الرئيسة \  مشاركات  \  أمة واحدة

أمة واحدة

09.11.2013
رقية القضاة



على الرغم من كل الأسافين التي تم دقها بين الأمم والشعوب المسلمة وبالأكثر بين الأمة التركية والعربية وعلى الرغم من إسقاط الخلافة في ظروف استعمارية وتآمرية طويلة الحديث مؤلمته إلا أن نداء الله ا لخالد الموحد الوحدوي المؤاخي( وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) ظل في أعماق النفوس تتوارثه الأمة جيلا بعد جيل وتسعى الى جعله واقعا ملموسا وسلوكا محسوسا وقوة مرجوة وحضارة مأمولة رغم كل العراقيل التي وضعها الاستعمار والاستشراق والجهل والوهن والظلم والبعد عن شرع الله والاستكانة لغير حكمه والرضى بشرعة غيره تحت مسميات اقل مايقال فيها انها خبيثة هدامة ماكرة مفرقة موهنة للامة وعناصر قوتها حتى صرنا امة في ذيل القائمة حين تذكرالقوة والتقدم والعلم وفي راس القائمة حين تتهم (الايديولوجيات) والحركات والحضارات تجنيا من الآخر واستخفافا منه بمقوماتنا وهي مقومات يعرف الآخر حق المعرفة انها لو اتيح لها الانطلاق من جديد لاقالت العثرة وصححت الهفوة واعادت الاشراقة الحضارية القوية الى امة الاسلام ولذا فهو يسعى الى تغذيةالفرقة وتوسيع الهوة بين الامة الواحدة ذات المعبود الواحد ويقلقه ويقض مضجعه ان يرى اللحمة تعود من جديد بين شعوب الامة بمختلف مناشئهاومشاربها ومواطنها مرتكزة الى اخوتها الاسلامية القرآنية الشرعية. اقول هذا وانا ارقب كما يرقب غيري وان (اختلفت النظرات التي ترقب)ذلك التقارب التركي العربي الاسلامي والاسلامي الاسلامي في خطوات تبعث على الأمل والرجاء ان تكون صحوة الامة خطوات صائبة تتبعها خطوات موفقة باذن الله واستو قفني خطاب الطيب اردوغان وهو يمنح الدكتوراة الفخرية من جامعة ام القرى في مكة المكرمة اذ انطلقت كلمات الرجل الحكيم مؤكدة على معاني الاخوة الاسلامية ومظاهرها في تركيز واع على دور الشباب في التغيير الايجابي على الساحة الاسلامية والانسانية مطالبا الامة الا ترضى بالذيلية والانهزامية والتقليد والوهن والتفرقة والرجل يدرك ان اقواله كلها تلقى صدى واسعا في النفوس الظامئة الى الوحدة والتالف والقوةوالتاخي والتغيير باتجاه الافضل والاصلح للامة وهي كلمات ترصدها نفوس يقلقها هذا التقارب كما ذكرناوهو يسوق تجربته واخوانه المخلصين في بلاده في اشارة لطيفة الى دور الهمة وعلوها والتفكيرالواسع الشامل والخيال الابداعي العملاق والقيادة لا التقليدوالعمل المنتج الملموس ومحاسبة الذات وتوجيه اللوم على حالة الضعف والتراجع اليها قبل توجيهه الى غيرها وهو يؤكد في هذا على ان الآخر لن يعطينا حقا ولن يمكننا من تقدم ولن ينزلنا منزلتنا الا اذا فرضنا عليه وجودنا واثبتنا له مقدرتنا وقوة ارادتنا وعزيمتنا وحينها ننتزع انتزاعا ماانتزع من ايدينا في حالة ضعفنا وتفرقنا في تلك السنين الواهنة العجاف التي انتصبت فيها في نفوس ابناء الامة الكثير من الاصنام التي اوقفت مسيرتها العالمية الحضارية ولقد اشار اليها اردوغان داعيا الامة الى كسر هيبة وهيمنة هذه الاصنام المثبطة المعرقلة لمجد الامة وتقدمها وهي ليست دائما اصنام بشرية بل ربما كان اكثرها شحا مطاعا وهوى متبعا وافكارا مضللة وحركات هدامة تلقى اذانا صاغية هنا وهناك واتباعا مضللين بولاء اعمى وسعي دؤوب على ترسيخها في النفوس لتصبح منهجا متبعا بديلا لشرع الله الحكيم وفي اشارة واضحة الى خطر اللجوء الى الا خر طلبا لحل مشكلاتنا دعا الى ان تكون حلول مشكلات الامة من داخلها في إطار الأخوة كي لا نقع فيما لاتحمد عقباه وليس الإستقواء بغيرها فالتغيير الصالح يستند إلى العلم والمعرفة والنوايا المخلصة مؤكدا على دور الشباب الواعي المدرك للأمور في تغيير وجه الحاضر الضعيف الحزين المتخاذل الى غد مشرق مستند الى ماضيه الجميل الأصيل لافتا الى أن التغيير لايعني دائما تغيير الأشخاص بل إن التغيير قد يكون في الأساليب والطروحات والنظرة الواسعة الشاملة الى متطلبات الواقع الصعب للأمة موضحا أن خدمة الانسانية ممكنة ومتاحة في جميع المواقع والمجالات ولا تنحصر في موقع واحد مؤكدا على انه لايضمن انسان بقاءه او غيره في منصب او موقع واحد مدى حياته بما في ذلك هو شخصيامذكرا بالحديث الشريف (خير الناس انفعهم للناس).وكمامرخطاب ار دوغان الطيب على النفوس الطيبة كنسمة طيبة تسبق الغيث المرجوفهو بالتاكيد قد مر على النفوس الخبيثة المتربصة بالأمة الدوائر كلفحة جهنمية مخلخلة لسلسلة القيود التي فرضت على تفكير الامة ومقدراتها واخوتها وترابطها وكلنا يعرف ان الرجل يتكلم من منطلق قوة وضمن تجربة ناجحة في مجال خدمة بلده وتميزها في كافة مجالات التقدم والبناء ومن منطلق حرصه الاكيد على اعادة امته الاسلامية الى مكان الصدارة الذي لايليق الا بها كما تمليه عليه خلفيته الاسلامية ومبادئه القويمة التي سعى مع المخلصين من امته وعبر ابناء امته الى جعلها منطلقا قويا لمسيرتهم الحضارية والثقافية في حرص كامل على توثيق روابط الاخوة بين شعوب وانظمة الامة الواحدة بعيدا عن اجترار الماضي والاعادة والتكرار والتركيز على كل ما يفرق ولا يجمع مركزا على مقومات الوحدة والبقاء والتميز أخذا بقوله سبحان وتعالى( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) اللهم اجمع كلمة الامة على دينك يارب العالمين.