الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أمل جنيف

أمل جنيف

29.01.2014
رأي البيان


البيان
الثلاثاء 28/1/2014
بعث انطلاق المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في مونترو وجنيف بسويسرا، نفحة من الأمل عند السوريين، الذين عانوا ولايزالون يعانون من ويلات حرب أهلية مدمرة أكلت الأخضر واليابس، وتكاد تقضي على مرتكزات الدولة والمجتمع.
وبات واضحاً، بعد أن مضت أعوام ثلاثة على انطلاق الثورة السورية، أن لا أحد منتصر في هذه الحرب عسكرياً، وأن كل يوم يمضي يمثل خسارة صافية للسوريين، بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، ولذلك فإن المفاوضات الجارية تحظى بدعم شعبي كبير لم يكن أحد يتوقعه، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على رغبة عارمة من قبل السوريين في وضع حد لمأساتهم التي طالت واستطالت أكثر مما يحتملون.
ولكن، يبدو أن وفد النظام، وعن سابق إصرار وترصد، يحاول تمييع هذه المفاوضات وإغراقها في التفاصيل بغية إبعادها عن هدفها الرئيس، وهو إيجاد حكومة انتقالية تقود البلاد إلى بر الأمان، وتضمن انتقالاً سلمياً للسلطة يحفظ الدولة السورية من الضياع والتشرذم والغرق في متاهات الفشل.
وهذه التفاصيل، هي من مستلزمات بناء الثقة في أي حوار.. فليس من المقبول تحويل الأزمة الإنسانية وحرب التجويع التي تخاض ضد الأحياء والمدن الثائرة، إلى ورقة تفاوضية أو موضوع مساومة سياسية، فهذه جريمة حرب لا ينبغي أن تمر هكذا دون حساب. وعلى الدول الراعية لهذه المفاوضات، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، إعادة الأمور إلى نصابها، والتركيز على موضوع الحكومة الانتقالية، من خلال جدول ومدى زمني محدد، وليس ترك الأمور على الغارب، دون جدول محدد أو حتى جدول أعمال يلتزم به الطرفان.
مسؤولية إنجاح "جنيف-2" مسؤولية أممية، ولذلك يجب العمل بشكل جدي على جدول أعمال واضح ومحدد ضمن أفق معقول، وعدم السماح لأي طرف بأن يتخذ المفاوضات وسيلة لقتل الوقت، وعدم تحقيق تقدم على الأرض، بغية إضعاف الخصم والإجهاز عليه وتحقيق انتصار عسكري موهوم.
ولذلك، لا بد من دور أكبر لرعاة هذا المؤتمر، وعدم ترك الأمور دون ضوابط، فالشعب السوري بحاجة إلى بارقة أمل في نهاية هذا النفق الطويل، الذي طال أكثر من اللازم.