الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أميركا واللاجئون السوريون

أميركا واللاجئون السوريون

25.01.2014
كريستيان ساينس مونيتور


البيان
الخميس 23/1/2014
نادراً ما كان الشرق الأوسط مصدراً للأخبار الطيبة، غير أنه يمكن أن يستمد الأمل من الكرم الذي أبدته ثلاث دول وهي الأردن وتركيا ولبنان. فمنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، استقبلت هذه الدول أكثر من مليوني لاجئ سوري، لكن هذا الكرم يتعرض الآن لضغوط قاسية، حيث إن استمرار تدفق اللاجئين السوريين على هذه الدول يهدد استقرارها.
ففي لبنان يشكل اللاجئون السوريون حوالي ربع السكان حالياً، وقالت آن ريتشارد مساعدة وزير الخارجية الأميركي "إن تأثر المجتمعات على امتداد المنطقة هائل". لقد آن الأوان لتكون أوروبا والولايات المتحدة صمام أمان في هذا الصدد، وأن تقبلا الكثير من اللاجئين السوريين وتمنحانهم حق اللجوء المؤقت. وقد كانت الولايات المتحدة وأوروبا كريمتين بطريقتهما الخاصة، فالولايات المتحدة هي أكبر متبرع للاجئين السوريين، حيث قدمت حتى الآن 1.3 مليار دولار كمساعدات إنسانية.
وقد استهدف اجتماع الدول المانحة في الكويت، جمع تبرعات للاجئين السوريين بحدود 6.5 مليارات دولار، وهو ما وصفته بأنه "أكبر مبلغ طلب على الإطلاق لحالة إنسانية طارئة واحدة".
وللعالم نصيبه في تخفيف أزمة اللاجئين السوريين المتفاقمة، ليس فقط لأسباب أخلاقية، وإنما لأن كلاً من المساعدة وحق اللجوء يمكن أن يؤثرا في نتيجة الحرب. فنظام الرئيس السوري بشار الأسد يعلق الآمال على أن تقوم الدول المجاورة بإغلاق حدودها في وجه اللاجئين السوريين، الأمر الذي يرغم خصوم النظام على البقاء داخل سوريا وقبول حكمه الدكتاتوري.
وتريد الأمم المتحدة أن تستوعب الولايات المتحدة وأوروبا 30 ألفاً من اللاجئين السوريين الأكثر ضعفاً، وهم أساساً من النساء والأطفال. وتخطط نحو 20 دولة أوروبية لقبول 18 ألف لاجئ سوري، غير أنه في الوقت الحالي لن تلتزم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلا بإعادة توطين بضعة آلاف منهم فحسب.
وتتمثل إحدى المشكلات التي تواجه الولايات المتحدة، في أن القوانين التي صدرت بعد أحداث سبتمبر تجعل من الصعب منح حق اللجوء للساعين إليه من دول إسلامية، وهذه القوانين أريد بها التأكد من عدم تسلل إرهابيين إلى داخل الولايات المتحدة. وقد تقدم أكثر من 135 ألف لاجئ سوري بطلبات لجوء إلى الولايات المتحدة، وفي العام الماضي لم يسمح إلا لعدد محدود للغاية يقدر ببضع عشرات من اللاجئين بدخول الولايات المتحدة. وإدارة أوباما لديها الطرق القانونية، التي تتيح لها التغلب على هذه العقبات البيروقراطية.
لقد دعت الولايات المتحدة الأردن وتركيا ولبنان لإبقاء حدودها مفتوحة، ولأسباب إنسانية وأمينة. وامتناناً لهذه الدول الثلاث، فإن الولايات المتحدة عليها الآن أن تفتح حدودها بدورها، لاستيعاب اللاجئين السوريين المشردين حالياً بالفعل.