الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أمل الاستقرار العربي

أمل الاستقرار العربي

08.08.2013
رأي البيان

رأي البيان
الخميس 8/8/2013
يعيش العديد من الدول العربية توترات أمنية مقلقة قبل ساعات من حلول عيد الفطر السعيد، والسعادة هي الغائب الأكبر في هذا المشهد، حيث تختلط الاضطرابات الاجتماعية مع انقسامات سياسية حادة في أكثر من بلد.
يستقبل السوريون العيد على وقع الانفجارات والمعارك في الأزمة المستمرة منذ سنتين ونصف السنة، ويعاني السكان وضعاً معيشياً لا يصح وصفه سوى بـ«الكارثي»، فالبنى التحتية تم تدميرها بسبب القصف والمعارك، وبات الطلب على المواد الغذائية الأساسية أكبر من المعروض منها بعدة أضعاف، وتحولت المدارس إلى ملاجئ للنازحين الهاربين من جحيم الموت.
أما اللاجئون في المخيمات في دول الجوار، فيحل عليهم العيد الخامس على التوالي بعيداً عن منازلهم، وفوق كل ذلك لا يوجد في الأفق ما يشير إلى أمل في حل سياسي ينهي واحدة من أكبر المآسي العربية في التاريخ المعاصر إلى جانب فلسطين.
وليس بعيداً عن سوريا، يخيّم الهاجس الأمني على لبنان الذي يعيش على وقع شظايا الأزمة السورية وانعكاسها على علاقات المكونات اللبنانية اجتماعياً وسياسياً، وما يزيد من أعبائه أن نحو 600 ألف سوري نزحوا إليه في ظل إمكانات ضعيفة، كما في الأردن.
ويحل العيد على فلسطين في ظل تكالب الاحتلال على سلب الأراضي لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الإضافية، رغم الحملة الإعلامية التي تقودها الولايات المتحدة لتصوير الوضع على أن عملية السلام على وشك أن تنطلق وتحسم حل الدولتين.
أما في مصر فما زالت جماعة "الإخوان" تضع العصا في عجلة الاستقرار، من خلال تعطيل الحياة العامة والدفع في اتجاه التأزيم على أبواب العيد، فيما تلفظ حكومة حزب النهضة في تونس أنفاسها، إثر تعليق أعمال المجلس التأسيسي وسط احتجاجات شعبية عارمة ضد الحكومة. والمشهد في دول عربية أخرى لا يقل توتراً، وإن كان بانعكاسات أخف، كما في اليمن والسودان وليبيا.
الأمل الذي يحدو أي عربي، هو أن يأتي يوم قريب تحتفل فيه كل الدول العربية بعيد التصالح والوئام والمحبة من الداخل والخارج، على أسس العدل وحفظ كرامة المواطنين في الدول العربية.