اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أنواع الإدمان : أيّها أغرب .. وأيّها أخطر !؟
أنواع الإدمان : أيّها أغرب .. وأيّها أخطر !؟
02.11.2017
عبدالله عيسى السلامة
إنها كثيرة جداً.. وهي مدمّرة كلها ؛ كل منها مدمّر بطريقته ! وتتفاوت في قدرتها على التدمير، وتتباين فيما تدمّر ومَن تدمّر.. وتختلف في نِسب التدمير: بعضها يدمّر كلياً ، وبعضها يدمّر جزئياً ! بعضها يدمّر المدمن ، وبعضها يدمّر غيره . بعضها يدمّر البشر، وبعضها يدمّر المخلوقات الأخرى ، من حيوان وجماد ! بعضها يدمّر العقول ، وبعضها يدمّر النفوس ، وبعضها يدمّر الأموال ، وبعضها يدمّر الدول والشعوب والأمم ! بعضها معروف ، وبعضها مستور! (ولا بدّ من التفرقة ، بين العادة والهواية والحالات العرضية الطارئة ، من ناحية ، وبين الإدمان ، من ناحية أخرى !) .
ومن المناسب ، فيما نرى ، أن نصنّفها ، هنا ، أصنافاً ، تندرج تحت كل صنف منها ، أنواع معيّنة :
إدمان المسكرات والمخدّرات والتدخين والميسر (القمار) : وهذه أنواع من الإدمان معروفة ، ومعروف أذاها وتدميرها ، على نفس المدمن ، وماله ، والمحيطين به !
إدمان الغيبة والتجريح ، وشتم البشر، والتعالي على الآخرين : وهذه خاصّة بأصناف من البشر، يعانون من أمراض شتّى : نفسية، وعقلية، وخـُلقية ! أكثرها غير معروف، لديهم .. بل لا يرى أحدهم أنه مريض ، إنّما يحسب نفسه في أعلى درجات الصحّة ، والسلامة العقلية والنفسية ! ولذا هو يرى الآخرين دونه ، وينتقد عيوبهم ، ويتعالى عليهم !
إدمان الكتابة ، بأنواعها : السياسية وغير السياسية.. دون أن يكون لدى بعض المدمنين، قدرة على كتابة سطر واحد ، بلا أخطاء : لغوية ، أو أسلوبية ، أو فكرية !
إدمان الجلوس أمام شاشة التلفاز، ومشاهدة البرامج أو المسلسلات .. والجلوس أمام الكمبيوتر، والتجوّل في شبكة الإنترنت ، بهدف وبلا هدف .. على سبيل التسلية ، أو الفضول ، أوالاطّلاع !
إدمان التسوّل والنصب والاحتيال والسرقة : وهذه خاصّة بحثالات البشر!
إدمان التسلّط على البشر واستعبادهم ، والسرقة من المال العامّ ، والرشوة : وهذه خاصّة بالموظّفين العامّين ، ومَن على شاكلتهم ، من موظّفي القطاع الخاصّ !
إدمان التلذّذ بإيذاء المخلوقات البشرية ، وغيرها .. ومشاهدة الآثار المنعكسة على الضحايا : وهذه خاصّة بأنواع من المرضى النفسيّين ، المبتـلَين بمرض الساديّة ! وكثير منهم من المنتمين إلى طبقة الحكّام المستبدين ، وأعوانهم ، وموظّفيهم الأمنيين!
إدمان الادّعاء ، والتظاهر بما ليس موجوداً ، لدى المدمن ، من صفات ومؤهّلات : وهذا مرض نفسي خاصّ ، يسمّيه علماء النفس : مركّب نقص ، لدى المبتلى به ! فهو يسعى إلى تغطية نقصه ، بادّعاء ماليس فيه ، من صفات ومؤهّلات ، تجلب له احترام الآخرين وتقديرهم !
إدمان الجلوس ، على كراسي الحكم: حتى يكاد المدمن ، يصاب بالاختناق ، أو بالموت ، إذا عزِل عن الموقع الذي هو فيه ! وهؤلاء من أخطر المدمنين ، على الإطلاق ، وأشدّهم بلاءً على الشعوب التي يحكمونها ! لأن أحدهم يكون مستعداً لبيع كل شيء ، في سبيل البقاء على كرسي الحكم .. بدءاً ببيع أخلاقه الشخصية وكرامته ، وانتهاء ببيع الوطن بأسره ، ومصالح البلاد والعباد كلها ! ولديه استعداد أن يُجري في بلاده أنهاراً من دماء شعبه ، ليظلّ جاثماً على كرسي الحكم ، حتى لو علم ـ يقيناً ـ أنه مرفوض من قبل شعبه ، وأنه غير مؤهّل ، أدنى تأهيل ، لهذا الموقع الذي هو فيه !
وإذا كان الناس يحاربون أنواع الإدمان الأخرى ، في مجتمعاتهم .. فمحاربة هذه البليّة ، أوجَب وأولى ، من محاربة كل بليّة أخرى عداها! لأن هذه تدمّر وطناً وشعباً، وأمّة بأسرها ، دون أن تبدو أنها نوع من الإدمان المَرضيّ الفتّاك !
الشعوب التي تقصّر، أو تتهاون ، في مكافحة إدمان الحكّام ، في الجلوس على الكراسي: تصاب ، هي الأخرى ، مع الزمن ، بنوع خاصّ من الإدمان ، هو إدمان الذلّ والخنوع والعبودية .. مترافقاً مع إدمان اليأس والإحباط ، والخوف ، والقلق ، وعدم المبالاة بما يجري على البلاد والعباد ، من كوارث وبلايا ، يسبّبها إدمان الحاكم على الاستئثار بكرسي ليس له ، وفرض نفسه بقوّة السلاح الوطني ، على أبناء الوطن البؤساء !