الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أميركا وإسرائيل .. تبادل الأدوار!!

أميركا وإسرائيل .. تبادل الأدوار!!

03.11.2013
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
السبت 2/11/2013
هذه هي المرّة الخامسة التي تقول اللعبة، إن إسرائيل وجهت ضربة لعقد سورية عسكرية بالغة الأهمية، وأن واشنطن هي التي تعلن أن إسرائيل هي الفاعل!!.
- لماذا تضرب إسرائيل، وتصمت؟.
- ولماذا تعلن أميركا الخبر؟
أسئلة ترتبط الآن بعلاقات الائتلاف الأميركي – الروسي في معالجات أزمات الشرق الأوسط، .. ذلك أن روسيا هي مزود سوريا بتكنولوجيا السلاح المتطورة، وأن إسرائيل (أميركا) هي التي تقوم بتدميرها!!.
ولنعد إلى حادث الثلاثاء، فقد تم ضرب قاعدة جبلة على الساحل السوري.. وهي قاعدة حديثة تمت إقامتها عام 2011، وتتضمن أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية الروسية. من رادارات متطورة، وصواريخ من نوع "بانسر"، وأخرى مضادة للطيران.. وعربات مجهزة بمدافع سداسية الفوهة لمعالجة الطائرات القريبة!!.
وتقول أخبار صحفية لها مصادرها الغربية إن ضربة أخرى، غير ضربة جبلة، وقعت في الوقت ذاته في دمشق، استهدفت بطاريات صواريخ سام 8 يقال إنها كانت متوجهة لحزب الله.
.. في تموز الماضي حدثت  ضربة قال الأميركيون إنها إسرائيلية قدمت من البحر. ما أعلنت إسرائيل عنها ولا قال النظام عنها شيئاً، حتى الجملة الفريدة بأن دمشق ستحدّد هي زمان ومكان الرد المناسب!!. لكن ما تم التستر عليه هو تدمير صواريخ "يوخنت" الروسية المتطورة أرض – بحر. لأنها قادرة على شل أي اقتراب للأسطول السادس الأميركي من الشواطئ السورية.. في أي وضع عملياتي هجومي!!.
ونعود إلى السؤال الأساسي: من هو فعلاً الذي يوجه هذه الضربات الانتقائية: أهي إسرائيل التي تكتفي بالصمت، أم هي الولايات المتحدة التي تتعامل مع المزود الروسي للسلاح المتطور بهذه الطريقة الأشبه بالطريقة التحذيرية مع الاحتفاظ بدبلوماسية وزيري الخارجية واجتماعاتهما المتصلة؟!.
وهل استبدل الرئيس أوباما الضربة التي كان سيوجهها لسوريا، بتقسيطها دون تحمل أعباء عدوان أميركي مسلح على بلد تدمره الحرب الأهلية؟؟.
أميركا ليست مهتمة باسقاط النظام حسب مواصفات المعارضة السورية أو أنصارها في العالم العربي وأوروبا. لكنها متأكدة أن النظام يمرّ في حالة نزاع طويل .. وأنه سينتهي..
وروسيا ليست مهتمة، آخر الأمر، بإحياء النظام السوري، بقدر اهتمامها بالمنطقة كلها، فأول تفاحة سقطت من الشجرة ووقعت في حضن موسكو هي.. مصر!!.
علينا، كأهل الميت، أن نفهم نوايا المعزين الذين اتفقوا على نهب ثروة المرحوم العربي. وأن نفهم تكتيكات النهب،.. في الوقت الذي نحاول فيه ضماد جرح ملايين السوريين الذين تحولوا من قلب العروبة النابض، إلى قلبها النازف!!.