الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أميركا وما يلي الدبلوماسية

أميركا وما يلي الدبلوماسية

29.05.2014
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية



البيان
الاربعاء 28/5/2014   
يرفض معظم الأميركيين، إلى جانب الرئيس باراك أوباما، القيام بتدخل عسكري مباشر في سوريا، إذ يعتقدون أنه سيزج ببلادهم في حرب شرق أوسطية أخرى، بعواقب لا يمكن التنبؤ بها. لذلك فهم يفضلون، إلى حد ما، إيجاد حل دبلوماسي.
صحيح أن القيادة العليا لتنظيم القاعدة في باكستان، قد حثت المتشددين في سوريا على التركيز على الإطاحة برئيسها بشار الأسد، ويشعرون بالقلق إزاء أعداء لاحقين، إلا أنه أصبح لدى القيادة العليا للتنظيم نفوذ أقل بين الجماعات التابعة لها.
وفي الوقت ذاته، سعى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، لإنشاء علاقات أوثق مع جماعة أخرى تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن، وهي تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، الذي لمح قائده إلى أن التنظيمين قد يندمجان أيضا.
كل ذلك يضع الرئيس الأميركي في موقف صعب، فخلال الوقت الراهن يشكل نظام بشار الأسد وخصوم أميركا، أفضل رد مضاد بصورة حازمة، على الجماعات المتشددة العابرة للحدود.
وهذا لا يعني موافقة أميركا على إدامة أهوال الصراع السوري، ناهيك عن تشجيعه، لكنّه يعني أنه لا ينبغي للرئيس أوباما الدفع لخروج الرئيس الأسد من منصبه فحسب، بل أيضا ضمان أن الحكومة التي ستحل محله معتدلة ومؤهلة. وقد لمحت الإدارة الأميركية إلى أنها ستكثف برامج التدريب والتنسيق السرية، لجماعات المعارضة المعتدلة، وظهر للعيان دليل على أن أميركا تزودها بصواريخ مضادة للدبابات.
ومن الممكن فعل المزيد، إذ بمقدور واشنطن النظر في تشكيل قوة نخبة موثوقة، من مقاتلي المعارضة الذين تم اختبارهم وتدريبهم بشكل مكثف، لمواجهة تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، والمساعدة في الدفاع عن الجماعات المعتدلة الأصغر أو الأقل كفاءة، وربما تشكيل نواة قوة تحقق الاستقرار في سوريا.
قد تبدو هذه الاستراتيجية كأنها تنتقص من أكبر هدف استراتيجي لإدارة أوباما، بتنشيط القوة الناعمة على القوة الصلبة، كأداة للسياسة الخارجية. وعلى خلاف ذلك، إذا حاولت أميركا إيجاد حل دبلوماسي في سوريا، وبالتالي إثبات فاعلية القوة الناعمة، فإن عليها القيام بذلك دون المساس بأمن البلاد.
 وتحقيق هذه الغاية يتم من خلال إظهار عزم أميركا على مكافحة الإرهاب المتشدد، وإيجاد برامج معززة لفحص وتدريب وتجهيز المعارضة السورية، مما يتيح فعلاً دفع الجهود الدبلوماسية المتقدمة.