الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - ثلاث سيناريو محتملة بأزمة أوكرانيا

ألمانيا - ثلاث سيناريو محتملة بأزمة أوكرانيا

05.03.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏04‏/03‏/14
وصف وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير للصحافيين اثناء مشاركته يوم أمس الاثنين 3 آذار/ مارس ازمة اوكرانيا من خلال ارسال روسيا فرقها العسكرية الى شبه جزيرة القرم وانذار القيادة الروسية القادة العسكريين الاوكرانيين بتلك المنطقة الاستسلام وتسليم المنطقة خلال هذا اليوم الثلاثاء 4 الشهر الجاري ، بأن اوروبا تعيش أسوأ أزمة سياسية منذ انهيار جدار برلين عام 1990 وانهيار الانظمة الشيوعية في اوروبا الشرقية وان الحرب الباردة قد تصبح حارة وحقيقية وعلى الدبلوماسية التي يبذلها الاوروبيون لانهاء الازمة سياسيا  عدم الاستسلام وبذل جميع الجهود لنزع فتيل الحرب .
وبالرغم من التشاؤم الذي يسود أوروبا حاليا وتهديدات الرئيس الامريكي باراك اوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين بتأديبه اذا لم يقم بسحب قواته من القرم الا ان مستشار شئون سياسة اوروبا الشرقية وعلاقات اوروبا والمانيا  مع روسيا سابقا ايجون بار / 91 عاما / الذي شغل هذا المنصب في حكومة المستشار السابق الراحل فيللي براندت ويعتبر حاليا  مرجعا في كيفية تعامل المانيا والاتحاد الاوربي مع روسيا ، استبعد وقوع حرب بين روسيا والغرب وبين روسيا واوكرانيا ، فعلى حد رأيه بلقاء مع المحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني مساء يوم أمس الاثنين 3الشهر الجاري بأن كلا من روسيا واكرانيا ليس لهم رغبة بالحرب معتبرا نبرات التشاؤم والتهديد بعقوبات اقتصادية وربما عسكرية تهويلا مؤكدا ان هناك ازمات وحروب على المجتمع الدولي السعي لوضع حد لها  في مقدمتها انهاء ماساة الشعب السوري الذي يعاني من حرب إبادة على يد نظام وصفه بالخساسة والعمل على استتباب الامن في لبنان واحلال السلام بالشرق الاوسط ورفع الحصار عن شعب غزة مؤكدا ان ما يقع حاليا في اوكرانيا صرْف لانظار العالم عن سوريا الى اوكرانيا مؤكدا ان اي عقوبات اقتصادية وعسكرية ضد روسيا وحذفها من لائحة الدول الصناعية الثمانية فان الغرب الخاسر الاكبر .
ويرى المراقبون وجود ثلاث مشاهد  / سيناريو /  محتملة في اوكرانيا ، منها ، إعلان الحكومة المؤقتة في اوكرانيا الحرب على روسيا بتشجيع من الغرب كما حصل في جورجيا عندما حث الرئيس الامريكي جورج بوش / الابن / رئيس جورجيا السابق ميشيل سافيكلي بالتحرش بروسيا لاستعادة ابخازيا واستونيا فكان نتيجة ذلك فصل المنطقتين المذكورتين عن جورجيا  ووصول القوات الروسية الى مشارف العاصمة  تيفليس اذ ان الحكومة الاوكرانية ضعيفة غير قادرة بالدفاع عن بلادها كما سيسفر عنها انقسام تلك الدولة الى شرقية موالية لروسيا وغربية موالية لأوروبا  . واعتبر خبير شئون السياسة الروسية في الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية الكسندر رار تصريحات رئيس وزراء الحكومة المؤقتة باوكرانيا ارزينيش جازينجوك بان ارسال روسيا فرقها العسكرية الى شبه جزيرة القرم باعلان حرب خطئا صبيانيا كان وراء تفاقم الوضع بتلك المنطقة وبمناطق اكرانيا الشرقية .
أما المشهد الثاني وهو الاهم لفك فتيل حرب جديدة  تقع في اوروبا  استدعاء موسكو وكييف لحوار تشرف عليه المنظمة الاوروبية للامن والسلام والتنمية بمشاركة مندوبين عن الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وواشنطن والدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق يسفر عنه ارسال مراقبين للاشراف على اتفاقية تكمن بالحفاظ على اراضي اوكرانيا وعدم وقوع مناوشات عسكرية بين اوكرانيا وروسيا ووقوف الغرب بشكل مستقل عن ارادة الشعب الاوكراني .
أما اذا ما فشلت جهود المنظمة الاوروبية للامن والسلام والتنمية بانهاء ازمة اوكرانيا فان الاحتمال الثالث تقسيم اوكرانيا الى شرق وغرب واذا ما تم ذلك فان على اوروبا والمجتمع الدولي الاخذ بعين الاعتبار حماية الحكومة الاوكرانية للاقلية الروسية التي تعيش في غرب اوكرانيا اضافة حمايتها حقوق التتار المسلمين الذين يعيشون في الغرب الاوكراني وإرغام موسكو ايضا وسكان اوكرانيا الشرقية على حماية التتار والاقليات العرقية والدينية الاخرى التي تعيش في شبه جزيرة القرم ومناطق شرق اوكرانيا . فبالرغم من كراهية التتار لروسيا فان القوميين الاوكرانيين يملكون حقدا كبيرا عليهم وتقول منظمات حقوق الانسان بأن الكثير من التتار تعرضوا لمضايقات قاسية اثناء الاحتجاجات التي شهدتها كييف مؤخرا فقد قاموا بالاعتداء على بعض المساجد وهاجموا مقر المشيخة الاسلامية بكييف ، أما في شبه جزيرة القرم فقد تعرضت مساجد المسلمين الى اعتداءات من قبل القوميين الموالين لروسيا اذ ينظرون الى التتار طابورا خامسا للغرب في القرم وعموم اوكرانيا .
ويرى خبير شئون روسيا في المعهد البرليني للعلوم والسياسة التابع للمستشارية الالمانية هانس هينينغ شرودر بأن الوقت لا يزال مبكرا للتكهن اي  مشهد / سيناريو / يمكن أن يتم تنفيذه بالمشهد الاوكراني الا ان أنه أكد بأن حربا حقيقية لن تقع في اوروبا .