الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - انتصار الديموقراطية بتركيا

ألمانيا - انتصار الديموقراطية بتركيا

11.06.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 10‏/06‏/2015
شهدت تركيا خلال الاسابيع الماضية حملة انتخابية ضخمة للاحزاب التي تريد إثبات قدمها بالبرلمان التركي وبذل حزب العدالة والتنمية الذي يراسه رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو  ومعه رئيس الدولة رجب الطيب اردوجان احد مؤسسي الحزب الرئيسيين  جهودهما حصول الحزب على نسبة كبيرة من الاصوات تمكنه باستمراره حكم تركيا بمفرده . الا ان نتائج الانتخابات التي ظهرت يوم الاحد المنصرم 7 حزيران / يونيو وبالرغم من حصول العدالة والتنمية على نسبة كبيرة من الاصوات وبقاءه القوة الرئيسية بتركيا كانت مخيبة لآمال اردوجان وداود أوغلو لان حصوله على 42 بالمائة من الاصوات لا تؤهله استمرار حكمه بلاده مفرده ويجب عليه البحث عن شريك ائتلافي . نجم عن نتائج الانتخابات صدى كبيرا في المانيا لدى بعض الصحافة والسياسة تخلله الشماتة والارتياح ، فنائبة رئيس البرلمان الالماني عن حزب الخضر كلاوديا روت ، التي تعتبر بمقدمة السياسيين عداوة لحزب العدالة والتنمية ، رأت بخسارة الحزب الاغلبية ضربة موجعة لاردوجان الذي يسعى منذ استلامه رئاسة وزراء بلاده ثم رئاسة بلاده اعادة تركيا الى الحظيرة الاسلامية واعادة مجد تركيا اثناء استلامها الخلافة الاسلامية وتقوية علاقة بلاده مع السعودية  ساهم الى حد كبير بنفوذ ما وصفتهم روت بالمتشددين من ما أطلقت عليهم / الوهابيين / بتركيا وخسارة الحزب الاغلبية يعني ان الاتراك ممسكون بالعلمانية والحرية المطلقة . بينما رأى قائد الجيش الالماني السابق رئيس خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو / سابقا كلاوس نويمان أحد المعادين للاسلام والدول الاسلامية في مقدمتها السعودية وقطر وتركيا ،  بتراجع شعبية العدالة والتنمية  انحسار التيار الاسلامي بمنطقة الشرق الاوسط وتراجع خطره على العالم ، وأعتبرت خبيرة منطقة الشرق الاوسط   عضوة لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني عن كتلة التحالف اليساري / الشيوعي / سيفين داجديلين / نصيرية من اصل تركي / تراجع شعبية الحزب دليل واضح على غضب الاتراك لموقف حكومتهم المؤيد للشعب السوري ضد نظام بشار اسد متوقعة ان يؤدي تراجع شعبية الحزب الى اعادة الشرعية لاسد  من جديد مطالبة الحكومة الالمانية بإنهاء العقوبات الاقتصادية ضد طاغوت سوريا . ورأت صحيفة / تاجيستسايتونغ – صحيفة اليوم / في عددها الذي صدر يوم أمس الثلاثاء 9 حزيران / يونيو بأن الاكراد الذي نجح حزبهم بدخول برلمان تركيا لحصوله على  10 بالمائة من الاصوات انقذوا تركيا من الاسلام .
الا أنه بالرغم من شماتة بعض السياسيين المذكورين وصحيفة / تاجيس تسايتونغ  - صحيفة اليوم / أعرب خبير شئون السياسة الدولية وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية الالمانية جيرنوت ايرلر عن أمله بتراجع حزب شعبية العدالة والتنمية  استمراره بحكم تركيا مع شريك مناسب له فالحزب المذكور استطكاع ابراز قوة تركيا اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا بالعالم والحفاظ على توازن تركيا بين الشرق والغرب ولا سيما تقاربه بشكل اكثر مع الاتحاد الاوروبي وتراجع شعبية الحزب لا تعتبر نكسة لاردوجان وداود أوغلو والاتراك أيضا واوروبا بحاجة الى تركيا مطالبا بالكف عن تكهنات لا اساس لها من الصحة .
بينما رأى خبير الشرق الاوسط والاسلام اودو شتاينباخ  ان رجل / البوسفور / ويعني هنا تركيا ،  الذي صنفه الغرب بالمريض قد تعافى واستطاع اثبات وجوده على الساحتين الاسلامية والاوروبية والدولية لا بد ان يصاب بصداع يزول قريبا .
ورأت صحيفة / زوددويتشيه تسايتونغ – جنوب المانيا / ومعها / برلينر تسايتنونغ – صحيفة برلين / ان الديموقراطية هي التي نجحت في تركيا فتراجع الشعبية لا يعني نكسة للعدالة والتنمية بل انتصار للحرية والتعبير في ذلك البلد مشيرة ان الدول التي تتمتع بالديموقراطية تتأرجح أحزابها بين ارتفاع شعبيتها وتراجعها على حد هذه الآراء .