الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوباما والتحفظ حيال سوريا

أوباما والتحفظ حيال سوريا

17.06.2013
صحيفة شيكاغو صن تايمز الأميركية

البيان
الاثنين 17/6/2013
يتعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما للانتقاد، لعدم تقديمه دعماً أقوى للثوار في الحرب الأهلية السورية من خلال تسليحهم، مثلاً، أو إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا. ورأينا هو أن سياسته الحذرة والمتزنة والمنضبطة، هي السياسة المناسبة.
إننا لا نعرف الكثير عن الثوار في هذه الحرب البشعة، وما نعرفه لا يحمل أملاً يذكر بأن أميركا تستطيع أن تلعب دوراً ليس من شأنه أن يعود ليسبب لنا المشكلات، كما حدث في ليبيا، حيث قتل أربعة أميركيين على أيدي متشددين في فوضى ما بعد التحرير.
نعم، تمثل سوريا مشكلة أكبر بكثير من تلك التي مثلتها ليبيا، فهي تقع على خط الصدع الفاصل بين الشيعة والسنة، وقد انحدرت بالفعل إلى حرب طائفية مريرة، وتزداد تعقيداً بتسليح روسيا للرئيس السوري بشار الأسد، في إشارة واضحة إلى عزم موسكو على منع سقوط نظامه.
ولم تعان ليبيا من أي من تلك التعقيدات، إذ جاءت الدفعة الكبيرة للإطاحة بمعمر القذافي، من جانب دول أوروبية، أقلقها احتمال أن تطلق نيته المعلنة قتل شعبه بصورة جماعية، موجة من اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي.
وأقنعت الكارثة الإنسانية المحتملة سوزان رايس، مندوبة الولايات المتحدة آنذاك لدى الأمم المتحدة، بتأييد دعم الثوار الليبيين دعماً جوياً ولوجستياً واستخبارياً.
ورغم جسامة الأزمة الإنسانية السورية (80 ألف قتيل وملايين اللاجئين)، فإنه لا يقال عن أي من سوزان رايس، التي عينها أوباما مؤخراً مستشارة للأمن القومي، أو سامانثا باور المندوبة الأميركية الجديدة لدى الأمم المتحدة، والخبيرة في الإبادة الجماعية التي أيدت أيضاً مشروع ليبيا، إنها تضغط من أجل مزيد من التدخل الأميركي.
وذلك لسبب وجيه، إذ سرعان ما لعب مقاتلون ينتمون إلى تنظيم القاعدة وغيره من المنظمات الإرهابية، دور البطولة في الحرب ضد نظام الأسد، ولقوا إعجاباً ببراعتهم.
ويقول منتقدو أوباما، إن السبب في حدوث ذلك، هو أن الرئيس الأميركي لم يسلح الثوار السوريين منذ البداية، خلافاً لما نصحه به بعض مستشاريه. هذا هراء، إذ إن تمييز الأخيار وسط حرب طائفية أهلية أمر مستحيل.
وأي الانتفاضات المعروفة باسم انتفاضات "الربيع العربي" لم تختطف أو تتأثر، على أقل تقدير، بفصائل متطرفة؟
وإذا كان هناك وقت لتدخل الولايات المتحدة وهو ما لا نعتقده فإن ذلك الوقت قد مضى.
فالمتطرفون يسيطرون بقوة على الثورة، رغم أن الحرب لا تسير في صالحهم، بعد أن استعادت قوات الأسد سيطرتها على إحدى البلدات الاستراتيجية، معززة، في ما يبدو، سيطرته على الأجزاء العلوية في سوريا.
 سوف ينظر البعض إلى هذا على أنه تراجع أميركي في الشرق الأوسط، ولكننا نعتقد أن معظم الأميركيين سئموا من عقد من الحرب من ذا الذي يرغب في رؤية طيار أميركي يتم إسقاطه أثناء فرضه لمنطقة حظر جوي؟ - وضاقوا ذرعاً باضطرابات المنطقة التي لا تنتهي.