الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - من يقف وراء اعتداء سورج التركية ؟

ألمانيا - من يقف وراء اعتداء سورج التركية ؟

25.07.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 23‏/07‏/2015
لا يعتبر تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / وحده وقوفه  وراء الاعتداء الاجرامي الذي استهدف مؤتمرا للشباب بمنطقة سورج التركية الواقعة  على الحدود التركية السورية يوم الاثنين المنصرم من 20 تموز / يوليو الحالي الذي راح ضحية هذا العمل الاجرامي اكثر من اثنين وثلاثين شابا يريدون وضع خطط لاعادة أعمار منطقة عين العرب التي يطلق الاكراد عليها بـ / كوباني / . صحيح ان اصابع الاتهام  ، وعلى حد رأي خبير شئون الشرق الاوسط والاسلام اودود شتاينباخ ، تشير الى عناصر/ داعش / الذين أرادوا السيطرة على عين العرب  وراء الاعتداء الاجرامي لاحباط اي عملية اعادة تعمير عين العرب وتقديم المساعدات الانسانية لاهلها  وعلى الغرب دعم تركيا بشكل افضل من ذي قبل لحماية قراها ومدنها والساكنين فيها من الجرائم التي تحاك ضدها .
الا انه يوجد ايضا من يقف وراء اعتداء سورج غير / داعش / فالحزب الديموقراطي الكردي الذي يراسه الشخصية اللغز صالح مسلم / عربي استكرد /  الذي يقوم بتطهير عرقي بمناطق الحسكة السورية وطابورا خامسا لنظام بشار اسد يتطلع لبسط سيطرته على المناطق الحدودية السورية مع تركيا ومساعدة اكراد تركيا الذين يعيشون بالمناطق الحدودية مع سوريا والعراق لتحقيق هدفهم باقامة دويلة لهم بمناطقهم ، فأكراد سوريا وتركيا جزء لا يتجزء من اكراد العراق . ويؤكد زعماء الاكراد الذين يملكون وسائل سياسية واعلامية في اوروبا ولا سيما في المانيا ويحظون بعاطفة وتأييد كبير من بعض الاحزاب الالمانية ولا سيما التحالف اليساري / الشيوعي  سابقا / والخضر يؤكدون ضرورة قيام دويلة كردية بسوريا وتركيا تتحد مع دويلة الاكراد العراقية ، تلك الدويلة لتي أصبحت على قاب قوسين او أدنى لاعلان استقلالها بشكل رسمي عن العراق  مع احتمال اعتراف دولي بها ستكون الولايات المتحدة الامريكية اول من يعترف بها بالرغم من وجود معارضة اوروبية خجولة ترفض استقلالها عن العراق .
فحادثة اعتداء سورج رسالة تهديد الى الاتراك مفادها ان عدم مشاركة انقرة بشكل فعال لحماية عين العرب من السقوط بيد / داعش / تكمن بتهديد امن وزعزعة واستقرار تركيا ان لم تشارك انقرة بشكل فعال بالتحالف الدولي  ضد / داعش / ورسالة اطمئنان للاكراد بان  النظام السوري بتعاون مطلق مع جماعة صالح مسلم سيساهمون بزعزعة امن تركيا واستقرارها .
تنظيم الدولة / داعش / الاجرامي طابورا خامسا لحماية المصالح الامريكية بمنطقة الشرق الاوسط وطابورا قويا لحماية بشار اسد ونظامه الذي يقف على قاب قوسين او أدنى من السقوط بالهاوية فهو وعلى حسب اعتقاد بعض خبراء السياسة الدولية بالشرق الاوسط يساهم الى حد كبير بتنفيذ مخطط تقسيم  سوريا وتركيا والعراق بتعاون مطلق مع الاكراد وايران والنظام السوري .
وكان رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / ايلمار بروك  قد رأى  ان على الاوروبيين اقناع الرئيس التركي  رجب الطيب اردوجان  اعلان الخحرب بشكل رسمي ضد / داعش /  وانهاء سياسة الترقب التي انتهجها اثناء محاصرة / داعش / لمنطقة عين العرب اذ لم يتدخل جيشه وقتها بشكل يذكر لحماية الاكراد ، فمشاركة تركيا بشكل فعال اكثر من ذي قبل بالحرب ضد التنظيم المذكور سيؤدي  الحيلولة دون توسعة نفوذها وعدم مشاركة انقرة الفعلي ضد ذلك التنظيم سيساعد على توسعة رقعته واعتداءاته على الامنين بالقرى والمدن التركية القريبة من سوريا والعراق . واشار بروك ان التنظيم الاجرامي المذكور الذي يشمل تأثيره والتعاطف معه من الباكستان الى نبجيريا وسيطرته على كثير مناطق كثيرة يعتبر خطرا كبيرا على الامن والسلامة الاوروبية وعلى الاوروبيين الاعضاء بحلف شمال الاطلسي / الناتو / حماية تركيا العضوة بالحلف ضد ذلك التنظيم وتنظيمات متعاطفة مع نظام بشار اسد والدفاع عنها عسكريا فالحرب ضد / داعش / ضرورة ملحة معتبرا اولئك الذين يدعون الى الحوار السياسي مع ذلك التنظيم لا علم لهم بالاجرام والارهاب على حد قوله.