الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - لا سلاما قريبا في سوريا

ألمانيا - لا سلاما قريبا في سوريا

08.02.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 07‏/02‏/2016
أدى اعلان وسيط الامم المتحدة لانهاء الحرب في سوريا ستيفان دي ميستورا  تعليق المفاوضات التي جرت في جنيف بين المعارضة السورية وممثلين عن نظام بشار اسد خلال الفترة ما بين 25 كانون ثان / يناير ويوم 2 من شباط / فبراير  الى أواخر الشهر الجاري تساؤلات كثيرة حول مدى مصداقية الولايات المتحدة الامريكية  بوقوفها الى جانب الشعب السوري والمعارضة وما اذا كان مؤتمر جنيف مثل مؤتمر فيينا / 1 و 2 / باء بالفشل . فوسيط الامم المتحدة السابق الاخضر  الابراهيمي الذي رعى مؤتمري جنيف / 1 و 2/ أعلن بمؤتمر جنيف / 2/ الذي عقد أواخر كانون ثان / يناير من عام 2013 ان المفاوضات ستستأنف خلال اسبايع قليلة من انتهاء مؤتمر جنيف / 2/ مؤكدا وقتذاك بمؤتمر ميونيخ للامن  والسلام الدوليين التاسع والاربعين  صعوبات المفاوضات فالهوة واسعة وعميقة بين المعارضة ونظام سوريا متهما وقتها موسكو وطهران واسد بعرقلة المعاوضات . الا ان الابراهيمي اعلن استقالته بعيد تصريحه المشار اليه . ويتوقع المراقبون اعلان دي ميستورا استقالته لفشله وعدم مصداقيته مع المعارضة السورية وموالاته لنظام بشار أسد .
فشل مؤتمر جنيف / 3/ كان وراء اعلان المملكة العربية السعودية استعدادها لزحف بري ضد تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية في سوريا  وربما ايضا لوقف الاعمال العسكرية لروسيا ونظام سوريا ضد الشعب السوري والحيلولة دون سقوط حلب بأكلمها بيد نظام سوريا ، هذا الاعلان لقي ترحيبا من الادارة الامريكية وتشاؤما من بعض خبراء السياسة الدولية ، فالسعودية التي اعلنت عن قيام تحالف اسلامي ضد تنظيمات الارهاب الدولية واعلن بعض الدول الاسلامية استعدادهم الدخول في هذا التحالف يعتقدون بانه لن يكون هناك تجاوب مع السعودية ، فالزحف البري يعني مواجهة حقيقية مع روسيا وايران والصين المتحالفة مع موسكو عسكريا واستراتيجيا وحلف شمال الاطلسي / الناتو / غير مستعد للدفاع عن تركيا اذا ما أعلنت استعدادها لزحف بري مع السعودية في سوريا ، عدا عن ذلك فان السعودية التي تقوم باجراءات عسكرية في اليمن  فمواجتها مع ايران في سوريا سيصبح حقيقة لا مفر منها كما أن اكثر الدول الاسلامية والاوروبية وغيرها غير مستعدة لمعاضدة الرياض التي تنظر بقلق شديد الى ماساة الشعب السوري وتسعى جاهدة لانهاء ماساتهم مع تركيا التي تعتبر ايضا ضحية الجشع السوري والروسي .
ومن خلال لقاء مع / المحرر هذا اليوم الاحد 7 شباط / فبراير بالعاصمة برلين رأى وزير اللوكسبمورج جان اسيلبورن انه لن يكون هناك سلام ووقف لاطلاق النار في سوريا على المدى القريب وكلمة الملك الاردني عبد الله لاثاني الذي اشار بمؤتمر لندن للدول المانحة الذي عقد يوم الخميس من 4 شباط / فبراير ان المطلوب من المجتمع الدولي بالرغم من التشاؤم باحلال سلام في سوريا التحلي ايضا بالتفاؤل الا ان كلامه المذكور لا ينطبق الى الواقع في ضوء ما يجري حاليا في سوريا وخاصة في حلب وادلب من قصف روسي متوحش مع ميليشيات ايرانية وغيرها لاعادة السيطرة على ادلب والبقية الباقية من حلب اللتي يسيطر عليها المعارضة السورية منتقدا  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي فقد كل شعوره بالمعاني الانسانية فمقتل اكثر من 600 الف شخص وتشريد اكثر من 12 مليون نسمة وهدم اكثر المدن والقرى السورية دليل واضح على ان بوتين لا يريد مع طهران وقف لاطلاق النار في سوريا وإصرار طهران وموسكو على التوصل لحل سياسي في سوريا  بوجود بشار اسد غير مقبول ولن يرضخ احد لهذه المطالب فسوريا المستقبل ستنطلق بدون اسد متوقعا ان يتم خلال مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين الذي سيعقد يومي 12 و 14 شباط / فبراير السعي للعودة الى مؤتمر فيينا من جديد بالرغم من عدو وجود تفاؤل متوقعا ان يكون مؤتمر جنيف قد لفظ انفاسه الاخيرة.