الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - انسحاب فرق الناتو من تركيا ضغط على اردوجان

ألمانيا - انسحاب فرق الناتو من تركيا ضغط على اردوجان

22.08.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 19‏/08‏/2015
اعلنت الحكومة الالمانية ومعها الادارة الامريكية مؤخرا سحب فرقتها العسكرية الموجودة ضمن انزال عسكري لحلف شمال الاطلسي / الناتو / بمنطقة فهرمنشاه القريبة من الحدود التركية السورية لحماية تركيا من اعتداء النظام السوري عليها ، فالفرقة الالمانية الذي يصل عدد عناصرها حاليا الى حوالي 260 جنديا يشرفون على قاعدة صواريخ تشارك منذ عام عام 2013 بالانزال العسكري وذلك اثر اعتداء النظام السوري على تركيا سيتم سحبهم خلال نهاية عام 2015 الحالي اذ وعلى حسب راي وزيرة الدفاع اورزولا فون در لاين والادارة الامريكية ايضا ان خطر اعتداء نظام سوريا على تركيا قد زال وبقاء الفرقة العسكرية اصبح بدون طائل . جاءت مناقشات وضعية الفرقة الالمانية بعيد بدء الاجراءات العسكرية التي اتخذتها الحكومة التركية ضد تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / اثر الهجوم الذي استهدف اجتماعا شبابيا بمنطقة كوش الواقعة على الحدود التركية السورية لوضع خطط اعادة بناء منطقة عين العرب / كوباني / وذلك في وقت سابق من شهر تموز /يوليو المنصرم الا ان الاجراء العسكري شمل أيضا حزب العمال الكردستاني ، وكانت وزيرة الدفاع فون دِرُ لاين قد أكدت ضرورة بقاء الفرقة العسكرية الالمانية بالمناطق الحدودية التركية السورية الا ان ضعوط المتعاطفين مع الاكراد جعلها تعيد قرار الابقاء واعلنت سحب فرقتها العسكرية نافية بالوقت نفسه ان يكون قرارها عائد لتلك الضغوط . الا ان رئيس لجان شئون السياسة الدفاعية بالبرلمان الالماني ناطق السياسة الدفاعية لكتلة الديموقراطيين الاشتراكيين راينر  ارنولد  كشف النقاب بندوة دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية مساء هذا اليوم  الاربعاء 19 آب /اوجسطس  ان اعلان برلين سحب فرقتها العسكرية هو ضغط سياسي على حكومة اردوجان وداود اوغلو معتبرا الاجراءات العسكرية ضد العمال الكردستاني خطئا جسيما ترتكبه الحكومة التركية اذ ستؤدي الى شبه حرب اهلية تقع بين الاتراك والاكراد  اعتبر سياسة الرئيس التركي رجب الطيب اردوجان ضد العمال الكردستاني خاطئة وق كان على الاتراك تقديم توضيحات عن سبب اجراءها العسكري ضد العمال الكردستاني الى جانب اعلانها الحرب ضد تنظيم / داعش / الاجرامي الذي حظي بمباركة وترحيب دولي وخاصة من الولايات المتحدة الامريكية التي سمحت لها تركيا باستخدام  قاعدة عسكرية لشن هجوم ضد تنظيم / الدولة  الاسلامية /   الا ان تركيز الاجراء العسكري على العمال الكردستاني اكثر من التركير على محاربة / داعش / خارج رغبة / الناتو / وشركاء تركيا في اوروبا والادارة الامريكية مطالبا الحكومة التركية بوقف اجراءها العسكري ضد الاكراد والسعي للابقاء على حبل الوصل معهم للحيلولة دون وقوع تركيا بازمات سياسية وامنية خانقة .
وبالرغم من دفاع بعض السياسيين الالماني من بينهم وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي اشار بشكل غير مباشر بمؤتمر صحافي سابق ان على الاكراد وقف  هجماتهم ضد الجيش والشرطة التركية وتأكيد خبراء الارهاب وجود تعاون قوي بين العمال الكردستاني مع الاتحاد الديموقراطي الكردي  الموالي للنظام السوري الذي يسعى لاقامة دويلة كردية  بالمناطق الاهلة بهم مثل الحسكة وغيرها ودعم جيش كردستان العراق / البيشركيه / للعمال الكردستاني بالاعتداءات على الجيش والشرطة التركية ضافة الى تفجيرات باستانبول وغيرها الا أن قائد الجيش الالماني السابق كلاوس ناومان الذي كان يشغل ايضا هيئة رئاسة خطط / الناتو / العسكرية ويعتبر احد المعادين لتركيا والمملكة العربية السعودية رأى سحب الفرقة العسكرية الالمانية من قهرمانشاه ضرورة ملحة اذ ان أنقرة تريد بالتعاون مع الرياض  اقامة محور اسلامي بمنطقة الشرق الاوسط مشيرا ان ايران أثبتت من خلال موافقتها على انهاء ملفها النووي استعدادها بشراكة استراتيجية مع الغرب معتبرا مشاركتها والنظام السوري لمحاربة / داعش / ضرورة ملحة اذ ان السعودية وقطر وتركيا تتقاعس بمحاربة داعش .
الا ان  ارنولد رأى عدم أخذ آراء ناومان بالجدية فايران تريد من خلال موافقتها على انهاء ملفها النووي التخفيف عن سلبيات العقوبات الاقتصادية ضدها  مؤكدا بقاء تركيا شريكا استراتيجيا وعضوا هاما للـ / ناتو / واوروبا فأوروبا بحاجة الى تركيا كما ان تركيا بحاجة الى اوروبا الا انه يجب التقليل من ارسال اسلحة الى تلك الدولة كضغط أدبي لانهاء أجراءاتها العسكرية ضد الاكراد على حد قولهم .