الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أليس اليهود هم أعداء الثورة السورية !؟

أليس اليهود هم أعداء الثورة السورية !؟

25.03.2014
د. خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
الاثنين 24/3/2014
لعله قد أصبح من نافلة القول بعد التأكيدات التي نشير إليها في عدة مقالات أن المنظومة الصهيونية العالمية تقف وراء الأحداث التي جرت وتجري في العالم خصوصا فيما يتعلق اليوم بالقضية السورية التي كونت هولوكوست القرن الواحد والعشرين على أيديهم وكان بدأ بتمثيل مشهدها حافظ الأسد فيما يمس العلاقة مع إسرائيل وهضبة الجولان وبيعه لها مما أكدته الحقائق والوثائق ووزراء الحكم المشار كون في حكومته يومها. ثم جاء هذا التمثيل الدموي الآخر في عهد بشار ليتم المشوار - وما يزال - لتحقيق الأهداف الصهيونية ومكاسبها على هذه الجبهة بإنهاك الجيش السوري وتدمير سورية وأهلها بعد صراع يطول ويطول ولذلك لا نرى إلا تأييدا لاستمرار العصابة الأسدية. ولو لا ذلك لأزيح رأسها وجسمها وباسم مجلس الأمن وقرارات الأسياد الكبار ولكن كيف يتم ذلك وهم الذين يحمون من نصبوهم في السلطة لصالحهم. وأن الحكم في تل أبيب يدرك أن كل ما يعني هؤلاء هو الحفاظ على هيمنة طائفتهم أو لنقل المتنفذ ين فيها الذين يتجنبون أي سلوك يوجههم إلى تشديد ضربة إلى من صنعهم ولكن لسائل أن يسأل لماذا ضربت القوات السورية قبل أيام الحدود الإسرائيلية وكيف ردت القوات الصهيونية! ونحن نقول إن هذا لعله السيناريو الأخير الذي يريد النظام السوري أن يمارسه أمام العالم بأنه مازال ممانعا ومقاوما ومعه ما يسمى حزب الله الطائفي مثله والجواب أن هذا لم يعد ينفع فقد فات أوانه وبات الداني والقاصي مقتنعا تماما أن ما حققه نظام الأسد ويحققه للعدو من هدوء جعله يتوسع في مستوطناته لدرجة أصبح ارتفاع أسعار العقارات في الجولان جنونيا. سيما أن بيغن رئيس الوزاء الإسرائيلي الأسبق كان يقول: إن الجولان أرض توراتية ولذلك فعلوا كل ما في وسعهم لحمايتها وساعدهم الأسد في ذلك تماما لكن هذه الأسعار التي ارتفعت انحنت إلى الانخفاض الكبير بمجرد أن تفجرت الثورة السورية مما أعطى مؤشرا إلى احتمال زوال حالة الهدوء في الجولان المحتل بحيث أصبح الخوف واضحا أن الثوار ربما إذا توغلوا في السيطرة على الحدود بعد تحقيقهم النصر على النظام فإنهم سيفتكون حتى بالعمق الإسرائيلي بما يملكون من سلاح وعتاد ومن هنا كان لابد من سيطرة اليهود عبر أمريكا - الدمية المتحركة بيد حكام تل أبيب - على السلاح الكيماوي الذي كان مخبأ لسحق الشعب حيث استعمل حقيقة ضده لا ضدهم – وهو في رأينا مهما سلم ولوبالوقت المتعهد به لكن البعض أو أكثر من المعترف به سيكون مآله التخزين في جبال النصيريين المستعصية حفظا للردع ضد أهل السنة فيما لو حصل تقسيم في البلاد أو حتى لم يحدث تأمينا لإسرائيل وحفظا لعمر الدويلة وهكذا يكون أهل السنة بين فكي كما شة من العدوين اللذين إنما هما من مدرسة واحدة ومولد واحد وهي مدرسة عبد الله بن سبأ اليهودي. وهكذا تكون إسرائيل قد استطاعت أن تحقق هدفها في نشوب الاستقطاب المذهبي بين السنة والشيعة سيما أن النصيريين باتوا بعد اعتراف موسى الصدر جزءا