الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - حزن على الشرق الأوسط والجنايات الدولية

ألمانيا - حزن على الشرق الأوسط والجنايات الدولية

18.06.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏17‏/06‏/2015
أصدر قاض  محكمة جنايات  القاهرة حكم الاعدام بحق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وبعدد من زملاءه اضافة الى احكام  لمدد تراوح بين المؤبد ولسنوات متعددة ضد الرافضين للانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المدنية  بتلك الدولة . وقد كانت الحكومة الالمانية من بين تلك الدولة التي أدانت هذه الاحكام ، فقد وصف مسئول الحكومة الالمانية عن ملف حقوق الانسان سكرتير الدولة بوزارة الخارجية كريستوف شتريزر الاحكام بالجائرة ولا تمت الى استقلال القضاء بصلة مطالبا بالغاءها والإفراج عن مرسي والمعتقلين السياسيين وغير السياسيين الذين يعارضون الانقلاب بمصر .
هذه التطورات اضافة الى تطورات ما يجري في سوريا حيث شارك تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / ميليشيات النظام السوري بقصف مدينة حلب وقتلهم اكثر من ثلاثين شخصا كان الاطفال في مقدمة ضحاياهم اضافة الى رفض حكومة جنوب افريقيا طلب محكمة الجنايات العليا اعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير اثناء مشاركته بقمة الافارقة في وقت سابق من نهاية الاسبوع الماضي وارساله الى لاهاي لمحاكته على جرائ حرب يعتقد قضاة المحكمة المذكورة ارتكاب الرئيس السوداني لها في دارفور وجنوب السودان وغيره موضوع ندوة دعت اليها زعيمة معهد برلين لحقوق الانسان بيئاتيه رودولف صباح هذا اليوم الاربعاء 17 حزيران / يونيو  بالعاصمة برلين حيث اعربت عن أسفها لعودة حكم القبضة الحديدية الى مصر من جديد فانتهاكات حقوق الانسان اصبحت السائدة بتلك الدولة التي ساهمت مع تونس بتشجيع شعبي سوريا وليبيا مطالبتهما بالحرية والعيش بكرامة فوق ارضه الا ان الطاغوت الذي  لا يعي لمطالب شعبه لا يمكن ازاحته الا باللغة التي يفهمها فما يجري  في سوريا واستعانة بشار اسد بميليشيات اجرامية تحت ستار حماية المقدسات واعطاء المجال لايران وروسيا بفرض هيمنتهما السياسية والعسكرية على سوريا وتقاعس الغرب عن مساعدة الشعب السوري ومؤامرته على الحرية بمصر وراء العنف مضيفة انه اذا ما وقعت مصر ببحر العنف فعلى المجتمع الدولي اعتقال  الرئيس المصري عبد فتاح سيسي الى محكمة الجنايات العليا لانه يقف وراء ما ستسفر عنه الاحكام التعسفية من عنف ببلاده .
الا أن ناطقة شئون سياسة حقوق الانسان بالبرلمان الاوروبي حاليا / الالمانية / بربرا لوخبيلر زعيمة فرع منظمة العفو الدولية سابقة بالمانيا ، أعربت عن حزنها العميق على محكمة الجنايات العليا التي رفضت حكومة جنوب افريقيا اعتقال عمر حسن البشير المتهم بارتكاب جرائم انسانية ببلاده والسماح له بالعودة الى الخرطوم  اضافة الى عجز قضاة هذه المحكمة اصدار مذكرة رسمية باعتقال بشار اسد بالرغم من تقديم  اكثر من خمسين دولة بمبادرة سويسرا طلبا الى المحكمة المذكورة باعتقال اسد وذلك بحجة وضع روسيا والصين وغيرهما قرار النقض / الفيتو / امام مجلس الامن الدولي لاعتقال مجرم سوريا والشرق الاوسط .
وأعربت رودولف ومعها لوخبيلر  مبادرة  الاتحاد الاوروبي بالضغط على القاهرة للافراج عن مرسي والمعتقلين السياسيين ومخاطبة الاتحاد الافريقي بان التعاون معه يكمن بتعاون يشمل جميع القضايا السياسية ولا يقتصر على التعاون الاقتصادي ومحاربة الفقر والارهاب فرفض جنوب افريقيا العضوة الرئيسية بالاتحاد الافريقي اعتقال البشير بنافي حرص الاوربيين والافارقة التعاون مع بعضهما البعض بشكل واقعي على حد قولهما .