الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوباما "الهوتو" وبوتين "التوتسي"!

أوباما "الهوتو" وبوتين "التوتسي"!

18.07.2013
راجح الخوري

النهار
الخميس 18/7/2013
لا يكفي ان تنظم الامم المتحدة حفلة لذرف دموع التماسيح على ركام القتلى في سوريا وليس من المفيد ان تخبرنا ان المأساة هي الاسوأ منذ حرب الابادة في رواندا، المفيد ان تفعل شيئاً لوقف هذا العار الذي يتجاوز حتى ما حصل في رواندا من المذابح والابادة بين عامي 1990 و1993.
الكارثة الرواندية جرت في "مجاهل افريقيا" بعيداً نسبياً عن اعين العالم، لكن ما يجري في سوريا من المذابح يعرض يومياً امام انظار العالم وفي كل بيت، ورغم هذا تحرص "الادارة الدولية للمذبحة" على استمرار وتيرة القتل، فلقد بات واضحاً ان التغاضي الاميركي والانحياز الروسي هما وجهان لسياسة واحدة حقيرة بشعة ومجرمة، عطّلت الحلول السياسية في الجامعة العربية ثم في مجلس الامن المقفل بالفيتو، ثم في مسخرة "مؤتمر جنيف" العالق بخلاف مفتعل وربما متفق عليه، بين واشنطن وموسكو حول مستقبل بشار الاسد، في وقت تستهول الامم المتحدة ان عدد القتلى السوريين تجاوز مئة ألف وان المعدل الشهري تجاوز الخمسة آلاف!
في رواندا تذابحت قبيلتا الهوتو والتوتسي بينما كان بيل كلينتون يشيح بنظره عن المأساة، اما في سوريا فيمكن في اطار المجاز السياسي، القول ان باراك اوباما هو من قبيلة الهوتو وان فلاديمير بوتين من قبيلة التوتسي، وان الاثنين عازمان على الاستمرار في رعاية معمعة القتل، الى ان يتم تدمير سوريا كلها والقضاء على اكبر عدد ممكن من الاسلاميين المتشددين الهارعين الى الجهاد وآخرهم من "طالبان" الباكستانية، وكذلك على اكبر عدد من المقاتلين الايرانيين والعراقيين واللبنانيين من "حزب الله"، بما سينهك طهران ايضاً!
هل هناك اي مبالغة في هذا الكلام؟
كلا، على الاطلاق، والدليل حرص الروس والايرانيين على عدم هزيمة النظام، ويمكن دخول الاميركيين هنا على هذا الخط لتزويد جيش الاسد اجهزة لرصد مواقع المعارضة، وفي المقابل تحرص اميركا وروسيا على عدم تزويد المعارضة ما يكفي من السلاح للانتصار على النظام.
والمعادلة باتت واضحة منذ عامين، انها حرب المنهزمين والمقتولين التي تدار بالريموت كونترول الاميركي الروسي الاسرائيلي، الذي يذكّر الكثيرين هذه الايام بكتاب ريتشارد نيكسون "نصر بلا حرب" الذي دعا فيه صراحة وعلناً الى قيام تحالف بين روسيا واميركا هدفه السعي لإدارة حرب بين المسلمين من طريق اثارة التناقضات والكراهيات الدفينة، ومن خلال التركيز على فجوة الفساد الهائلة التي تفصل بين الانظمة والشعوب!
لكن عندما تقول الامم المتحدة "اننا لا نشاهد تدمير بلد فقط بل تدمير شعب" يجب ان يتذكر الهوتو الاميركي والتوتسي الروسي اي بؤرة من الكراهية والارهاب يصنعون!
rajeh.khoury@annahar.com.lb