الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أميركا.. هل باعت "الثورة السورية"؟!

أميركا.. هل باعت "الثورة السورية"؟!

12.05.2013
بينة الملحم

الرياض
الاحد 12/5/2013
    أزمة الثورة السورية تَبَدّلت مع مجيء كيري لوزارة الخارجية الأميركية. ومعلوم أن كيري صديق بشار الأسد وهو الذي وصفه بأنه «الُمصْلِح»، والآن يجوب كيري الشرق والغرب من أجل إنقاذ نظام الأسد والقضاء على ما يسمونه «القاعدة بسورية» علماً أن القاعدة في العالم كله تشترك ضمن أي نزاع. فهي ليست جزءاً من الثورة السورية، بل هي تقتات على أي حدث وتستغل أي مشكلة، وقد ذكرتُ من قبل أنّ القاعدة تستغلّ الثقوب والشقوق لكي تُجدِّد نفسها ولكي تستعين بكل ما أوتيت من قوة بالحدث من أجل إعادة التجنيد وممارسة القتال، الظواهري شارك في الحروب في العراق واليمن وفي مالي عبر أنصاره وهو الآن يزج بهم في الأزمة السورية، ليس ذنب الثوار بل هو ذنب القاعدة وهذا سلوكها المعتاد منذ أن بدأت.
الآن حصل اتفاق روسي - أميركي لحسم الوضع السوري، لكن ماذا يعني ذلك؟
الموفد الدولي الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أبدى تفاؤله بالاتفاق الروسي - الأميركي معتبراً أنه «خطوة أولى مهمة جداً لكن ليس سوى خطوة أولى» على طريق إيجاد حل للنزاع السوري، في وقت بدا أن الحركة الدبلوماسية الدولية تنشط في الملف السوري.
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيزور موسكو لبحث النزاع السوري وذلك بعد أن زار روسيا وزير الخارجية الأميركي جون كيري لبحث الملف ذاته. ما يعني أن ثمة موقفاً دولياً تجاه الأزمة السورية والثورة السورية قد يكون لصالح النظام السوري وهذه كارثة.
أما الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية ففي بيانه قال إنه:»يرحب بكل الجهود الدولية التي تدعو الى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في دولة ديمقراطية على أن يبدأ برحيل بشار الأسد واركان نظامه، إذ إن النظام الأسدي أسقط جميع المبادرات التي تم تقديمها لحل الأزمة، واستمر في وضع العصي في عجلات أي اتفاق أو لجنة أو فريق عربي أو أممي خلال ما يزيد على سنتين».
ومنذ بدء الحديث عن حل سياسي، تشترط المعارضة السورية أن تتضمن أي عملية سياسية رحيل الرئيس السوري بشار الاسد، الأمر الذي يرفضه النظام. وقد أكّد الأسد مراراً أن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري عبر الانتخابات. وكان وزيرا الخارجية الروسي والأميركي سيرغي لافروف، وجون كيري أعلنا في لقائهما الأخير أن البلدين اتفقا على حث النظام السوري ومعارضيه على إيجاد حل سياسي للنزاع على أساس اتفاق جنيف!
هل هو التفاف على الثورة السورية؟ وخاصةً أن إسرائيل تريد أن تحسم أمر حدودها وأن تطمئن بكل جوارحها لأمنها القومي! إسرائيل استحثت العالم لإنقاذ الأسد إذا اقتضى الأمر مقابل أن تسحق الثائرين، فهي تريد أخف الضررين، ومتى رأت أصلاً من الأسد ضرراً؟!
الرد المناسب في الوقت المناسب هذه هي نكتة النظام السوري، والمضحك أن وزير الإعلام السوري قال:»على المجتمع الدولي أن يدرك أن تعقيدات ما يجري في المنطقة بعد هذا العدوان باتت أكثر خطورة، وعلى الدول الداعمة لإسرائيل أن تعي جيداً أن شعبنا ودولتنا لا يقبلان الهوان على أن الحكومة تؤكد أهمية مواصلة انجازات جيشها في مكافحة أدوات إسرائيل في الداخل، وأنه يكون دائماً من حقها بل من واجبها حماية الوطن والدولة والشعب من أي اعتداء داخلي أو خارجي بكل الطرق والوسائل والإمكانات المتاحة»!
الثورة السورية مشكلتها في عدم التوحد مع معارضةٍ متماسكة ما جعل الأيادي التي تديرها كثيرة وربما كان مجيء كيري هو الإنقاذ للأسد وخاصةً أن إسرائيل تحن إلى أيام الأمن الكامل حين كان الأسد ممسكاً بزمام الأمور..