الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوباما.. رهان على إيران

أوباما.. رهان على إيران

15.11.2014
جاكسون ديل



الاتحاد
الخميس 13-11-2014
عندما كان أوباما مرشحاً للرئاسة قبل سبع سنوات، صدم العالم المتابع للسياسة الخارجية عندما صرح بأنه يفضل اتباع منهج "الدبلوماسية المباشرة" لإعادة العلاقات مع دول تنصب العداء للولايات المتحدة منذ وقت طويل مثل سوريا وكوبا وكوريا الشمالية. وعلى إثر هذا التصريح المفاجئ، تعالت الأصوات الناقدة له، وكان من بينها صوت هيلاري كلينتون التي وصفته بأنه "رجل ساذج". وحتى هذه اللحظة، أثبت منتقدوه أنهم كانوا على صواب. والآن، وبعد أن اقترب من المرحلة الأخيرة لنهاية ولايته، قرر أوباما مضاعفة قيمة الرهان عندما وضع استراتيجية مشابهة حيال إيران، ليصل بسياسته الاسترضائية الفاشلة إلى أقصى مداها.
وخلال الأسبوع الماضي تسربت أنباء تفيد بأن أوباما بعث برسالة أخرى إلى خامنئي فيما كانت المحادثات الهادفة لإنهاء صفقة البرنامج النووي الإيراني تدور في حلقة مفرغة، وبعد أن تم تحديد موعد نهائي لها يوم 24 نوفمبر الحالي. والمعاهدة المنتظرة التي تحدّ ولا تلغي قدرة إيران على صنع الأسلحة النووية خلال عقد من الزمان، أصبحت تمثل الهدف الأدنى الذي تقبل به الولايات المتحدة. ويتداول كبار مسؤولي البيت الأبيض هذه الأيام حديثاً مفاده أن "الدبلوماسية النووية" تستهدف مشروعاً أوسع يرمي إلى إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط المضطرب بالتعاون مع إيران.
والآن، تعمل القوات الأميركية بالتعاون المستتر مع القوات الإيرانية في العراق ضد "داعش"، وهي ملاحظة لم ينسَ أوباما الإشارة إليها في رسالته إلى خامنئي. وفي وقت يبدو فيه أن الطرفين أصبحا قاب قوسين أو أدنى من إنهاء الصفقة النووية، فلقد أشار مساعدو الرئيس أوباما إلى أن إيران ربما تقدم مساعدتها للتوصل إلى حل يضمن إعادة الاستقرار إلى سوريا، وهو الاتفاق الذي يقضي بالإبقاء على جزء رمزي من النظام الحالي المدعوم من إيران في سُدة الحكم.
ولعل من المفيد هنا أن نتساءل عن مدى ابتعاد أوباما عن منهج السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. ومنذ عهد جيمي كارتر الذي حكم البيت الأبيض بين عامي (1977 - 1981)، كان الرؤساء الأميركيون يبحثون عن طريقة لتشكيل ائتلاف عربي مضاد للنظام الإيراني والوقوف في وجه مشروع هذا النظام للتحول إلى قوة إقليمية مسيطرة. وبدا واضحاً أن الهدف الأساسي والطموح الأكبر للإيرانيين هو حيازة الأسلحة النووية. وهذا التوجه الجديد لأوباما، لو كُتب له أن ينجح، فإنه سيسمح لإيران بالاحتفاظ بمعظم عناصر ومنشآت البنية التحتية النووية مقابل تخلي طهران عن دورها في المنطقة التي تمتد من بغداد حتى بيروت.
وعلى أن هذه التوجهات السياسية تطرح أسئلة عما إذا كان هدف أوباما يمكن أن يعني شيئاً بالنسبة للولايات المتحدة ذاتها أو لحلفائها التقليديين في الشرق الأوسط. ولا شك أن بنيامين نتنياهو لا يفكر بهذه الطريقة أبداً، ولا معظم دول الخليج العربي. وهذه الدول ما زالت تنظر إلى إيران على أنها تشكل تهديداً خارجياً، ولا يمكن التعامل معها إلا عن طريق العقوبات ومواصلة الحرب ضد حلفائها في سوريا ولبنان، ولا بد من مواجهة برنامجها النووي. ويشار إلى أن الغالبية العظمى من أعضاء الكونجرس توافق على هذا الرأي.
محلل سياسي أميركي - ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"