الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أميركا لن تنسحب من الشرق الأوسط

أميركا لن تنسحب من الشرق الأوسط

04.10.2015
د. فهد الفانك



الرأي الاردنية
السبت 3/10/2015
 من أسخف النظريات السياسية الشائعة أن أميركا قررت أن تنسحب تدريجياً من منطقة الشرق الأوسط لتركز جهودها على الصين والشرق الأقصى باعتبار أن الصين تمثل التحدي الحقيقي لزعامة أميركا للعالم.
العداء بين أميركا والصين يعود لأيام الحرب الباردة والصراع بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي، ولكن هذه الحرب انتهت منذ ربع قرن، ولم تعد الصين دولة شيوعية أو اشتراكية أو عضواً في معسكر يقف في مواجهة أميركا.
وحتى عندما كانت كذلك، فإن أميركا وجدت أن مصلحتها تكمن في علاقة طبيعية مع الصين الشعبية ومن هنا قام ريتشارد نيكسون بزيارته التاريخية إلى الصين ومقابلة الرئيس الصيني الأسبق ماوتسي تونج، مما اعتبر انجازاً له وفتحاً في عالم السياسية قام الثعلب هنري كسنجر بهندسته.
أميركا لن تنسحب سياسياً أو عسكرياً من الشرق الأوسط لاكثر من سبب: أولاً التزام أميركا بأمن وتفوق إسرائيل، وثانياً وجود البترول الذي يحكم حركة الاقتصاد العالمي، وثالثاً الموقع الاستراتيجي بين القارات الثلاث وشريان التجارة العالمية في قناة السويس وباب المندب ومضيق هرمز، ورابعاً أن أميركا لا تعتبر نفسها دولة إقليمية بل عالمية لها وجود في جميع القارات والمحيطات.
أما في الصين فالأولوية للاقتصاد والأسواق وليس لبسط النفوذ السياسي، وعلاقتها مع أميركا ذات طبيعة تكاملية، حيث يبلغ حجم التجارة المتبادلة بين البلدين حوالي ربع تجارة العالم.
لأميركا والصين مصالح اقتصادية مشتركة أهم بكثير من التنافس على النفوذ السياسي أو الادبي. وآخر ما يمكن أن تفكر فيه أميركا أو الصين هو القطيعة مع البلد الآخر، ليس هذا فقط بل إن لكل من الصين وأميركا مصلحة مباشرة في ازدهار ونمو اقتصاد البلد الآخر.
في هذا المجال يجب أن نتذكر أن التخوف من تباطؤ معدل النمو الاقتصادي في الصين مؤخراً، وتخفيض العملة الصينية أدى إلى أزمة اقتصادية في أميركا فانهارت أسعار أسهم الشركات الأميركية في البورصة.
يبقى أن أميركا موجودة اقتصادياً وصناعياً في الصين، والصين موجودة تجارياً وتكنولوجياً في أميركا، والمصالح المتبادلة تضمن أفضل العلاقات وتستبعد أي صراع.