطق العراق وسوريا وعلى الغرب وخاصة المانيا التي تريد تسليح الاكراد الاخذ بعين الاعتبار ضرورة وجود فرقة عسكرية اوروبية بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة تشرف بشكل صارم على الاسلحة التي سيستلمها الاكراد وبالتالي مراقبة الوضع العسكري والامني بتلك المناطق عن كثب .
وحول قيام طائرات امريكية  بالتحليق فوق أجواء المناطق السورية التي يشرف عليها تنظيم / داعش / رأى سفير الولايات المتحدة الامريكية سابقا بالمانيا جون كرونبلوم ان تحليق هذه الطائرات لا يعتبر الاول من نوعه  الا ان هذه الطائرات لم تقم باي عملية عسكرية ضد / داعش / او ميليشيات رئيس نظام سوريا بشار أسد وموقف الرئيس الامريكي باراك اوباما من مأساة الشعب السوري وعدم تنفيذه تهديداته بتأجيب ذلك النظام جراء الجرائم التي يرتكبها وخاصة جرائم قصف مناطق بسوريا بالاسلحة الكيمياوية موضع انتقاد ليس من الحزب الجمهوري فحسب بل من الحزب الديموقراطي الذي ينتمي اليه اوباما .
واعتبر كرونبلوم قلق الغرب  من قوة / داعش / جاء متأخرا فذلك التنظيم كان وراء عدم انجاز المعارضة السورية العسكرية والسياسية خطوات ايجابية لانهاء نظام بشار اسد وكسب التنظيم عناصر لصفوفه سيؤدي الى سلبيات لا أحد يعلم نتئجها مؤكدا انه بالرغم من اعلان دول اوروبية تسليح الاكراد لمواجهة / داعش / الا ان الغرب لن يشارك بعمليات عسكرية ضد ذلك التنظيم لخشيته الاصابة بضربة قاسية مثل تلك الضربة التي تلقاها في افغانستان  فالتدخل العسكري بتلك الدولة فشل والغرب  يبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهه ولذلك أعلن سحب فرقه العسكرية  من تلك الدولة  خلال حلول نهاية عام 2014 الحالي والتدخل العسكري في العراق وسوريا  لوقف جماح / داعش / قد يؤدي الى  انهاء النزاع بين الميليشيات الاسلامية وتوجيه جميع قوتها ضد التدخل العسكري الغربي وعلى المجتمع الدولي للحيلولة دون ذلك انهاء نظام بشار اسد بالقوة على حد رأيهما .
ومن جهة أخرى فقد أبدت الحكومة الالمانية من خلال نائب ناطق وزارة الخارجية الالمانية توماس فيشر  عن أسفها لقتامة الوضع في سوريا ولا سيما حالة الجيش السوري الحر والميليشيات الاسلامية  وذلك من خلال سؤال لاعضاء شئون السياسة الخارجية بكتلة التحالف اليساري / الشيوعي / هذا اليوم الاربعاء 27 آب / اوجسطس  مشيرا ان الحكومة الالمانية تراقب عن كثب وبقلق كبير انضمام عناصر من الجيش الحر الى تنظيم / الدولة الاسلامية / كما انه لا علم يقيني للحكومة الالمانية وجهاز المخابرات عن من يقوم بتمويل تلك المليشيات ماديا معتبرا فوضى يعيشها ائتلاف ما يُطلق عليه بقوى المعارضة السورية والحكومة المؤقتة المستقيلة وراء تراجع قوة الجيش السوري الحر وفقدانه عناصر منه وانضمامهم الى جبهة النصرة لاهل الشام وغيرها .
وحول عدد اللاجئين السوريين في المانيا اوضح نائب ناطق وزارة  الداخلية يوهانس ديمروت ان حوالي 51 الف لاجئ سوري وصلوا الى المانيا منذ عام 2011 منهم حوالي 29 الف و430 شخصا حصلوا على اقامة لمدة سنتين وحوالي 22 الف و 250 شخصا لا  تزال طلباتهم قيد الدرس معلنا ان المانيا لن تستقبل لاجئين آخرين اذ لم يعد هناك إمكانية استيعابهم بمنازل على حد قولهما .