الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - المسيح في القرآن الكريم

ألمانيا - المسيح في القرآن الكريم

13.06.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏12‏/06‏/2016
هناك أمور في الحوار الاسلامي المسيحي اليهودي أهملها أكثر أطرف الحوار الا وهي دراسة المسلم للانجيل بعهديه القديم والحديث الى جانب التوراة ودراسة النصراني واليهودي للقرآن الكريم دراسة صحيحة وليس قراءة عابرة .
وتعتبر المانيا بمقدمة مدارس الاستشراق في اوروبا ، صحيح ان المانيا لم تحتل بلدا مسلما مثل احتلال فرنسا وبريطانيا لشعوب مسلمة كثيرة في افريقيا والشرق الاوسط وآسيا ، الا ان دراسة مادة الاسلام والعربية ولغات مسلمي الارض انطلقت من المانيا الى كل الدول الاوروبية التي وضعت شعوبا مسلمة تحت سيطرتها .
ولا أحد يستطيع الجزم بداية دراسة الاستشراق في اوروبا بشكل صحيح ، فهناك من يعتقد انها بدأت باقامة الامويين دولة اسلامية حقيقية في شبه جزيرة ايبريا / اسبانيا والبرتغال وصقلية وجنوب فرنسا / فمنذ استقرار الدولة الاموية بالاندلس وازدهرت تلك المناطق علميا بدأت دراسة الاستشراق ، فقد كانت اللغة العربية لغة العلم والمعرفة في اوروبا ، ويُطلق على القيصر الالماني فريدريش فون هوهشتاوفين / 1194- 1250 / المولود في صقلية بالقيصر المثقف لالمامه العربية قراءة وكتابة ونطقا الى جانب المامه الانجليزية والفرنسية وأعطاه الملك الغازي عثمان بن صلاح الدين / رحمهم الله تعالى / لقب ملك بيت المقدس ، هذا القيصر الذي أخرج علماء طب الاثار جثته قبل مدة لشرحها مرة أخرى ما اذا كان موته طبيعيا او قتلا فقد كانت علاقته مع البابا جريجور الحادي عشر / 1167- 1241/ سيئة للغاية وبالتالي لاعتقاد الكنيسة ان القيصر المذكور كان مسلما . ويعتقد بعض المستشرقين الذين درسوا الاسلام مثل المستشرق الالماني تيودور نولدكه / 1836- 1930 / والهنغاري من اصل المانيا ايجناتس جولدتسيهر / 1850- 1921 / انها بدأت في عهد الخليفة الاموي ابو المطرف عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن / الداخل / 752- 804 / اذ وصلت الدولة الاموية في عهد الى قمة العلوم والمعرفة وكان ملوك اوروبا يرسلون اولادهم لتعلم العربية .
ومنذ بدء الحملة المسعورة على الاسلام ما بعد انهيار جدار برلين وانهيار الانظمة الشيوعية في اوروبا وحوادث 11 أيلول / سبتمبر من عام 2001 ازداد الاهتمام بالاسلام بالرغم من استهدافه من قبل سياسيين اوروبيين في مقدمتهم زعيم الحزب الجمهوري الهولندي الذي وصف القرآن الكريم بانه مثل كتاب / كفاحي / للزعيم النازي ادولف هتلر ، وبروز شعبية حزب البديل لالمانيا مع بروز قوة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / فالاولى معاد للاسلام والثاني يزعم بانه من اجل الاسلام ، كان وراء اعلان أكاديمية برلين – برانديبنورج العلمية / وهي أقدم معهد علمي ببرلين تأسس عام 1730 وكان نواة قيام جامعة هومبولدت البرلينية عام 1804/ انشاء قسم يعني بعلوم القرآن اكريم ودراسته بشكل صحيح .
ومن خلال ندوة حول الاسلام دعا اليها عالم اللاهوت كلاوس فون شتوش هذا اليوم الاحد 12 حزيران / يونيو حول علاقة الاسلام بالمسيحية ، رأى شتوش ان من يعتقد بان الاسلام غير جزء من المانيا فهو يؤكد بان المسيحية غير جزء من المانيا واوروبا ويؤكد على جهله بالمسيحية والاسلام . ويفند شتوش أراء وزير الداخلية السابق اوتو شيلي ورئيس البرلمان الالماني الحالي نوربرت لاميرت بان اوروبا مقتبسة تقاليدها من التأثير اليهودي عليها مشيرا ان اليهودية في المانيا لم تساهم بنشر الحضارة والعلوم بمثل ما نشره المسلمون بل ان اوروبا مقتبسة من الاسلام ثقافتها وعلومها .
واعتبر فون شتوش القرآن الكريم مرجعا للنصارى ، فمن يريد معرفة حقيقة المسيح عيسى بن مريم فعليه قراءة القرآن الكريم ، فالمسيح ذُكر بالقرآن أكثر مما ذكر فيه اسم رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي اكثر من مائة اية بالقرآن يوجد فيها ذكر المسيح والنصارى وهناك من اعتنق الاسلام من النصارى بسبب توضيح القرآن الكريم عن النصرانية ونفيه بنوة المسيح بشكل دقيق وواضح للغاية وعلى النصارى فهم القرآن الكريم والانجيل من المسلمين حتى يكون للحوار الاسلامي مفهومه وتحقيق هدفه الذي يكمن بالتعايش السلمي .