الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوباما حوّل إيران دولة عظمى

أوباما حوّل إيران دولة عظمى

02.11.2013
رندى حيدر


النهار
الجمعة 1/11/2013
من الواضح اليوم أن الإسرائيليين جميعاً، سواء أكانوا مسؤولين أم صحافيين وحتى الجمهور العريض، يشعرون بقلق بالغ عندما يرون الحماسة الأميركية للتوجهات الجديدة للرئيس الإيراني حسن روحاني، وعندما يشاهدون بداية اقتناع المجتمع الدولي بجدية المقترحات التي قدمها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لحل المشكلة النووية الإيرانية.
تختلف مشكلة الإسرائيليين مع إيران عن مشكلة الأميركيين وسائر دول العالم. وهم يعتبرون ان المسار الحالي الذي تسير فيه المفاوضات بين المجتمع الدولي وإيران سيفضي حتماً الى رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران في مقابل تنازلات إيرانية لن تشكل خطراً على خطتها للتحول الى قوة اقليمية نووية، وأنها تحاول كسب الوقت للمضي في استكمال مشروعها، ثم وضع العالم أمام حقائق منتهية، كما فعلت من قبل كوريا الشمالية.
والنقاش في إسرائيل لا يدور حول سبل تعايش إسرائيل مع إيران دولة نووية، لان ثمة اقتناعا عميقا لدى المسؤولين الإسرائيليين بأن مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي لن يتخلى قط عن المشروع النووي العسكري، بل يتمحور على ما يجري الآن تحديداً مع بدء التفاوض مع إيران وقبل التوصل الى تسوية ما.
ففي رأي عدد من المحللين الإسرائيليين ان إيران بدأت منذ الآن قطف الثمار الإيجابية لانفتاحها على الولايات المتحدة ومواقفها الايجابية من المفاوضات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك قبل اختبار صدق النيات الإيرانية وجدية الرئيس الجديد في تقديم التنازلات المطلوبة منه. فخلال وقت قصير تبدلت النظرة الى إيران من دولة دينية راديكالية تشكل جزءاً من محور الشر ومنبوذة دولياً، الى دولة براغماتية موضع ترحيب دولياً. يجري ذلك كله من غير ان تكون إيران قد أقدمت على تغيير قيد أنملة في سياستها الإقليمية. فشحنات السلاح الإيراني لا تزال تتدفق على سوريا، ومقاتلو "حزب الله"، الذراع العسكرية الطويلة لإيران، كما يصفه الإسرائيليون، يواصلون قتالهم الى جانب الجيش السوري النظامي وسائر الميليشيات الشيعية داخل المدن السورية.
ثمة اقتناع إسرائيلي عميق بأن إيران تخدع الأميركيين والأوروبيين في آن واحد. لكن الامر الاصعب بالنسبة اليهم ما تقوم به الإدارة الأميركية. في الاساس، تسود الاوساط الحكومية الإسرائيلية أجواء من عدم الثقة بإدارة الرئيس باراك أوباما، زادتها التوجهات الجديدة للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط تفاقما وخصوصا مع حلفائها. ربما للمرة الأولى يتساءل الإسرائيليون جديا عن مصير التحالف التاريخي بينهم وبين الأميركيين، ويتخوفون من ان تكون التعهدات التي قطعها الرئيس أوباما سابقاً لهم بمنع إيران بمختلف الوسائل من أن تتحول دولة نووية قد ذهبت أدراج الرياح.