منهم وهذا ما صرح به نوري المالكي بقوله إننا لا بد أن ندافع عن الأسد وحكمه لأنه منا بعد أن كان يكيل أطنان الاتهامات سابقا بأن الأسد وراء التفجيرات الخطيرة التي حدثت في بغداد. ولكن ماذا نفعل إذا كان خامنني الولي الفقيه اليوم هو الذي يأمرهم بالتبعية فيطيعون وهذا هو أيضا شأن حزب الله الحاقد. فمن اليقين الذي لا ريب أن إسرائيل مستفيدة أيما استفادة من حراك مدللّهم الأسد ضد الثورة لأنه وأعوانه الكبار والصغار سيكونون أكبر العوامل لإسدال الستار على المطالبة باستعادة الجولان! ومن هنا يجب أن نفهم أن الإبقاء على الأسد وعائلته إنما يمثل كنزا استراتيجيا من الطراز الأول للصهاينة كما يقول المحللون ولذلك فإن إسرائيل تسابق الزمن لوضع حلول ضد تهديدات الثورة السورية عليها وقد جهدت من بدايات هذه الثورة - ومازالت تقنع حلفاءها ومن يسمون أصدقاء الشعب السوري بكف حملاتهم ضد الأسد وتجهد أكثروا أكثر اليوم للحيلولة دون تزويد الثوار بالسلاح النوعي الذي وعد به من يدعي دعم الثوار ولكن الجميع كذبوا وكم كنا ننبه أصدقاءنا في الحراك السياسي إلى ذلك حتى سمعوا جعجعة ولم يروا طحنا! وسيطيل هؤلاء الأصدقاء الأعداء الصراع بأمر هؤلاء الصهاينة وأعوانهم كي يضمنوا بقاء النظام وهذا ما يفسر زيارة وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون لواشنطن لحث أوباما على عدم دعم الثوار بالسلاح وما يفسر زيارة كيري لإسرائيل خلا ل هذا العام أكثر من إحدى عشرة مرة لأجل الملف السوري والفلسطيني معا بل هذا ما يفسر دعوة الجزال عوزي ديان رئيس شعبة الاستخبارات السابق لإقامة أربع دويلات في سورية. درزية وعلوية وسنية وكردية للتقسيم فأي خير يريد الصهاينة للثورة بعد ذلك كما يدعي الأسد وطغمته. ولعلنا من هذه اللفتات المهمات نؤكد أن القمة العربية التي تنعقد اليوم في الكويت وأن ما خرج من تصريحات فيها على مستوى المندوبين ووزراء الخارجية العرب من أن مقعد سورية سيبقى شاغرا لخلاف بين الدول العربية وعلى العكس مما تم اختياره في قمة الدوحة السابقة بتخصيص المقعد للائتلاف باعتباره الممثل الوحيد عن الشعب السوري أمر لا يقف ضده إلا اليهود وأنهم مازالوا يسعون إلى تمييع الثورة مع وضوح فقدان الشرعية بالنسبة للانظام السوري بعد كل ما اقترف من جرائم وموبقات ولعل بني يعرب لا يملكون من أمرهم شيئا وأن المسير بحسب الكونترول الموجه اللهم إلا ما سمعنا من موقف دولة قطر حيث دعت بجرأة إلى ضرورة اتخاذ مجلس الأمن قرارا بإيقاف النار تحت البند السابع حسما للقتل الذي يسرح ويمرح به الأسد لأن لديه الضوء الأخضر ولدى نصيره حزب الله بل يستحيل لو لا هذا الضوء أن يستطيع هذا الحزب التدخل كما نثمن تصريحات وزير الخارجية الكويتي ووقوفه مع الشعب السوري وكذلك الدول التي أكدت ضرورة ملء مقعد سورية بالائتلاف كالسعودية والسودان خلافا للجزائر ولبنان. والعراق فالجزائر وللأسف الشديد- ما زالت تمتنع عن ذلك أي حكومتها لا شعبها الثائر. ولم تملك هذه الحكومة بقية من غيرة دينية أو نخوة وانحازت إلى اللانظام الظالم لا إلى المظلوم. أما لبنان فمعروف موقف الحكومة فيها أقصد وزارة الخارجية وشتان بالنسبة للنأي عن النفس بين التصريحات .