الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - تقييم السياسة لمباحثات سيسي ببرلين

ألمانيا - تقييم السياسة لمباحثات سيسي ببرلين

06.06.2015
هيثم عياش


هيثم عياش
كاتب ومفكر سياسي
برلين 04‏/06‏/2015
أنهى رئيس مصر عبد الفتاح سيسي مباحثاته الرسمية في برلين التي استمرت طوال يوم أمس الاربعاء 3 حزيران / يونيو ويغادر برلين خلال ضحى هذا اليوم الخميس 4 الشهر الجاري الى بودابست ، وكما استقبلته مظاهرات مناوئة له ستقوم هذه المظاهرات بتوديعه آملا بعدم عودته مرة اخرى الى المانيا . فبالرغم من عدم  اتخاذ الشرطة الالمانية اجراءات امنية لحمايته الا ان زيارته الى برلين ولا سيما اثناء وجوده بدائرة المستشارية الالمانية شبيهة تماما بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي قام بها في وقت سابق من عام 2012 الى برلين اذ استقبلته مظاهرات مناوئة له ضمت جميع الاطياف السياسية وحقوق الانسان وغيرها .
ففي المؤتمر الصحافي الذي عقده مع المستشارة انجيلا ميركيل وقفت سيدة مصرية شابة وأكدت بصوت عال أمام ميركيل ان سيسي قاتل مجرم وكانت تريد توجيه سؤال لميركيل وضيفها المصري الذي لا تفارق ابتسامة صفراء وجهه  وهي الوحيدة من بين جميع المصريين الذين جاؤا مع سيسي وخاصة الصحافيين الذين وصل عددهم الى حوالي مائة صحافي  وصفقوا له تصفيقا حادا أثناء كلمته التي القاها امامنا نحن الصحافيين  وهذا ليس من أدب الصحافة واستقلاليتها ، فهو قد طالب المستشارة ميركيل بمده بالمال ليس من اجل احياء اقتصاديات مصر بل من اجل المساهمة باعادة الهدوء الى ليبيا ، فقد قال لها اعطونا مالا حتى نساهم باعادة الهدوء الى الدولة المذكورة ومحاربة الارهابيين في غزة وضرورة البحث عن اسباب ثورة الحوثيين باليمن وغير ذلك اي انه يريد ابتزاز المانيا واسنادها له دور الشرطي بمنطقة الشرق الاوسط .
وعلى حد رأي ناطق  شئون السياسة الخارجية خبير الشرق الاوسط لدى كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين نيليس آنين بان زيارة سيسي الى برلين لم تكن جيدة في هذه الاوقات التي يُحاكم بها المعارضة وصدور احكام الاعدام ضدهم وخاصة ضد رئيس شرعي منتخب من قبل الشعب المصري مباشرة وهو محمد مرسي / وذلك باعتراف سيسي / اذ كان على الحكومة الالمانية  الغاء الزيارة حتى تنجلي الاوضاع بمصر عن جو يلائم الزيارة  ولا سيما بعد اجراء انتخابات برلمانية جديدة بتلك الدولة التي تأجلت الى اجل غير مسمى معتبرا عدم الالغاء من اخطاء الحكومة الالمانية السياسية التي ارتكبتها تجاه الشعب المصري ، بينم أعربت رئيس لجان شئون دراسة الازمات وحماية المجتمع المدني بالبرلمان الالماني فرنسيسكا براتنر  مباحثات سيسي ببرلين  ديكتاتور / طاغوت / يريد التسول لابادة شعبه وزجه في السجون فسيسي صادر الحريات وكم الافواه منتقدة الصحافيين المصريين الذين كانوا يصفقون له طوال الوقت على انهم صحافيون لا ضمير لهم . وحول ما اذا رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / يلمار بروك مستعد لمصافحة سيسي ، أجاب قائلا انه صافح الكثير من طواغيت العالم الا انه كان يغسل يديه على الفور فأحكام الاعدام التي ينبث فيها قضاة سيسي ضد المعارضة فاقت احكام الاعدام التي تجري في الصين وايران ولكن الزيارة ضرورية ولكنها ناقصة فقد كان على المستشارة ميركيل التطرق بشكل مسهب حول انتهاكات حقوق الانسان فارساء كرامة الانسان وحقوقه عامل هام على الازدهار الاقتصادي وتأكيد سيسي على ضرورة محاربة الارهاب وخاصة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية/ دون أخذه بعين الاعتبار الى الاسباب المباشرة وغير المباشرة التي أدت الى ظهور هذا التنظيم يؤكد بان سيسي يفقتر الى السياسة معربا عن ترحيبه لرفض رئيس البرلمان الالماني نوربرت لاميرت استقبال سيسي معتبرا الرفض تضامنا مع الشعب المصري مشيرا انه كان على الفعاليات الاقتصادية الالمانية عدم اجراء اي اتفاقيات مع الوفد الاقتصادي المرافق لسيسي قبل ان يبادر رئيس مصر اجراء مصالحة سياسية مع اطياف الشعب المصري . 
سيسي يختلف عن مرسي ، فقد أثبت مرسي اثناء زيارته التي قام بها الى برلين اوائل عام 2013 انه رجل دولة فالمحاضرات التي ألقاها كانت شاملة  والمؤتمرات الصحافية التي عقدها وخاصة مع المستشارة ميركيل والرئيس الالماني يوئاخيم جاوك والاستقبال الحافل الذي حظي به من رئاسة البرلمان الالماني والمستشارية وغيرها أكدت بان المذكور يعرف كيف يخاطب الغرب مع سيسي الذي كان يتكلم بلهجة مصرية بدل الفصحى وعدم اسقبال البرلمان الالماني له وانهاء الرئيس الالماني جاوك الاستقبال بشكل سريع وسؤاله المال لمحاربة الارهاب اثبتت بان الرجل عسكري فقط لا علاقة له بالسياسة والدبلوماسية واللباقة  أيضا على حد رأي زعيمة معهد حقوق الانسان البرليني بيئاتيه رودولف .
لم يكن هناك أي تقييم ايجابي لزيارة سيسي الى برلين .