الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أميركا والتدخل في سوريا

أميركا والتدخل في سوريا

28.08.2013
كريستيان ساينس مونيتور



البيان
الثلاثاء 27/8/2013
التصعيد الأخير في حرب سوريا الأهلية، والمتمثل في تنفيذ القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد لهجوم بالغازات السامة بالقرب من العاصمة دمشق، أدى لسقوط مئات القتلى، من شأنه على الأرجح، أن يرفع وتيرة الدعوة لتدخل أميركي، بل وأيضا زيادة مخاطر مثل هذه الخطوة.
وينبغي إعطاء أي اتجاه نحو التدخل في سوريا، وقفةً من قبل الأميركيين. وببساطة، فإن سجل التدخلات الأميركية الحافل في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ليس جيدا. ويشير التاريخ إلى أن تدخلا أميركيا في سوريا، سيكون أمراً لا يمكن التنبؤ بعواقبه في أفضل الأحوال، وكارثيا في أسوئها.
في أواخر شهر يوليو الماضي، أصدرت "البنتاغون" قائمة بالعمليات المحتملة التي يمكن القيام بها، إذا ما أُمرت بالتدخل في الحرب الأهلية في سوريا. ويتضمن ذلك خططاً لتدريب وتسليح جماعات المقاومة، وغارات جوية، وفرض منطقة حظر للطيران، وتعقب الأسلحة الكيماوية، و/أو تأسيس مناطق عازلة في سوريا.
وفي اليوم ذاته، فوضت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، البيت الأبيض لتقديم التدريب والمساعدات للثوار السوريين. يتعين على صانعي القرار، فيما هم يقيّمون الخيارات في سوريا، أن يتذكّروا قرار رئيسي أميركا الأسبقين، جيمي كارتر ورونالد ريغان، بتسليح المتشددين الأفغان في حربهم ضد الاتحاد السوفييتي في ثمانيات القرن الماضي، وهي المقاربة التاريخية الأكثر وضوحا بالنسبة إلى الوضع المتطور في سوريا.
وقد عملت وكالة الاستخبارات المركزية، في أكبر عملياتها السرية خلال الحرب الباردة، مع أجهزة الاستخبارات في دول حليفة، من أجل تسليح وتدريب ألوف المقاتلين المتشددين من أفغانستان والشرق الأوسط، كجانب من حربٍ سرية ضد الاتحاد السوفييتي.
لقد نجحت أميركا وحلفاؤها في تحويل أفغانستان إلى مستنقع دموي، يدعى "فيتنام السوفييتية". وكانت التداعيات طويلة الأجل واقعية، حيث قدر عدد القتلى بنحو مليوني شخص، وتمت زعزعة استقرار أفغانستان، وتنشيط حركة المتشددين التي أصبحت عالمية خلال العقود التالية، وقامت بإيواء المسلحين الذين هاجموا أميركا في 11 سبتمبر 2001.
إن حالة لبنان، وهي الجارة الأقرب لسوريا، جديرة بالتذكر كذلك. فقد خططت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، من أجل تدخلها في الحرب الأهلية اللبنانية عام 1982، مع وضع المصالح الإنسانية في الاعتبار، إلا أنه ما إن حلت القوات الأميركية على الأرض حتى اكتشفت وضعاً أكثر تعقيدا. وبتكليفها باستعادة سلطة الحكومة اللبنانية، أعلنت القوات الأميركية تأييدها للقوى المسيحية في الحرب اللبنانية.. وتم بعدها جر قوات حفظ السلام الأميركية للصراع.