الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - ولنا تقييم لاجتماع كامب ديفيد

ألمانيا - ولنا تقييم لاجتماع كامب ديفيد

16.05.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏15‏/05‏/2015
يرى مراقبو تطورات ما يجري بمنطقة الشرق الاوسط برمته ، التحالف ضد الحوثيين بما يسمى / عاصفة الحزم / والتحالف الدولي ضد ما يُطلق عليه / بتنظيم الدولة الاسلامية / والعلاقات الخليجية مع ايران وعلاقات الغرب مع طهران  من خلال تقييمهم هذا اليوم الجمعة 15 ايار / مايو بندوة دعا اليه مركز برلين العلمي  ان الاجتماع الذي تم انعقاده خلال يومي الاربعاء والخميس المنصرمين 13 و 14 آيار /مايو بمنتجع كامب ديفيد بين زعيم الادارة الامريكية باراك اوباما  وزعماء دول منطقة الخليج العربي  كان تهدئة مخاوف الخليجيين من ايران ، وتأكيدات اوباما دعم الادارة الامريكية لزعماء منطقة الخليج العربي بدعمهم والوقوف الى جانبهم ضد طهران انما فقاعات هوائية فاوباما ومنذ استلامه مفاتيح البيت الابيض كان يقوم يقوم بتنفيذ سياسة مغايرة لتصريحاته ووعوده .  صحيح ان اوباما نفذ وعوده بسحب فرقه العسكرية من العراق الا ان ترك ذلك البلد يعيش في دوامة التمييز الديني والعنصرية وزرع الكراهية بين فئات الشعب العراقي ، ووعد بقتل اسامة بن لادن ونفذ وعده مشيرا وقتها بأن فرقة عسكرية خاصة نفذت العملية تبين فيما بعد انه لولا المخابرات الباكستانية لما استطاعت  واشنطن تصفية ابن لادن كما وعد بخطابه الشهير الذي ألقاه في جامعة القاهرة عام 2010 بالمصالحة بين امريكا والدول الاسلامية نجم عنه عكس ذلك فقد اصبحت الهوة بين الغرب والدول الاسلامية واسعة وعميقة ، ووقوفه الى جانب الخليجيين ضد ايران ستكون عكس ذلك ، فهو قد أكد حرص الادارة الامريكية على علاقات مع طهران وانهاء ملفها النووي سلميا معربا عن أمله موافقة مجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / على الاتفاق الذي في لوزان / السويسرية / مع ايران في وقت سابق من نهاية آذار/مارس  2015 الذي يكمن بتخفيض طهران تخصبها اليورانيوم وعدم وضع ما تقوم بتخصيبه للصالح العسكري والاقتصار على العلمي تأكيد صريح وقوف واشنطن الى جانب طهران .
وتعتقد خبيرة الادارة الامريكية هنا هوبش من المعهد الدولي للسياسة الاستراتيجية  ان السعودية بمقدمة دول الخليج معرفة بخداع السياسة الامريكية  ولذلك فان عاهل السعودية خادم الحرمين الشريفين  الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود قرر عدم الذهاب الى كامب ديفيد وأناب عنه ابن أخيه ولي العهد محمد بن نايف الذي عاد هو الاخير مغضبا متضايقا من اجتماع كامب ديفيد الذي يعتبر مضيعة للوقت ، فالادارة الامريكية التي أكدت وقوفها الى جانب / عاصفة الحزم / لم تقم من قبل بممارسة ضغوط على طهران تمنعها من التدخل بدول الخليج ودعمها للحوثيين الذين يريدون تسليم بلادهم لقمة سائغة لطهران ، كما ان تجارب  الرياض والدوحة  مع الادارة الامريكية تمنعهما من تصديق زعيم الادارة المذكورة فهو قد هدد رئيس نظام سوريا بالويل ولثبور لاستخدامه الاسلحة الكيمياوية لتدمير شعبه والتدخل عسكريا ضد نظام مجرم الا انه تراجع عن ذلم بحجة قبول اسد بتدمير ما يملكه من اسلحة كيمياوية وبالتالي رفض / الكونجرس / التدخل العسكري .
ويوجد  وجود هوة بين دول الخليج والادارة الامريكية فشيوخ تلك المنطقة لم يعودوا يفهمون اوباما لممارسته الذبذبة لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ، فقد كان اجتماع كامب ديفيد طمأنة الادارة الامريكية الخليجيين بأن ايران لا تعتبر خطرا عليهم بل الخطر يحدق بهم من تنظيم / داعش / الاجرامي وعليهم اولا محاربة ذلك التنظيم الذي يعتبر ايضا خطرا على ايران وعلى الجميع محاربته ثم الاتفاق على كيفية انهاء خطر الحوثيين على الامن الخليجي .
الحوثيون لا يعتبرون خطرا على السعودية فحسب بل على منطقة الخليج باسرها  فاذا ما استطاعوا النجاح بتنفيذ ايران لمخططها باحتلال اليمن فان جميع دول الخليج ستصبح تحت رحمة ايران  والادارة الامريكية ترى بايران ضالتها  لتكريس هيمنتها على تلك المنطقة وتبقى وعود اوباما لزعماء الخليج العربي وعود  بدون تنفيذ ولن يدعم زعماء الخليج  ضد ايران على حد راي الخبراء .
لقد حذرنا مرات عديدة من السياسة الامريكية تجاه منطقتنا ، فالإدارة الامريكية تعتبر بقاء بشار أسد في سوريا هام للغاية فاذا ما استطاع الشعب السوري الاطاحة به فان مصالحها مع المصالح الروسية ستنتهي ولذلك فان من مصلحة واشنطن دعم طهران بتدخلها في شئون منطقة الخليج العربي وهيمنتها بشكل قوي على سوريا ولبنان والعراق من أجل أمن الكيان الصهيوني الذي يرآ بأن اي تغيير يقع في سوريا خطر عليه وهو ما أكده رئيس مركز الدرسات الاستراتيجية في تل أبيب سفير الكيان الصهيوني السابق ببرلين آفي بريمور بأن تل ابيب أخبرت واشنطن وموسكو ولندن معارضتها لقيام عمل عسكري ضد نظام سوريا وايضا ضد الحوثيين في اليمن موضحا ان اي تدخل عسكري الى جانب دول الخليج ضد الحوثيين وايران سيساهم بعودة قطر والرياض بدعمهما للشعب السوري بالتعاون مع أنقرة ، وتل ابيب بغير مقدرتها العيش بسلام بالمنطقة اذا ما رحل بشار اسد .