الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوباما والأزمة في سوريا

أوباما والأزمة في سوريا

20.02.2014
صحيفة واشنطن بوست الأميركية


البيان
الاربعاء 19/2/2014
هل يسير الرئيس الأميركي باراك أوباما بحذر نحو إعادة النظر في سياسته تجاه سوريا؟ بعض كلماته التي قالها أخيراً، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أثار الآمال بذلك، إذ وصف أوباما الصراع السوري بأنه "إحدى أعلى أولويات أمننا القومي"، بعد أن نحاه جانباً قبل خمسة أشهر باعتباره "حرباً أهلية تخص أحداً آخر". واعترف أوباما بأن استراتيجيته الدبلوماسية بعيدة عن تحقيق هدفها في التوصل إلى حل سياسي، في حين "لا يزال الوضع مريعاً على أرض الواقع".
وفي الأساس، أكد الرئيس أوباما ما اعترف به وزير الخارجية جون كيري، لمجموعة من أعضاء الكونغرس في مجلس خاص، من أن سياسة أميركا تفشل حتى مع زيادة التهديدات لمصالح البلاد.
إن الأعمال الوحشية التي يرتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأيضاً تعثر محادثات السلام في "جنيف-2"، قد تؤثر في تفكير الرئيس أوباما، وكذلك قد يفعل عجز الأمم المتحدة عن التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الرهيبة. فقد اعتمدت استراتيجية أوباما على التعاون الروسي، إلا أنه اعترف أخيراً بأن روسيا تعرقل عمل مجلس الأمن الدولي لفتح ممرات للمساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يتضورون جوعاً.
وفوق كل شيء، لا يستطيع الرئيس الأميركي تجاهل التحذيرات التي قدمها اثنان من كبار مساعديه، وهما مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر الابن، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان الذي صرح، خلال شهادته أمام الكونغرس، بأن تنظيم القاعدة يعمل على تطوير ملاذ في شرق سوريا، يمكن استخدامه لشن هجمات ضد أميركا. وبعد أن كان قد قلل سابقاً من شأن فرع تنظيم القاعدة في سوريا بصفتهم "لاعبي كرة سلة ناشئين"، بدا الرئيس أوباما أكثر واقعية، بقوله إن "هنالك متطرفين انتقلوا إلى الفراغ في أجزاء معينة من سوريا، بطريقة يمكن أن تهددنا على المدى الطويل".
ما التحرك الممكن؟ جادل الرئيس أوباما ومساعدوه، غالباً، بأن البديل الوحيد لسياستهم الحالية هو الغزو على غرار غزو العراق. وذكر أوباما أن إدارته "ستواصل تعزيز المعارضة المعتدلة"، ونأمل أن يعني ذلك العودة إلى خطة تكثيف التدريب التي تبناها الرئيس الأميركي، ثم تخلى عنها العام الماضي.
وقال أوباما إنه "في الوقت الراهن، لا نعتقد أن هناك حلاً عسكرياً باعتباره كذلك.. إلا أن الوضع مضطرب، ونحن مستمرون في استكشاف كل السبل الممكنة لحل هذه المشكلة". ويعتبر هذا خبرا ساراً، فقد اتخذ الرئيس الأميركي خطوة مهمة في الاعتراف بخطورة التطورات في سوريا، ويحتاج حاليا للتصرف وفقا لذلك التحليل.