ألمانيا - ما وراء قصف الصهاينة لسوريا ومقترحات مؤتمر دولي عنها ؟

برلين /‏10‏/05‏/13
من المقرر أن يبدي وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بعد يوم غد الاحد 12 أيار/مايو من خلال لقاءه بالعاصمة الالمانية برلين نظيره الالماني جويدو فيسترفيليه رايه حول اعلان وزيرا الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف الاخير بعقد مؤتمر دولي يجمع أعضاء من قادة المعارضة السورية مع مندوبي رئيس نظام سوريا بشار اسد كمحاولة لانهاء الوضع المأساوي للشعب السوري سياسيا بدل تدخل عسكري محتمل كما من المقرر أن يوضح وزير الخارجية الروسي لافروف اهداف هذا المؤتمر من خلال زيارته العاصمة برلين التي من المقرر أن تتم يوم الاربعاء المقبل من 15 أيار/مايو الحالي .
وكان وزير الخارجية الالماني فيسترفيليه قد أكد مع نظيره العماني يوسف بن عبد الله بن علوي يوم الاربعاء المنصرم ببرلين 8 أيار/مايو دعمه لهذا المؤتمر مشيرا بأنه يعود الى افكار رئيس ائتلاف المعارضة السورية السابق معاذ الخطيب الذي يرى انه لا بد من حل سياسي والحل العسكري استمرار لاراقة الدماء .
تأتي زيارة داود اوغلو الى برلين متزامنة مع تأكيد رئيس وزراء تركيا رجب الطيب اردوجان استخدام جيش نظام اسد الاسلحة الكيمياوية ضد الشعب السوري ومتزامنة مع الاعلان عن المؤتمر الدولي المذكور وتقارير متضاربة حول اسباب قيام طائرات الكيان الصهيوني مرتين خلال ثمان واربعين ساعة بقصف مواقع بالقرب من دمشق ، فسفير الكيان الصهيوني السابق بالمانيا افي بريمور عزا بمناقشة اجرتها المحطة الاولى من الرائي / التلفزيون / الالماني حول اسباب القصف الصهيوني على سوريا حصول مخابرات الصهاينة حصول حزب الله اللبناني على اسلحة ايرانية عن طريق سوريا وان الاسلحة متطورة ومجهزة بتقنيات خطيرة يمكن أن تلحق أضرارا بالمستوطنين الصهاينة وهذه المعلومات كانت مؤكدة ، بينما تشير تقارير اصبحت شبه مؤكدة احباط الصهاينة لانقلاب عسكري منظم كاد ان يقع ضد بشار اسد واستطاع الصهاينة ابطاله بآخر اللحظات ، وهذا ما أكده بريمور ومعه استاذ التاريخ بالجامعة العسكرية بمدينة ميونيخ ميشائل فولفسون وجود تعاون مطلق بين جهازي المخابرات الصهيونية / الموساد / وجهاز مخابرات اسد ، اذ أكد بريمور الى اجتماعات سرية جرت بين أسد / الاب والابن / مع رؤساء وزراء صهاينة سابقين وانه لا يستطيع الجزم ما اذا كان الكيان الصهيوني على استعداد قبول حكاما جددا يحكمون ذلك البلد ، بينما اعتبر فولفسون العمل العسكري للصهاينة دفاع عن النفس اذ لا يوجد اتفاقيات صلح بين نظام اسد والصهاينة .
وحول المؤتمر الدولي المزمع عقده نهاية أيار/مايو الحالي ، فيؤكد سفير الولايات المتحدة الامريكية ببرلين سابقا جون كرونبلوم / يهودي / ان الادارة الامريكية التي وافقت على المؤتمر الدولي لم ترضخ لضغوط موسكو الذي يؤيد نظام اسد ويعارض بشدة اي تدخل عسكري غربي بتلك الدولة بالرغم من ابراز عضلات واشنطن في وجه اسد مهددته بالويل والثبور لاستخدامه الكيمياوي وموافقة واشنطن على خطط لافروف تأتي من خلال عدم مبالاة الغرب بالوضع في سوريا الذي يزداد تأزما مع ازدياد مأساة الشعب السوري والاعلان عن المؤتمر تجنبا لحرب مواجهة بين روسيا والغرب والمؤتمر فرصة لاسد باستمراره قمع شعبه وسعيه لتحقيق انتصارات على الارض مع حزب الله لاقامة دويلة علوية وشيعية متاخمة للبنان وتركيا أي ان هناك مساع حقيقية لقيام دويلة علوية بجبال الكلبيين التي اصبح اسمها العلويين واستمرار الحرب والارهاب الذي يمارسه اسد بدعم من موسكو وطهران وعميلتها حزب الله سينذر بتغييرات جغرافية وعرقية تشمل منطقة الشرق الاوسط برمتها وبالتالي فالمؤتمر هو من اجل القضاء على المعارضة السورية التي بدأت تتفتت ونجاح المؤتمر وفشله مرتبط بيد المعارضة السوري والنظام السوري ايضا .
الا أن وزير البريد والمواصلات الالماني السابق كريستيان شفارتس شيليغ الذي استقال من حكومة المستشار السابق هلموت كول انتصارا للبوسنة وغضبا على كول لتقاعسه بادئ الامر عن نصرة شعب البوسنة اثناء الحرب البوسنوية التي شنها الصرب والكروات ضد البوسنويين للسيطرة على البوسنة وقد استطاع باحتجاجته ارغام كول المشاركة سياسيا وعسكريا لانهاء مأساة الشعب البوسنوي ، وصف مبادرة موسكو وموافقة واشنطن على المؤتمر الدولي بمثابة احتيال الام على طفلها لاقلاعه عن الرضاعة / الفطام / وذلك لتهدئة شعور وتضامن شعوب كثيرة مع الشعب السوري وموسكو وواشنطن تلعبان باعصاب العالم والشعب السوري ضحيتهما فادارة باراك اوباما لا تملك الحزم والحسم في سياستها الخارجية وخاصة ضد اسد ودعم موسكو لنظام الجبروت / الديكتاتورية/ في سوريا من اجل اثبات قوتها للعالم وفلاديمير بوتين يريد صرف انظار الروس عن مشاكل بلادهم الداخلية بدعمه اسد وابراز عضلاته للغرب لارهاب الروس فقط وعلى اوروبا التي استطاعت انهاء خلافات بافريقيا واوروبا ووساطتها بين الفلسطينيين والصهاينة لايقاف الحروب التي وقعت بينهما السعي لانقاذ الشعب السوري وانقاذ مجلس الامن الدولي قبل ان يفقد هيبته مؤكدا ان المؤتمر المزمع عقده الفشل مكتوب عليه اذ لا يمكن للشعب السوري تناسي وحشية نظامه كما انه من الصعب قبول اوروبا وبعض الدول الاسلامية العربية بشار اسد زعيما لبلاده وشريك محادثات نيابة عن شعبه اذا ما نتج عن المؤتمر بعض النجاح على حد أقوالهم .