الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - مباحثات ودعم للمسلمين

ألمانيا - مباحثات ودعم للمسلمين

20.01.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 19‏/01‏/2016
أعلنت وزيرة البحوث العلمية يوهانا فانكا بمؤتمر صحافي عقدته مع رؤساء معاهد العلوم الاسلامية بالجامعات الالمانية هذا اليوم الثلاثاء 19 كانون ثان / يناير وضع وزارتها حوالي 20 مليون يورو على مدى الاربع الاعوام المقبلة تذهب في ريع دعم هذه المعاهد في كل من جامعات فرانكفورت ومونستر واوسنابروك وتوبينجين وايرلنجن / نورنبيرج من اجل تشجيع البحوث العلمية حول الاسلام وتدريب الائمة والحواربين الأديان.
وأشارت فانكا عزم وزارتها على تحديث بنية هذه المعاهد وتا/ين مدرسين خبراء على مستوى عال  بالعلوم الاسلامية وتحسين المستوى الإداري لهذه المعاهد ومدها ايضا بتقنيات العلم الحديثة وبالتالي تشجيع طلبة العلم من الخارج ايضا دراسة هذه المادة في المانيا كما ستساهم ايضا بدمج الطلاب الخريجين من معاهد العلوم الاسلامية بالمعاهد الالمانية بالعمل فيها.
وأعربت فانكا عن ارتياحها للاقبال على دراسة الاسلام لدى الشباب الالماني الغير مسلم اضافة الى الشباب المسلم الذين يعيشون في هذا البلد اذ وصل عدد طلبة هذه المعاهد خلال عام 2015 الماضي الى حوالي  1800 طالب مؤكدة بالوقت نفسه عن ترحيبها لقيام / الجمعية الالمانية للدراسات الاسلامية /  ومقرها جامعة اوسنابروك مشيرة ان هذه الجمعية ستساهم بشكل فعال فتقوية ودعم اعمال معاهد الدراسات الاسلامية على حد قولها .
الجدير بالذكر ان  وزير البحوث السابقة آنيته شافان كانت صاحبة فكرة دعم معاهد الدراسات الاسلامية في الجامعات الالمانية هذه المعاهد التي بقيت الى سنوات طويلة مقتصرة على علماء الاسلام واللغات الشرقية من قبل المستشرقين الالمان الا انه جراء ارتفاع ظاهرة الفكر المنحرف وخوف الحكومات الالمانية من تأثير المساجد على الشباب عمدت الى الاهتمام بهذه المعاهد وأوكلت الى معهد علوم الاسلام في جامعة مدينة اوسنابروك الاشراف على خمسة معاهد في الجامعات المذكورة.
وعلى الصعيد نفسه فقد عزا وزير الداخلية الاتحادي توماس دو مايزير اجتماعه الذي عقده هذا اليوم الثلاثاء 19 كانون ثان / يناير مع ممثلين عن بعض المراكز الاسلامية في المانيا  الى التطورات الامنية والسياسية التي شهدتها الايام الاخيرة الماضية مثل العمل الارهابي الذي وقع مؤخرا في استانبول والعمل الارهابي الذي استهدف باريس في وقت سبق من شهر تشرين ثان / نوفمبر من عام 2015 الماضي  اضافة تطورات الاوضاع في سوريا والعراق وقضايا اللاجئين وحادثة التحرش بفتيات من قبل مجموعة من شباب عربي يعتقد انهم من شمال افريقيا اثناء الاحتفالات بعيد رأس السنة الميلادية بمدينة كولونيا وغيرها وتأثير هذه الاعتداءات على المسلمين في المانيا والتعايش السلمي اذ من الضرورة  تعاون مندوبي المراكو الاسلامية المعتمدة في حوارها مع الحكومة الالمانية مؤكدا اهمية آراء مندوبي المراكز الاسلامية  للبحوث في كيفية إدارة الازمات  الحالية التي تكمن باللاجئين والسبل الكفيلة لانهاء العنف في سوريا في ضوء الجهود الدولية التي تبذل لانهاء ذلك بالخطط السياسية اضافة الى السعي  لتجاوز أزمة التحرش بفيتيات بمدينة كولونيا وهامبورج جنسيا ووضع حد للضجة المثارة على الاسلام في المانيا.
وأعرب دو مايزير عن مخاوفه ان يؤدي تدفق اللاجئين السوريين والعراقيين بكثرة على المانيا واوروبا  ارتفاع قوة القوميين المتطرفين في هذا  البلد ولا سيما ما يُطلق عليها بـ / الجبهة القومية الاوروبية لحماية الغرب من الاسلام – بيجيدا / وارتفاع ظاهرة استهداف المساجد أن يؤدي ايضا الى وقوع نزاعات بين المسلمين والمتعاطفين مع تلك المنظمة بهدف الدفاع عن النفس مؤدا ان المانيا لن تسمح لوقوع مثل هذه النزاعات ولا بد من تعاون مطلق بين مندوبي المراكر الاسلمية تكمن مهامهم الدعوة الى الحوار والسعي ايضا ان لا تكون المساجد أماكن للتشيجع على الجهاد على حد قوله .
وكان مؤتمر الاسلام الذي ترعاه الحكومة الالمانية يضم جماعة الـ مللي جوروش / كبرى المنظمات الاسلامية في المانيا والنمسا وبلجيكا  الا ان وزير الداخلية اعلن في وقت سابق من عام 2009 عزله المنظمة من مؤتمر حوار الاسلام الامر الذي تضامن معها  بعض المراكز السلامية من بينهم مجلس المسلمين الاعلى الا ان المجلس عاد الى المؤتمر بعد ذلك ، ويضم مؤتمر الحوار ايضا الذي لم يعد له اي قيمة مراكز محسوبة على الاسلام مثل القاديانية والنصيرية ويطالب بعض نشطاء المؤتمر من المسلمين وزير الداخلية بإخراج الكاتب المرتد حامد عبد الصمد / مصري الاصل / من المؤتمر والغاء عضوية ما يُعرف مجلس المسلمين السابقين .