الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أهلا بك يا عيد رغم نزف الجراح

أهلا بك يا عيد رغم نزف الجراح

09.08.2013
أ.د. نجاح أحمد الظهار

المدينة
الجمعة 9/8/2013
كيف سترتسم الفرحة في عيونٍ تُشاهد كل لحظة دماء الأطفال الأبرياء تسيل في الشوارع،والنساء الثكالى تتفطر قلوبهن حزناً وكمداً ، والشيوخ الرُّكَّع قد قصمت ظهورهم المصائب؟
أهلا بك يا عيد رغم نزف الجراحوجاء العيد مسرع الخطى يزف الفرحة إلى الشعوب الإسلامية، ولكن وخزة ألم أصابت فؤاده، حين رأى أحوال العالم الإسلامي، ما بين قتلى وجرحى واغتصاب حقوق في فلسطين، وقتل وتنكيل وفوضى في العراق، وذبح وانتهاكات حُرمات وتشريد وتجويع للأطفال والنساء في سوريا، خلافات وانقسامات وإهدار دماء الأخوة في مصر، اضطرابات وزعزعة أمن في ليبيا وتونس، ولا تقل المآسي في بورما والمضطهدين في الفلبين وفي كثير من بقاع الأرض.
وقف العيد حزيناً كيف سيهنِّئ المسلمون بعضهم بعضاً ومن بين أصابعهم تنسكب دماء أبنائهم الشهداء، كيف سترتسم الفرحة في عيونٍ تُشاهد كل لحظة دماء الأطفال الأبرياء تسيل في الشوارع،والنساء الثكالى تتفطر قلوبهن حزناً وكمداً ، والشيوخ الرُّكَّع قد قصمت ظهورهم المصائب؟
تساءل العيد لماذا يغرق العالم الإسلامي وحده في هذه المِحن والمصائب؟؟ بينما شعوب الغرب تعيش في أنس وبهجة وراحة بال، لا حروب ولا خلافات في أمريكا،ولا كل دول أوروبا، ومع هذا نراهم يتنافسون في اختراع الأسلحة الفتاكة، ويَجنُون منها الأرباح الطائلة ببيعها على المتناحرين في عالمنا الإسلامي، أين السلام الذي يتغنون به، وهم من يُمَوِّلون الحروب؟ كيف ترتاح ضمائرهم وهم يبنون حضاراتهم على دماء الأبرياء؟
لكن رأى العيد أنَّ قُدومه هو مَكرُمَة إلهية، وعلاج رباني للقلوب المكلومة، فالأطفال اليتامى لابد أن يبتسموا وهم يبكون حتى يتجدد لديهم الأمل في الحياة، ويستمدون من ابتسامة العيد القوة على مواجهة من زرعوا في قلوبهم الأحزان، والنساء الثكالى لابد أن تُلامس قلوبهم الفرحة بالعيد لتكون دافعاً لهن على تحمل نكبات الحياة، والشباب المناضل في معمعة الحروب لابد أن يبتسم في العيد على رغم الجراح حتى يجدد نشاطه القتالي بهذه المنحة الإلهية العظيمة.
فالعيد هو علاج إلهي تُجدَّد فيه الآمال، ويقوى به الإيمان وتُشَد العزائم، ويُشحذ به التفاؤل، فيخرج الإنسان أقدر على مواجهة الآلام، والتغلب على المصائب.
فحمداً لك يا رب على كرمك الإلهي، وحمداً لك يا رب على رحمتك بعبادك ، وحمداً لك يا رب على كل آلائك.
وأهلاً بك يا عيد رغم نزف الجراح، وأهلاً بك يا عيد رغم أنف العدا ، ونأمل يا عيد أن تكون زيارتك المقبلة وقد كَسَت الوجوه ابتسامة النَّصر والرضا ، وعَمَّت الأمة الإسلامية روح التآلف والإخاء، وندعو الله أن يجعل كلمة التوحيد ترفرف خفاقة على مشارق الأرض ومغاربها، وأن يكون الإسلام هو رائد السلام في العالم.