الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - حول اجتماع المعارضة السورية بالسعودية

ألمانيا - حول اجتماع المعارضة السورية بالسعودية

10.12.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 08‏/12‏/2015
لا تعتبر دعوة حكومة المملكة العربية السعودية المعارضة السورية للاجتماع بالرياض  ابتداءً من هذا اليوم الثلاثاء 8 كانون اول / ديسمبر بادرة فريدة من نوعها لحكومة المملكة بانهاء الخلافات بين فئات زعماء السياسة بمنطقة الشرق الاوسط . فقد كانت المملكة اول من بادر لاجراء سياسة مصالحة بين زعماء السياسة ، فهي كانت قد دعت أطراف النزاع اللبناني للاجتماع بالطائف لانهاء الحرب اللبنانية وذلك في الثمانينات ، ثم بادرت في عام 2006 بجمع زعماء السياسة الفلسطينية بمؤتمر مكة المكرمة لانهاء الخلاف بين حماس وفتح أدى ذلك الى تشكيل حكومة وطنية قام الغرب بإفشالها جراء سياسة تمييز انتهجها ، الى جانب اجتماعات تمت تحت رعايتها وفي داخل وخارج أراضيها .
ويأتي هذا الاجتماع متزامنا مع الجهود الدولية لانهاء الحرب في سوريا سياسيا ضمن مواقف صلبة للمملكة هذه المواقف التي تكمن أنه لا مستقبل لاسد في سوريا المستقبل بينما يبدي سياسيون غربيون موافقتهم بشكل غير مباشر اصرار روسيا وايران ببقاء بشار اسد لفترة زمنية على راس نظامه ضمن حكومة وطنية ، هذه المقترحات التي أثيرت أثناء مؤتمر فيينا الاول والثاني الذي لم يناقَش فيه بشكل صري مستقبل اسد على حد تأكيد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي اشار بان الحديث عن مستقبل اسد سيبث اثناء اجتماع ثالث بفيينا او غيرها وربما في نيويورك داخل مبنى منظمة الامم المتحدة او ربما في جنيف . 
 
وحث وزير الخارجية شتاينماير  الموجود حاليا في العراق زعماء المعارضة السورية التوصل الى صيغة مرضية  بينهم  لانهاء الحرب ببلادهم والاتفاق على مبدأ قيام حكومة وطنية مرحلية  معربا بالوقت نفسه  عن ترحيبه لمبادرة السعودية بجمع المعارضة ببلادها مبديا عن أمله أن تتكلل المفاوضات بالنجاح لانهاء ماساة الشعب السوري .
وكان قد نجم اتفاق  باجتماع فيينا الاخير الذي عقد في   وقت سابق من شهر تشرين ثان / نوفمبر المنصرم ضرورة التوصل الى اتفاقية وقف اطلاق النار وقيام حكومة وطنية تحت اشراف الامم المتحدة وبعد ثمانية عشر شهرا من هذه الحكومة تجري انتخابات نزيهة . وترفض تركيا والسعودية وقطر واكثر زعماء المعارضة السورية وبعض دول اوروبية وغير اوروبية اي مستقبل لاسد  ولن يكون له اي شراكة بحكومة وطنية وغيرها اذا ما تم الاتفاق على ذلك .
اجتماع الرياض وقف جماح لمن يطالب بإعادة الشرعية لبشار اسد مثل موسكو وطهران ، فباريس وبرلين أبديا رايهما وذلك جراء تدفق اللاجئين على اوروبا والعمل الارهابي الذي استهدف باريس في وقت سابق من شهر تشرين ثان / نوفمبر المنصرم ضرورة التعاون مع اسد لانهاء ازمة اللاجئين  وجذب جيش نظامه لمحاربة تنظيم مات يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / وبالرغم من مسارعة وزارة الخارجية الفرنسية لتوضيح تصريحات رئيسها لورنس فابيوس الذي اشار الى ذلك ، بأنه يعني بعد رحيل بشار اسد وقيام حكومة وطنية أعلنت وزيرة الدفاع  الالمانية اورزولا فون دِرْ لاين دعمها للمقترحات الفرنسية الا انها سارعت بعد ذلك وأوضحت بانه  لا تعاون مع بشار اسد وجيشه بالحرب ضد / داعش / .
كل هذه التصريحات المتناقضة حول مستقبل اسد واعادة الشرعية له اضافة الى التدخل الروسي السافر الى جانب اسد ضد الشعب السوري وارسال ايران المزيد من فرقها العسكرية الى سوريا تجعل من السعودية تركيز جميع ما تملكه من قوة وتأثير سياسي وديني ومعنوي لاقناع المعارضة السورية على تسوية خلافاتهم والاتفاق فيما بينهم لانهاء ماساة شعب انتفض من اجل الحرية .
وكان وزير الاقتصاد نائب المستشارية الالمانية زيجمار جابرييل الذي حذر السعودية من تمويلها للمساجد التي يشرف عليها ما أطلق عليهم بـ / الوهابيين / أكد بالوقت نفسه الى حاجة الغرب وخاصة المانيا الى السعودية فهي وحدها تستطيع انهاء النزاعات بالشرق الاوسط .