الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ألم يَحُنْ وقت قول الحقائق ؟!

ألم يَحُنْ وقت قول الحقائق ؟!

03.10.2013
صالح القلاب


النهار
الاربعاء 2/10/2013
لا صحة إطلاقاً وأنها كذبة بحجم الكرة الأرضية القول أن ما يجري في سوريا ليس حرباً أهلية وإنما حربٌ مع الإرهاب إذْ لوْ كان هذا فيه ولو الحد الأدنى من المصداقية ولو بمقدار نقطة في بحر ،ما دام أن أرقام الأمم المتحدة والمنظمات تشير إلى أنَّ عدد القتلى من المدنيين السوريين قد تجاوز المائة ألف، لكان عدد هؤلاء الإرهابيين ليس عشرة آلاف ولا عشرين ألفاً وإنما أكثر من مليونين أو ثلاثة على الأقل.
إنَّ كل هذا الذي يقال هو كذب في كذب وهو من قبيل التشاطر والضحك على ذقون الغربيين ،شعوباً ودولاً الذين ترسخت لديهم بعد الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 عقدة «القاعدة» والجماعات المتطرفة الإرهابية، وأن الحقيقة هي أنَّ هناك تنظيمات أرهاب بالفعل متمثلة بـ»النصرة» وبما يسمى :»دولة العراق والشام الإسلامية» ولكنها تكاد تنحصر في المناطق الشمالية-الشرقية من سوريا وأنها لم تخض أي معركة فعلية مع الجيش النظامي وأنها بالتأكيد قد قتلت عدداً من منتسبي الجيش الحر ومن المواطنين العاديين لكن المسؤول عن كل هذه الأرقام الفلكية من القتلى المدنيين هو :»الجيش العربي السوري»!! الذي هو المسؤول أيضاً عن تهجير كل هذه الملايين من أبناء شعب من المفترض أنه شعبه إلى الدول المجاورة والمتاخمة والبعيدة.
هناك «فيلق» إعلامي تشرف عليه المخابرات الإيرانية كان قد أعلن عن وجوده الرئيس بشار الأسد وبمنتهى التباهي والإدعاء منذ البدايات حيث كانت الإحتجاجات في ذلك الحين تتخذ طابع التظاهرات السلمية وحقيقة أن هذا الفيلق قد أبدع في الكذب وتزوير الحقائق وإختراع أمور وقضايا لم تحدث إطلاقاً من بينها :»جهاد النكاح» ومن بينها أيضاً تمثيلية بقر البطون وأكل الأكباد وبالطبع من بينها إدعاء وليد المعلم في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بأنه لا توجد في سوريا حرب أهلية وإنما حربٌ مع الإرهاب.. فهل هذا الإرهاب «اللعين» هو الذي يحشر في زنازينه وسجونه نحو ربع مليون من السوريين؟! وهل هو الذي قتل أكثر من مائة ألف وفقاً لتقدير الهيئات الدولية وهل هو من إقتلع الملايين من مدنهم وقراهم ومن بيوتهم وقذف بهم خارج بلدهم ليكابدوا المرارة والويلات في مخيمات الذل والهوان التي إحتشدت بهم بطرق غير إنسانية؟!.
يجب وضع حدٍّ لهذه الأكاذيب التي تلقفها حتى بعض الإعلام الغربي وبات يرددها بطرق «ببغاوية» وكل هذا وكان على المعارضة أن تبادر ومنذ البدايات إلى التبرؤ من هذه المجموعات الإرهابية التي هي صناعة مخابراتية سورية وإيرانية والتي إتضح ،إلاَّ لمن لا يريد أن يُقرّ بالحقائق، أن هدف إختراعها هو إعطاء مصداقية لكذبة أن سوريا تتعرض لغزو إرهابي من ثلاث وثمانين دولة وهو تشويه صورة الجيش الحر وإغتيال خيرة وأفضل ضباطه وإشغاله بمعارك جانبية بعيدة عن هدفه الحقيقي.
إنَّ المؤكد أن الـ»سي.آي.أيه» الأميركية تعرف كل هذه الحقائق وأكثر منها وكذلك المخابرات البريطانية والفرنسية والألمانية.. ومخابرات كل دول الكرة الأرضية ولكنها كلها تلتزم كل هذا الصمت المريب بل وأنها تلعب دوراً «مشبوهاً» في الترويج لكذبة أنه لا توجد في سوريا حرب أهلية وأن هناك حرباً مع الإرهاب القادم من ثلاث وثمانين دولة وفي تشويه صورة المعارضة السورية في الغرب الذي لديه الإستعداد دائماً وأبداً لتصديق كل رواية تسيئ إلى أهل هذه المنطقة وأهل هذا الشرق.
حتى الروس ،الذين لهم آلاف الضباط الذين يعملون في مفاصل الجيش النظامي وفي مفاصل المخابرات والأجهزة الأمنية السورية والذين يعرفون كل صغيرة وكبيرة في هذه الدولة ،التي بدأ تواجدهم العسكري والمخابراتي فيها منذ نهايات أربعينات القرن الماضي، فإنهم لم يكتفوا بتصديق كل هذه الأكاذيب ،التي من المفترض أنها غدت معروفة ومكشوفة، بل وهم دأبوا على ترويجها والدفاع عنها في مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحافل الدولية كلها وكل هذا وبينما هناك إستسلام رسمي عربي لهذه الحرب الإعلامية التي بقي «يفبركها» ويروجها الفيلق الإعلامي الإيراني التابع لـ»فيلق القدس» وللجنرال قاسم سليماني مباشرة وعلى طريقة جوزيف غوبلز وزير إعلام هيتلر والمرحلة النازية.