الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - مناقشات حول أسد و"داعش"

ألمانيا - مناقشات حول أسد و"داعش"

24.11.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 23‏/11‏/2015
يناقش كتل البرلمان الالماني في وقت لاحق من هذا اليوم الاثنين 23 تشرين ثان / نوفمبر تطورات الاوضاع الامنية في المانيا وبعض الدول الاوروبية بعيد اعتداءات باريس الارهابية التي وقعت يوم 13 من تشرين ثان / نوفمبر الحالي اضافة الى كيفية مواجهة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / ودور عسكري لالمانيا  مشاركتها بالحرب ضد التنظيم وعدم الاقتصار على دعم جيش اكراد العراق / البيشمركيه / الذين استطاعوا على حسب تقارير مراسلي محطات الرائي الالماني استعادتهم لمنطقة سنجار الواقعة في شمال العراق من التنظيم المذكور .
تأتي مناقشة الكتل البرلمان للاوضاع الامنية  متزامنة مع تصريح لوزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة الـ / بيلد / الشعبية الواسعة الانتشار مشيرا فيه الى الى انه على جيش نظام سوريا والجيش السوري الحر والميليشيات الاسلامية المعتدلة الاخرى التحالف مع بعضهم البعض لمحاربة التنظيم المذكور الذي وصفه شتاينماير بانه يهدد الامن والسلام في اوروبا  مؤكدا للصحيفة معارضته مشاركة فعلية  لالمانيا عسكريا ضد التنظيم وما تقوم به برلين بتقديم المساعدات العسكرية لجيش اكراد العراق وتدريبها لهم يعتبر كافيا . تصريح شتاينماير لقي انتقادا من زملاءه في الحزب الديموقراطي الاشتراكي ، فوزير الدولة السابق بوزارة الخارجية خبير السياسة الاستراتيجية جيرنوت ايرلر الذي يشغل حاليا ملف العلاقات الالمانية الروسية يرى بتصريحات شتاينماير جبنا ولا علاقة له بالسياسة الاستراتيجية فجيش النظام السوري هدفه الرئيسي محاربة الشعب الشعب السوري كما ان تنظيم / داعش / لا يعتبر عدوا لدودا لرئيس نظام سوريا بشار اسد فالتنظيم المذكور لم يحارب نظام سوريا بل يحارب الشعب السوري وجيش نظام سوريا أداة بيد أسد ، ومشاركة فعلية لالمانيا ضد / داعش  / ضرورة اذا ما كانت الحكومة الالمانية تريد بلعب دور رائد على صعيد السياسة الدولية وخاصة بالامم المتحدة .  زعيم كتلة الخضر انطون هوف رايتر  أكد  دعمه مشاركة عسكرية لالمانية  وزحف بري ضد / داعش /  اذا ما طلبت منظمة الامم المتحدة رسميا من المانيا على أن يشمل الانزال العسكري الدولي ضد / داعش / النظام السوري ايضا فالجهود  السياسية لانهاء الحرب في سوريا فشلت ولا بد من حلول أخرى لأنهاء ماساة الشعب السوري . وأوضح هوف رايتر لمحطة / فونيكس / الرسمية - محطة  شبه اخبارية / ان مشاركة المانيا في مالي ضد الميليشيات الاسلامية فيها يجب ان تشمل ايضا مشاركتها ضد / داعش /  فجيمعها خطر على الامن والسلام الاستراتيجي الدولي وأي تقاعس لالمانيا سيضر بسمعتها على الصعيدين الدولي والاوروبي .
التصريح  شتاينماير الآنف الذكر ، اعتبره رئيس لجان شئون السياسة الخارجية  بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين بحوار مع / المحرر / قس  مكتبه هذا اليوم الاثنين 23 تشرين ثان / نوفمبر ، بأنه غير منطقي وبعيد عن الصواب
وأوضح روتجين ان جيش نظام بشار اسد لا يزال يقوم بقصف الشعب السوري بالبراميل المتفجرة وقتل آلافا مؤلفة من ذلك الشعب ووراء تشريد الملايين فلا يُعقل ان يُطالب وزير خارجية يعرف تماما جرائم بشار اسد  وجيشه ونظامه ضد الشعب السوري وفتح بلاده على مصراعيها لايران وروسيا عدا عن ذلك فان نظام اسد اذا ما شارك بالحرب ضد داعش فان ذلك يعني حرب طائفية لكل معنى الكلمة حرب شيعية روسية ضد اهل السنة والجماعة بسوريا ، والمطالبة بجذب اسد الى التحالف الدولي ضد / داعش / يعني دعم لموسكو التي تسعى  لإعادة الشرعية له على خطوات علما أن موسكو التي تقاتل المعارضة السورية التي تحارب اسد لم تحارب بشكل جدي تنظيم / داعش / الا عندما بدأت بوادر تضامنها مع فرنسا ومع ذلك فان الكرملين وايران ايضا اذا ما جُذِبت الى التحالف الدولي ضد / داعش / فلن توافقا ولن تكونا على استعداد للقيام بزحف بري ضد التنظيم المذكور مضيفا انه لا فائدة من مشاركة قاتل ضد قاتل ضمن التحالف الدولي ضد / داعش / فأسد لم يعد يسيطر على الكثير من الاراضي السورية وقد أعطى معظم مسئولياته لموسكو وطهران ، معتبرا تصريحات وزير الخارجية شتاينماير جاءات على عجل من رجل متعب جراء سفراته الكثيرة فهو كان في افريقيا / زيارته الاخيرة لافريقيا انتهت يوم أمس الاحد في تنزانيا وعاد هذا اليوم الى برلين / معربا عن أمله عدم وقوع المانيا في أخطاء سياسية دولية لا تغتفر جراء اعتقاد برلين بان جذب اسد الى التحالف الدولي سينهي الحرب في سوريا سياسيا .
وحول احتمال صدور قرار من الامم المتحدة زحف بري يصدر عن مجلس امنها الدولي الذي اجتمع يوم نهاية الاسبوع المنصرم واصدر قرارا بمحاربة / داعش / خاليا من أي قرار بمهاجمته ، رأى روتجين انه اذا ما أعلنت الامم المتحدة الحرب بشكل صريح على / داعش / واعلنت ضرورة زحفا بريا ضده فعلى المانيا عدم تقاعسها وممانعتها المشاركة باي انزال عسكري سواء كان بريا  ضد التنظيم ، فمطالبة الكثير من دول العالم الحكومة الالمانية لعبا دورا بارزا لانهاء الازمات الدولية واحلال السلام يحتم على برلين  ان تتعاون مع مجلس الامن الدولي والامم المتحدة بذلك على حد قوله .