الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أمريكا وإسرائيل تفضلان بقاء الأسد!

أمريكا وإسرائيل تفضلان بقاء الأسد!

17.02.2015
د. علي حمد إبراهيم



الشرق القطرية
الاثنين 16-2-2015
جاء في الأنباء أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد اتفقتا على ضرورة الإبقاء على نظام بشار الأسد في سوريا، أسباب حرص إسرائيل على بقاء نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا لا تخفى إلا على الغافلين، بل إن الخبر لا يكاد يشكل أهمية تستوجب الوقوف عنده كثيرا، فبشار الأسد منذ ورث السلطة في سوريا حرص على اتباع سياسة أبيه الفاتكة بخصومه السوريين والابتعاد تماما عن كل ما يثير حفيظة العدو الإسرائيلي. صحيح أن الأسد الصغير ورث عن أبيه الأسد الكبير منظومة الفتك الفعال بالخصوم الوطنيين بقنابل النابالم المحرمة دوليا وتدمير مدن بكاملها على رؤوس سكانها الأبرياء، ولكن الصحيح أيضاً أنه قد طور قدراته التدميرية عن طريق ابتكاره التدمير بالبراميل المتفجرة التي لا تفرق بين عسكريين يحملون سلاحا، وبين مدنيين يصطفون أمام مخابز رغيف الخبز. وكرر تدمير مدن بكاملها على رؤوس سكانها من الرجال والنساء والأطفال والعجزة، حتى أمكن القول إنه "ما فيش حد أرحم من حد"، عندما يأتي الأمر إلى مقارنة الفظائع المرتكبة. ولكن المفارقة هي أن دولة الممانعة السورية، إذا استدعينا تخريجات حسن نصر الله وتمجيده لحليفه الأسد، لم تطلق قذيفة واحدة عبر الحدود المشتركة مع دولة العدو الإسرائيلي منذ أن رتب وزير الخارجية الأمريكي الأشهر، هنري كيسنجر، وقف إطلاق النار بين العرب وإسرائيل بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967. وهكذا وجدت إسرائيل في نظام (الأسدين) صديقا غير معلن لا يثير أي نوع من المتاعب رغم استمراره في ممارسة التلاعب السياسي بالألفاظ مثل إطلاق صفة دولة الممانعة على سوريا التي يقول المنطق إن أنسب وصف لها هو دولة المسايرة.
إسقاط نظام الأسد قبل الاتفاق على البديل المرن هو قفزة في المجهول والظلام بالنسبة لإسرائيل، من هنا يكون مفهوما حرصها على بقاء نظام الأسد، أما نكوص الرئيس الأمريكي عن موقفه الابتدائي المتشدد ضد الرئيس الأسد، فسببه المباشر هو عجز الرجل في تخطي العقدة النفسية الأمريكية إزاء الزج بقوات برية أمريكية لتحارب خارج حدودها لأي سبب من الأسباب طالما كان هذا السبب لا يصل درجة تهديد الأمن القومي الأمريكي بصورة مباشرة.
تسألونني عن السبب، السبب هو خمسون ألف أمريكي بين قتيل ومفقود في فيتنام، وآلاف غير معدودة في كوريا واليابان ونورماندي.
أما العراق وأفغانستان فجرحهما الاقتصادي أكبر من كل الجروح المصاحبة، مع العلم أن هذا الجرح ما زال مفتوحا. نعم، خير لأمريكا وإسرائيل ألف مرة أن يبقى الأسد، ولا عزاء لثوار سوريا ولا لشهدائها طالما كانت هذه هي النهاية.