الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أميركا لم تمنع مدّ الثوار بالسلاح !

أميركا لم تمنع مدّ الثوار بالسلاح !

21.06.2013
سركيس نعوم

النهار
الجمعة 21/6/2013
في بداية اللقاء سألتُ الديبلوماسي الذي يعمل أيضاً على قضايا مصر والمشرق العربي في "الإدارة" الأميركية المهمة جداً نفسها إذا كانت هناك مبادرات أميركية محتملة لحل الأزمة – الحرب في سوريا. أجاب: "دعني أسألك أنا عن المبادرات التي يمكن أن نقوم بها". أجبتُ: لا أريد أن اضع نفسي مكانكم ولا أن أعِظكم. لكن هناك الضغط على حلفائكم العرب وغير العرب في الشرق لكي يوقفوا خلافاتهم رغم تأييدهم للثورة السورية، ولكي يوحدوا المعارضة السورية التي قسَّموها هم ويؤسسوا كلهم "جيشاً سورياً حراً" حقيقياً قادراً على متابعة الثورة واستعادتها من المتطرفين. علّق: "وصفت الأمور والأوضاع بطريقة تجعلك في رأيي صالحاً للعمل معنا على الموضوع السوري. فتعالَ وانضم إلينا. في أي حال أنت تعرف أن أميركا لن تدخل حرباً عسكرية، ولا تزال تشجع على حلول سلمية للحرب في سوريا. وهي حاولت ولا تزال تحاول مع الدول العربية وتركيا توحيد المعارضة. ونحن نعمل مع ادريس رئيس أركان "الجيش السوري الحر" الذي أنشأ قيادة جدّية على ما يبدو. يجب أن تضع المعارضة خطة سياسية وأخرى عسكرية. هناك احتمالات عدة. واحد منها أن يربح الأسد، وآخر أن تربح المعارضة. وإذا ربحت الأخيرة عليها أن تضع خطة تفصيلية تتضمن حلولاً للمشكلات السياسية الداخلية. وعليها أن تؤلف حكومة مؤهلة لمعالجة المشكلة المذهبية المتفاقمة في سوريا. وعليها أن تعرف كيف "تصل" (Reachout) الى العلويين لتطمئنهم وتقنعهم بأن السنّة لا يريدون ذبحهم". علّقتُ: في رأيي الاحتمال الأول الذي طرحته وهو انتصار الأسد مستحيل. ولا أعتقد في الوقت نفسه أن الثوار سيحققون نصراً كاملاً. عند النظام السوري ما يسمى الخطة ب. ردّ: "نريد أن يتم حوار بين الثوار وجماعة النظام والعلويين من أجل التوصل إلى حل سياسي. وحلّ كهذا هو الأفضل في رأينا. على المعارضة وضع لائحة بالأشخاص الذين هم من النظام السوري لكي يمكن التحاور معهم، إما لأنهم كانوا مُحيِّدين أنفسهم أو مُهمَّشين. طبعاً لا حوار مع جماعة الدائرة الداخلية (Innercercle)، ولكن مع الآخرين الذين بسبب خوفهم على حياتهم وطائفتهم سيقاتلون حتى النهاية، إلاّ إذا لمسوا أن هناك محاولة جدية لإنهاء الحرب بحوار صادق وجدّي معهم. أما بالنسبة إلى موضوع السلاح فإن أميركا لم تمنع أحداً من إرسال السلاح إلى الثوار. عند هؤلاء سلاح كثير. أميركا لم تقل رسمياً أو بالأحرى لم تمنع رسمياً إمداد الثوار بالسلاح". سألتُ: هل هناك اتصالات بينكم وبين النظام السوري أو مع قريبين منه؟ أجاب: "نحكي مع علويين طبعاً. لكنهم ليسوا من الحلقة الداخلية للرئيس الأسد أو للنظام. هل يخبرون بشار وجماعته بالأحاديث التي نجريها معهم، لا أدري. ربما. ونحن نتحدث أيضاً مع سوريين غير علويين من جماعة النظام ونشجّع على الحل السلمي والحوار".
ماذا في جعبة ديبلوماسي أميركي على تماسٍ مباشر مع الوضع السوري في "الادارة" الأميركية المهمة جداً نفسها؟ سألته في بداية اللقاء عن السفير الأميركي لدى سوريا روبيرت فورد، وعن المدة التي قضاها في دمشق، وعن ظروف مغادرتها مع احتفاظه بمنصب السفير فيها (استقال أخيرا)، فأجاب: "أمضى في دمشق نحو ثلاثة عشر شهراً. وصل اليها في 12 شباط. وفي 15 أو 17 من الشهر نفسه بدأت التظاهرات الشعبية المُطالِبة بالإصلاح. أول تظاهرة كانت في محلة "الحريقة". وعلى تقاطع طرق معين إذ طلب شرطي من السيارات ان تسير في حين طلب منها شرطي آخر التوقف. سارت سيارات كثيرة. لكن واحدة بقيت واقفة فأتى الشرطي ووجّه صفعة إلى سائقها. حصل بعد ذلك تلاسن وسٌحِب السائق من السيارة وضُرِب ثم أُخِذ إلى المخفر. فجأة تجمهر الناس في صورة عفوية وتظاهروا. فنزل إليهم وزير الداخلية وحُلت القضية بـ"التبويس" وأُفرِج عن السائق. يومها كتب فورد في برقيته إلى وزارة الخارجية في واشنطن "أن الكرامة أمر مهم. وهي التي تدفع الناس إلى النزول بل إلى التظاهر في الشارع". بعد ذلك زار فورد وزير الداخلية وأجرى معه مباحثات. وقبل دخوله المصعد مغادراً قال للوزير: "إنتبهوا إلى كرامة الناس". وكان الى جانب الوزير مرافقون وعناصر من الاجهزة، فأيقن ان رسالته وصلت أو ستصل في سرعة.
ماذا قال الديبلوماسي الأميركي نفسه الذي على تماس مباشر مع الوضع السوري في "الإدارة" الأميركية المهمة جداً نفسها؟