ألمانيا - هل قارب إنهاء عزل بشار أسد ؟

كاتب ومفكر سياسي
برلين 29‏/09‏/2015
اعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بلقاء مع المحطة الاولى من الرائي / التلفزيون / الالماني الشبه رسمي / ببرناجه الاسبوعي - برلين مباشرة / قبل يوم أمس الاحد 27 أيلول / سبتمبر الازمة السورية أسبوع مناقشات الامم المتحدة لهذا الاسبوع اذ لا من ايجاد خطط سياسية نافذة لانهاء الحرب في تلك الدولة وبالتالي انهاء أزمة تدفق لاجئي تلك الدولة على أوروبا والحوار مع رئيس نظام سوريا بشار اسد يمكن ان يساهم بانهاء العنف في سوريا ومأساة الشعب السوري مشيرا ضرورة اخذ الاعتبار آراء دول تلك المنطقة في مقدمتهم السعودية التي ترفض أن يكون لاسد اي مستقبل سياسي في سوريا المستقبل ويؤيدها بذلك تركيا مقابل تمسك دعم روسيا وايران لنظام تلك الدولة فالوضع في غاية الحساسية والغرب بحاجة ملحة لروسيا لإنهاء مأساة السوريين والعنف بتلك المنطقة ومشاركتها بالحرب ضد تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / هام للغاية اذ سينجم عنه خطوات لصالح السلام ، ودعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعادة دمج اسد بالمجتمع الدولي يجب ان تناقش مناقشة ميدانية واقعية علمية وعدم الاسراع باي حوار مع نظام قتل اكثر من 300 الف انسان وتشريد اكثر من 12 مليون نسمة .
تصريحات وزير الخارجية الاخيرة رجوع عن تصريحاته المتكررة بمؤتمراته الصحافية التي عقدها مع مسئولين عرب زاروا برلين مؤخرا في مقدمتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي زار برلين مطلع شهر آب /اوجسطس المنصرم اذ أكد وقتها انه لا حوار مع اسد ولا يوجد له اي مستقبل سياسي بسوريا المستقبل . الا أن اسباب عودته عن تلك التصريحات يعود الى اتفاق امريكي روسي بشأن سوريا ، فوزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي زار برلين يوم السبت من 19 ايلول / سبتمبر الحالي أعرب عن ترحيبه بالخطط الروسية العسكرية لمحاربة / داعش / مدافعا بالوقت نفسه عن الحشود العسكرية الروسية في سوريا مشيرا ان هذه الحشود للدفاع عن مواطني روسيا في سوريا . كما ان تصريحات شتاينماير جاءت بعد مطالبة وزير الاقتصاد نائب المستشارية الالمانية رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي زيجمار جابرييل الذي اشار الى انهاء الحظر الاقتصادي ضد موسكو لتفاعلها ضد الارهاب ، ومطالبة رئاسة التحالف اليساري الحكومة الالمانية بانهاء عزل أسد والعودة الى الحوار معه .
التصريحات الاخيرة بشأن بشار أسد تواجهها أيضا رفض من اقطاب بالحزب الديموقراطي الاشتراكي والمسيحيين والخضر أعضاء بالبرلمان الالماني الذين يؤكدون رفضهم اي حوار مع أسد اذ لا يوجد له اي مستقبل في سوريا بينما يطالب آخرون بأن يكون الحوار رسالة قوية للمذكور تكمن رفض الحكومة الالمانية للجرائم التي يقترفها ضد شعبه والحوار معه لا يعني أعادة الاعتبار له بل مواجهته برفض دمجه مرة اخرى بالمجتمع الدولي .
وحول مطالب وزير الاقتصاد جابرييل بالغاء الحظر الاقتصادي ضد موسكو ، المفروضة عليه بسبب دعم الكرملين لانفصاليي الشرق الاوكراني ، أعلن وزير الدولة بدائرة المستشارية الالمانية للشئون الامن القومي والمهام الخاصة بيتر آلتماير انه لن يكون هناك إنهاء للحظر الاقتصادي ضد موسكو ما لم تؤكد موسكو تعاونها مع اوروبا لانهاء الازمة الاوكرانية بالرغم من اعلان موسكو الحرب ضد / داعش / مشيرا الى وجود تشاؤم باعلان موسكو الحرب ضد التنظيم المذكور ، فالاليات العسكرية الروسية الضخمة المتطورة الموجودة في سوريا لا تشير الى حرب ضد / داعش / فحسب بل لتدخل روسي سافر الى جانب أسد ضد الشعب السوري لانهاء ثورته ضد بشار اسد .
ويعتقد مراقبو تطورات ما يجري على الساحة الدولية من الدعوة للحوار مع اسد والغاء الحظر الاقتصادي ضد روسيا وايران ان الدولتين المذكورتين ستُدعم ماليا لتكريس وجودهما في سوريا ومنطقة الخليج العربي واي حوار مع اسد لن يسفر عن أنهاء العنف في سوريا فالمارد خرج من القارورة من الصعب إعادته اليها .